الحضري: مرحلة الحجر الصحي أدت لتحول كبير على مستوى الأعراض “النفسجسدية”

كشف لطفي الحضري أستاذ جامعي متخصص في علم النفس المرضي والتواصلي، أن مرحلة الحجر الصحي بسبب انتشار جائحة كورونا، أدت إلى ظهور تحول كبير على مستوى الأعراض “النفسجسدية” مثل الاكتئاب والوسواس، مضيفا أنه ظهرت أعراض جديدة مثل الشقيقة وألم الرأس، وألم الظهر والتقيؤ وغيرها، كنتيجة للهلع والخوف الزائد الذي يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين والكورتيزون الذي يتسبب في نقص المناعة.

جاء ذلك في الندوة التفاعلية التي نظمتها منظمة نساء العدالة والتنمية في موضوع: الأسرة والدخول المدرسي والجامعي الجديد: مقاربات ومسؤوليات متكاملة عشية يوم الأربعاء 16 شتنبر 2020 بالمقر المركزي للحزب وفق الإجراءات والتدابير الاحترازية، في إطار الحملة الوطنية التي أطلقها حزب العدالة والتنمية للإسهام في التعبئة الوطنية ضد كوفيد 19.

وأبرز الحضري، أهمية المناعة في مواجهة الجائحة، مشيرا إلى أن نقص المناعة يخل بالتوازن الذي يسقط الطفل في الهلع، مبينا أن الخوف يؤثر على التركيز وعلى استرجاع المعلومات ويؤثر على الذاكرة، مما سيؤثر على مستوى التلقي والمستوى التعليمي.

وأوضح أن المجال النفسي والبنية النفسية، بالنسبة للتلميذ لا تتغير على اعتبار أن الحزن يبقى حزنا والخوف يبقى خوفا، رغم الظروف والتغيرات ومختلف الملابسات، مضيفا أن الجائحة ستبقى هي أصل مشكل الخوف عند الجميع.

وسجل الحضري، أن مجموعة من المصطلحات الطبية أصبحت متداولة في زمن “كورنا” مثل التكيف والتقبل والتجاوز، داعيا إلى العمل على تحقيق التوازن النفسي والحذر من الوقوع في عملية التفريط وتجاوز الإطار  العام الذي يتطلب تطبيق عدد من  الإجراءات الصحية.

من جهتها، أوضحت مريم رضوان عضو المكتب التنفيذي لمنظمة التجديد الطلابي، أن المغرب انتقل من مرحلة التعامل مع ظرفية استثنائية تميزت بقرارات استثنائية وآنية وفق متغيرات دقيقة، في وضع ملئ بالدهشة، إلى مرحلة التأقلم والتكيف الاجتماعي يشمل عينة كبيرة من المجتمع.

وأشارت رضوان، إلى أن العديد من الطلبة لم يستطيعوا متابعة دروسهم عن بعد نظرا لعدة أسباب تعود لقلة الوسائل أحيانا وأحيانا لأن الأمر مستجد بالنسبة لهم، مضيفة أن عددا لا بأس به من الطلبة تعثر في دراسته وعانى الكثير جراء الوضع المستجد، رغم تفوقه في دراسته قبل انتشار الجائحة.

وتابعت أن العودة إلى الحياة الطبيعية وإلى الدراسة بشكل عادي، ممكن في ظل حرص الأسرة على تشجيع وتوعية أبنائها، لكونها العامل الأساسي لدعم التلاميذ وتوجيههم.

وحثت المتحدثة كل المسؤولين وكل هيئات المجتمع المدني على التواصل المكثف من أجل التوعية بالوضع الجديد، وتجاوز كل المشاكل التي تسبب فيها انتشار الفيروس، مبرزة أهمية أخذ القرارات فيما يخص اعتماد نمط معين من التعليم بناء على دراسات وأبحاث مرتبطة بتطور الوضع الوبائي، نظرا لما يشكله الأمر من أهمية في إتاحة الوسائل والظروف الملائمة للتلقي ومتابعة التعليم سواء عن بعد أو حضوريا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.