هل يمكن العودة للحجر الصحي الكلي من جديد؟

قال البروفيسور عبد الفتاح شكيب، أستاذ الأمراض التعفنية بكلية الطب بالدار البيضاء، إن العودة للحجر الصحي الكلي أمر ممكن “فمن الناحية العلمية، كل شيء ممكن لتجنب انتشار الوباء في مناطق جديدة”، مشيرا إلى إمكانية أن تكون هناك “صيغ مختلفة للحجر الصحي حسب المناطق لمنع تكاثر الفيروس، خاصة بعد قدوم فصل الخريف الذي يفضل فيه التلقيح ضد الزكام لتجنب أي شكوك بخصوص الإصابة بالفيروس من عدمه”.

وأضاف البروفيسور، في لقاء صحفي على قناة “ميدي 1 تي في”، مساء أمس الثلاثاء، أن هناك تكاثر عدد حالات الإصابة مؤخرا وارتفاع عدد الوفيات في مجموعة من الجهات “مما يشكل خطورة، فباستثناء جهتين، فكل الجهات سجلت ارتفاعا في عدد الإصابات، وهذا يشكل مشكلا بخصوص بعض المدن التي ليست لها القدرات ولا التجربة في التعامل مع الحالات المتزايدة بالمقارنة مع مدن وجهات لها تجربة بهذا الخصوص”.

ونبه عبد الفتاح، أن المغرب إذا واصل تسجيل 10 وفيات يوميا، فإنه سيسجل خلال شهر واحد 300 حالة، في الوقت الذي لم يسجل فيه منذ ظهور الفيروس إلى اليوم سوى 327 حالة، قائلا إن “هذا ما نتخوف منه”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه كان من المتوقع أن تتضاعف عدد الإصابات بعد تخفيف الحجر الصحي مثلا من 70 إلى 140، كما يؤكد ذلك علم الوبائيات، لكن الذي وقع أن هذا العدد ضرب في 3 أو 4 مرات، واصفا ذلك ب”الأمر غير الطبيعي”.

وأفاد البروفيسور، أن هذا المشكل لا يعاني منه المغرب فقط، بل تعاني منه عدة دول مثلا إسبانيا سجلت أمس الثلاثاء 6000 حالة، وهذا الأسبوع تضاعف فيها عدد الإصابات 3 مرات، نفس الشيء بالنسبة للمملكة العربية السعودية 2000 حالة، وجنوب إفريقيا التي سجلت بها 7000 حالة، وذلك خلال يوم أمس الثلاثاء.

من جهة أخرى، وبخصوص احتواء الوضع الوبائي ببلادنا، فدعا البروفيسور، إلى ضرورة احترام التعليمات والتوجيهات والاحترازات الضرورية من وضع الكمامة والتباعد الجسدي، “فهذا الإجراء لوحده يجنب الإصابة بنسبة 95 في المائة”، مشددا على ضرورة احتواء عدد الإصابات لتجنب تكاثرها مما يسبب الاكتظاظ في المستشفيات واستنزاف الطاقات والإمكانات الاستشفائية”.

وبخصوص إمكانية التوفيق بين الاحتفاء بالعيد والحماية من الإصابة بالكوفيد، فأكد البروفيسور، أنه يمكن ذلك من خلال إعمال العقل وليس العاطفة، فالعيد يمكن أن نحتفل به السنوات المقبلة وفي ظروف أحسن إن حافظنا على سلامتنا، ولكن إن قدر الله الإصابة بالفيروس وحدوث وفاة فلا يمكن أن نعيد شخصا توفي، لذلك لابد من الاحتراز وتدبير هذه المناسبة الدينية بالعقل والمنطق وليس بالعاطفة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.