الوفي: الجامعة الصيفية تعبير عن مدى وعينا بالدور المحوري لشباب مغاربة العالم

أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، نزهة الوفي، أن برنامج الجامعة الصيفية “تعبير عن مدى وعينا بالدور المحوري لشباب مغاربة العالم”، الذين يشكلون جسرا مستداما يوثق الصداقة والتعاون بين المغرب ورأسماله اللامادي.

وأوضحت الوزيرة، خلال كلمة افتتاحية بمناسبة تنظيم الوزارة الجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج يومي 5 و6 غشت الجاري، في صيغتها الافتراضية خلال هذه السنة قصد ملاءمة برامج الوزارة مع الوضع الاستثنائي الصحي الذي تعرفه المملكة بسبب جائحة (كوفيد 19)، أن المغرب يعول على شباب مغاربة العالم لتحقيق تنمية وطنهم الأصل، وترسيخ قيمه الحضارية، وإشعاع ثقافته الأصيلة داخل المغرب وخارجه.

وشددت الوفي، على أن حرص الوزارة على احترام الموعد المعتاد للجامعة دليل على الاهتمام الذي توليه لفئة الشباب من المغاربة المقيمين بالخارج، وذلك بهدف الحفاظ على هويتهم الوطنية وتعزيز ثقافتهم وارتباطهم ببلدهم، مبرزة أن هذا الملتقى الرقمي يمثل منصة لتبادل المعلومات بين شباب مغاربة العالم ولتعريفهم بالمجهودات التي تبذلها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على جميع الأصعدة.

وأشارت إلى أن تنظيم الجامعة الصيفية يندرج في إطار برنامج الجامعات الثقافية الذي دأبت الوزارة على تنظيمه سنويا منذ سنة 2017 تفعيلا لاستراتيجيتها الموجهة لمغاربة العالم، موضحة أن تنظيم هذه الدورة افتراضيا أملته الظرفية الاستثنائية التي يعرفها العالم نتيجة تفشي فيروس (كوفيد-19)، بما في ذلك المملكة التي نجحت بشكل كبير في تدبير هذه الجائحة والحد من تفشيها بفضل الرؤية الاستباقية لجلالة الملك وتوجيهاته السامية في هذا الشأن، وكذا تعبئة جميع مكونات الشعب المغربي.

وبخصوص التركيبة الديمغرافية للمغاربة المقيمين بالخارج، فقد سجلت الوزيرة أنها تشهد تحولا بنيويا يتميز ببروز أجيال صاعدة مؤهلة للغاية “نعمل من أجل استثمارها وتجديد آليات التواصل معها وتأطيرها لرفع التحديات التي تواجهها والمتمثلة في تمتين روابطها مع المغرب وإشراكها في أوراش تنميته”، وكذا تخفيف توترات الهوية المزدوجة في إطار من التناغم والانسجام دون تنازع بين المرجعيات الثقافية.

وقد حرصت الوزارة، تضيف الوفي، على تطوير آليات التأطير التي تم الاشتغال عليها “بما ينسجم ورغبة الشباب والأجيال الصاعدة في توثيق الصلة بالمغرب ووشائجها القوية معه، أيا كان البلد المزدادين فيه، فكلما ازداد ارتباط هذه الفئة ثقافيا بالمملكة كلما ازداد اهتمامهم بالاستثمار فيه وبالإسهام في أوراشه التنموية”، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن جميع الطلبة المشاركين في إطار هذه النسخة من الجامعة الافتراضية، سيحتفظون بحق المشاركة في الجامعة المقبلة، حسب التطورات الوضعية الوبائية بالمملكة.

من جهة أخرى، ذكرت الوزيرة أن المغرب شهد، خلال العشرين سنة الأخيرة، إنجاز مشاريع هيكلية غيرت ملامح المملكة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مؤكدة على حق الشباب المغاربة داخل الوطن وخارجه في أن يكونوا فخورين “بما تحقق ببلدهم وأن يتعبؤوا جميعا للمساهمة في تنزيل أوراش الإصلاح والتنمية وتعزيز إشعاع المغرب داخل بلدان إقامتهم”.

وأضافت الوزيرة، أن هذه الإصلاحات التنموية تستدعي تعبئة كافة طاقات المغرب ومؤهلاته المادية والبشرية، بما فيها كفاءات مغاربة العالم الطموحة والمجندة للمساهمة في مختلف المشاريع التنموية بالمملكة والوقوف بجانب وطنها الأصل في السراء والضراء، مذكرة في هذا الصدد، بدراسة قامت بها الوزارة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أثبتت أن الارتباط بالمغرب ثابت لا يضمحل لدى الأجيال الصاعدة، شأنها في ذلك شأن الجيل الأول، مؤكدة أيضا أن الشباب من مغاربة العالم يفضلون الاستثمار في جهتهم الأصلية.

كما ذكرت بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواصلة تأمين جميع خدماتها العمومية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج لرفع اليقظة التواصلية عبر إحداث خلايا من قبيل “خلية اليقظة والتوجيه”، و”خلية تلقي الشكايات عن بعد”، وخلية مركزية على مستوى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وخلايا محلية على مستوى القنصليات بفرق عمل مداومة لتقديم مختلف الخدمات المرتبطة باستقبال الشكايات أو الرد عن استفسارات المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج ومواكبتهم سواء على المستوى الإداري أو الصحي.

كما تم اعتماد، بحسب الوزيرة، “مكتب الضبط الرقمي” للتدبير الإلكتروني للمرسلات، وتمت تعبئة كفاءات مغربية بالخارج وفعاليات جمعوية لمواكبة المواطنين المقيمين بالخارج، على غرار شبكة المحامين من أجل تقديم الاستشارة القانونية، وشبكة الأطباء المغاربة بالخارج (C3M) لتقديم المساعدة الطبية والنفسية، من خلال وضع منصة رقمية لهذا الغرض.

يشار إلى أن الدورة الحالية من الجامعة الصيفية الافتراضية، المنظمة في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر والذي يتزامن مع 10 غشت من كل سنة، وفي إطار الأنشطة السنوية المختلفة التي تنظمها الوزارة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، بمشاركة عدد من شباب المغاربة المقيمين بالخارج، المنحدرين من مختلف بلدان الإقامة (فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، هولندا، الصين، تونس، الجزائر) والمتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، وتمثل نسبة الإناث بالنسبة فيهم حوالي 75 في المائة مقابل 25 في المائة بالنسبة للمشاركين الذكور.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.