بعد نجاح تجربته الأولى.. مشروع “حصد الضباب في المغرب” يشهد تجربة ثانية

عبد المجيد أسحنون

بعد النجاح الكبير الذي حققته التجربة الأولى لمشروع “حصد الضباب في المغرب” الذي تشرف عليه جمعية “دار سي حماد” في قمة جبل بوتمزكيدة، بجماعة “اثنين املو” بإقليم سيدي إفني بتمويل مغربي ألماني، سيشهد المشروع تجربة ثانية في قمة أحد جبال نفس الإقليم.

فكرة مبتكرة

ويعتمد مشروع “حصاد الضباب” على فكرة مبتكرة تتمثل في استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصا حادا من الماء بعد تجميعه ومعالجته، ويعد أحد الحلول التي ستحد من أزمة الماء في عدد من القرى المغربية المتواجدة في أعالي الجبال.

التجربة الثانية

رئيس جمعية “دار سي حماد” عيسى الدرهم أوضح في تصريح لـpjd.ma، أن الدولة هي التي مولت لوحدها التجربة الثانية من المشروع في شخص وزارة الداخلية، ومن المرتقب أن يكون جاهزا خلال خمسة أشهر، “إذا كانت كل الوسائل التي سنحتاجها متوفرة”.

وأشار الدرهم، إلى أن معظم الوسائل التي تحتاجها التجربة الثانية من المشروع، يمكن صناعتها في المغرب دون اللجوء إلى استيرادها من الخارج، لافتا الانتباه إلى أن الأطر المغربية يمكنها لوحدها الإشراف الكامل على كل الجوانب التقنية للمشروع، دون الحاجة إلى الخبرات الأجنبية.

شكر وتقدير

ووجه المتحدث ذاته، الشكر والتقدير للدولة المغربية التي مولت التجربة الثانية من المشروع، على الرغم من تكلفته العالية، مستدركا في الوقت نفسه أنه على الرغم من التكلفة العالية للمشروع إلا أنه بمجرد انطلاقه “مغاديش اتحرك من 30 حتى ل40 عام”، وأضاف أنه يعد حلا عمليا لأزمة الماء التي تعيشها عدد من القرى في مختلف مناطق المغرب.

وأشار إلى أن عامل إقليم سيدي إفني قام أول أمس الخميس، بزيارة لمكان إنشاء التجربة الثانية من المشروع من الأجل الاطلاع عن كثب عن كل التفاصيل المرتبطة به، مثنيا على الجهود التي قام بها لإنجاح هذه التجربة.

واسترسل، أنه كان من ضمن الوفد الذي قام بهذه الزيارة محمد زبور رئيس جماعة اثنين أملو المنتمي لحزب العدالة والتنمية، منوها بالجهود التي يبذلها زبور من أجل إنجاح التجربتين الأولى والثانية من هذا المشروع.

دعوة رئيس الحكومة

 ودعا الدرهم رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني إلى التفكير في اتخاذ عدد من الإجراءات التي ستمكن من تذليل الصعوبات التي تواجهها جمعيته من أجل تطوير هذا المشروع، وتوفير الدعم المادي له خصوصا ما يتعلق بإنشاء مركز بحثي خاص به، تكون مهمته إيجاد الحلول لعدد من الإشكالات التي يواجهها وتطوير مختلف الأفكار المرتبطة به.

وأضاف رئيس جمعية “دار سي حماد”، أنه يوجد على الأقل أربعة جبال أخرى في إقليم سيدي إفني نريد إنشاء هذا المشروع بها.

فكرة المشروع

وبخصوص فكرة هذا المشروع، قال الدرهم “كنت أدرس في كندا في تسعينات القرن الماضي، ولاحظت أن هذا المشروع قامت به الشيلي على مدى 10 ألف متر مربع من الضباب، أخذت عنه حينها بعض المعلومات، وحين عدت إلى المغرب ظهر لي أنه يمكن إنجاز هذا المشروع بجبل بوتمزكيدة بإقليم سيدي إفني”.

وأشار إلى أن متر مربع واحد من الضباب يعطي 12 لتر من الماء يوميا، “أي أن 10 ألف متر متربع من الضباب إذا استطعنا الاستفادة منها ستعطينا 120 طن من الماء يوميا”، مضيفا أنه يتم استغلال 1700 متر مربع من الضباب في التجربة الأولى من المشروع.

جائزة الأمم المتحدة

يذكر أن مشروع “حصاد الضباب بالمغرب” حصل على جائزة تشجيعية من الأمم المتحدة خلال فعاليات مؤتمر المناخ، “كوب 22” بمدينة مراكش، معتبرة أنه يعد “أكبر نظام لحصاد مياه الضباب في العالم تم تشغيله بشكل عملي”،  كما أنه يعد حلا مبتكرا يقلل من الإجهاد المائي ومستوحى من الطرق القديمة لحصاد مياه الضباب، وفق الأمانة العامة للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغييرات المناخية .

وأقامت جمعية “دار سي حماد” جناحا خاصا بالمشروع، في أروقة كوب22 بمراكش لعرض التجربة أمام زوار المؤتمر وشرح التقنية بوسائل بسيطة إضافة الى إتاحة عينات من ماء الضباب للزوار.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.