هؤلاء هم شباب العدالة والتنمية

شباب العدالة والتنمية لا تحركهم المصالح ولا النوازع الذاتية، ولا تحرك مواقفهم هواجس التموقع داخل الحزب..

شباب العدالة والتنمية يحركهم حب الوطن والتطلع لازدهاره وتقدمه اقتصاديا واجتماعيا بدولة قوية وديمقراطية، ومجتمع متماسك بقيمه الأصيلة وتراحمية أبنائه..

سياق هذا الكلام هو ما نشره أحد “الصحفيين” الذي بنى كل تحليله للنقاشات التي يشهدها الحزب اليوم على مفاهيم المصالح والتموقع…، وصور حزب العدالة والتنمية كأنه تجمع لأصحاب المصالح يتبادلون المصالح والمواقع، وهذا أمر لا يمكن لعاقل القبول به. فالحزب يعرفه المغاربة جيدا ويعرفون أبناءه وليسوا بحاجة إلـى من يعرفهم عليه.. يعرفون أبناءه وبناته في نضالاتهم اليومية في الأرض، في العمل اليومي بالجماعات، في جميع التنظيمات التي ينتمون إليها.

حزب العدالة والتنمية خرج من رحم الشعب ليس لأنه حمل البنادق ضد النظام في الجبال والفيافي،  بل لأنه خرج إلى الواقع من طرف فئة من أبناء هذا الوطن بعد معاناة كبيرة، وخاض نضالاته دفاعا عن أبناء الشعب، وقضاياهم، وسعى دائما إلى إضفاء المزيد من النزاهة والشفافية على التدبير من المواقع التي يتولاها أبناؤه ولا ينظر لملايين المواطنين على أنهم أرذل القوم كما وصفهم صاحبنا، فأن تكون حزب الشعب ليس بالضرورة أن تحمل السلاح في مواجهة النظام كما يتصور صاحب “شوف تشوف”، وإن كان يدعو إلى ذلك المسار فيمكن أن يوجه تحريضه هذا إلى أشخاص آخرين غير أبناء وبنات العدالة والتنمية.

الغريب أن أمثال هؤلاء “الصحفيين” المنجمين الذين  يتحدثون عن حزب لا يعرفون القيم التي تسود بين أبنائه ولا التطلعات النبيلة التي تحرك أعمالهم، ولا يلتفتون قط إلى أصحاب المصالح الحقيقية الذين يهددون استقرار البلاد ويقوم بنوع من الإبطاء لمساره الديمقراطي والتنموي: ممن ينزلون بكل ثقلهم لتولي منصب وزاري أو يسخرون الحزب ككل لهذه الغاية..

لم يتحدثوا عن من فشل مسعاه في تقديم ابنه أو ابنته للاستوزار بالنيابة.

لم يتحدثوا عن أصحاب المصالح ممن يعينون في مواقع المسؤولية بمنطق الغنيمة، ومنطق القبيلة الحزبية بطرق مفضوحة وغير دستورية ..

 لم يتحدثوا عن أصحاب المصالح ممن استفادوا من أراضي الدولة بالهكتارات بدون وجه حق..

 لم يتحدثوا عن أصحاب المصالح ممن استغلوا مناصبهم الوزارية للاغتناء أو للزيادة فيه..

ومن يستغلون مشاريع إصلاحية كبيرة أقدمت عليها بلادنا من قبيل إصلاح صندوق المقاصة لنهب جيوب المغاربة..

لم يتحدثوا عمن يضغطون لإخراج نصوص قانونية على المقاس للاستفادة من امتيازات بالإعفاء من رسوم التسجيل..

أو عن الشطط في التدخل لإفشال عمل بعض الجماعات الترابية بما يضر بمصلحة المواطنين..

لم يناقشوا قط كيف  أبطأت الضغوط إخراج قانون منع الإثراء غير المشروع..

لم يتحدثوا عن “جيوب المقاومة” كما كان يسميهم المرحوم اليوسفي..

أين كل أولئك “المفسدين” الذين كانوا في مرمى مدفعية هذا “الصحفي” قبل أن ينقلب على عقبيه..

أم أن حيط العدالة والتنمية قصير .. هيهات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.