“كورونا” يعاود الارتفاع عالميا.. اختصاصي يفسر أهم الأسباب

مازال عدد المصابين بفيروس “كورونا” المستجد على الصعيد العالمي يرتفع يوما يعد يوم، وما تزال الولايات المتحدة  على رأس الدول المصابة بالفيروس بـ 6.5 مليون إصابة، متبوعة بكل من الهند (5 ملايين إصابة( والبرازيل (4,3 مليون إصابة( وروسيا (1,6 مليون إصابة( على التوالي، وقد تميزت الحالة الوبائية العالمية خلال الأسبوعين الأخيرين، بتسجيل عدد من البلدان لعدد إصابات يتجاوز الأعداد السابقة والمسجلة ما قبل شهر غشت الأخير.

أي تفسير لهذا التطور؟

وفي تفسيره لهذا التطور، قال الدكتور توفيق بن جلون، طبيب جراح، إن هذا الارتفاع يمكن تفسيره بأمرين، أولهما أننا أمام موجهة ثانية للفيروس على الصعيد العالمي، وثانيهما أن الارتفاع جاء نتاج رفع الحجر الصحي وتخفيف القيود المعلنة من عموم الدول لمجابهة الجائحة.

وذكر بن جلون، في حديث لمجلة العدالة والتنمية، في عددها 19 الصادر نهاية الأسبوع، أن الاحتمال الثاني يبقى أكثر قوة من الأول، معتبرا أن تطور الوضع الوبائي بصورته الحالية سيبقى إلى الخريف.

وعن اللجوء إلى الإجراءات المقيدة للحركة والتنقل وغيرها لمحاصرة الوباء، أوضح بن جلون، أن هذا النوع من الإجراءات ورغم ما يؤدي إليه من نتائج إيجابية على المستوى الوبائي إلا أن نتائجه الاقتصادية كبيرة جدا، ولذلك، لا الاقتصاد الوطني أو العالمي مستعد وقادر على تحمل كلفة فترة حجر شامل جديدة.

سباق اللقاحات

وفي جوابه عن سؤال الأبعاد المؤثرة في السباق الدولي لأجل إيجاد لقاح لفيروس كورونا، أهو علاجي أم اقتصادي، قال بن جلون، إن البعدين حاضران معا في تفسير هذه المسألة، مبينا أن المختبرات الطبية ذات قوة اقتصادية واستثمارية كبيرة، وهي أيضا تريد أن تحظى علاجاتها بقبول دولي من خلال توفير لقاح فعال.

وأشار الطبيب الجراح، إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تعتمد بعد أي لقاح خاص بفيروس كورونا المستجد، موضحا أن اللقاحات المعلنة سواء من لدن روسيا أو بريطانيا أو غيرهما، ما تزال في المرحلة التجريبية، ونتائج هذه المرحلة لم تصدر إلى الآن، وبالتالي فهي غير معتمدة بشكل رسمي من لدن المنظمة الدولية.

تحذير منظمة الصحة العالمية

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن اللقاح لن ينهي جائحة كورونا المدمرة، وأن أوروبا ستشهد ارتفاعا في العدد اليومي للوفيات بسبب “كوفيد-19” في أكتوبر ونوفمبر.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، إنه من غير المعروف ما إذا كان لقاح محتمل سيساعد جميع الفئات العمرية، قائلا لوكالة فرانس برس: “أسمع طوال الوقت بأن اللقاح سيكون نهاية الوباء. بالطبع لا! إننا حتى لا نعرف إن كان هذا اللقاح سيساعد جميع الفئات السكانية وكل الحالات. ثمة إشارات حتى الآن تنفي ذلك. ماذا لو تطلب الأمر أن نبحث عن لقاحات مختلفة؟ يا له من كابوس لوجستي!”.

وباستحضار هذه المعطيات، أفاد بن جلون، أن الوضع الوبائي العالمي يمكن وصفه بأنه وضع مزري، مشيرا إلى أن بعض الخبراء على الصعيد الدولي يتحدثون عن استمرار الوباء معنا إلى لشهور طويلة أو سنوات، بل منهم من يقول إن هذا الوباء سيصبح كنقص المناعة المكتسبة، مما يعني أنه يتوجب على البشرية التكيف والتعايش معه على الأقل في المدى القريب.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.