القسطلاني يقارب خطر ندرة الماء بجهة سوس ويؤكد على تكاثف جهود الجميع لمواجهة المشكل

  شهدت جهة سوس ماسة في الآونة الأخيرة عجزا متفاقما في الموارد المائية خاصة منها الباطنية، وذلك بفعل الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية لسقي المنتجات الفلاحية، خصوصا وأن أغلب صادرات الجهة هي من الحوامض والبواكر سواء في اتجاه السوق الوطنية أو الدولية، وأيضا استجابة للطلب الداخلي من الماء الشروب.

عبد الجبار القسطلاني نائب رئيس جهة سوس ماسة، أرجع ندرة وشح المياه بسوس ماسة إلى عوامل عدة، منها المتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، إضافة إلى المجال الزراعي والفلاحي المعتمد في المنطقة باعتبارها منطقة فلاحية بامتياز، علاوة على تراجع التساقطات المطرية بالمنطقة و التي عرفت شحا بينا في التساقطات المطرية في السنوات الأربع الأخيرة .

وانطلاقا من  العوامل أعلاه و غيرها، يضيف القسطلاني، في حديث لpjd.ma، أن  هناك انخفاضا كبيرغ في حقينة سدود الجهة التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة لم تكن من قبل، مشيرا إلى  توسع النشاط الاقتصادي الفلاحي والصناعي والأنشطة المرتبطة بالتواجد البشري في هذه المنطقة والتي تعرف تزايدا وإقبالا كبيرا على استعمال الماء، خصوصا وأن المنطقة سياحية وما يتطلبه ذلك من إقبال على استعمال الماء.

 ولفت نائب رئيس جهة سوس ماسة، إلى أنه اليوم “نحن في لحظة أزمة حقيقة وإشكالية كبيرة وهو ما يتطلب تضافر وتكاثف جهود الجميع لحسن تدبير ندرة المياه”، مضيفا أن هناك جهودا تبذل في هذا الصدد خاصة المتابعة الحثيثة والمتواصلة للجنة الجهوية للماء والتي تشكلت في نونبر 2019 والتي يترأسها والي الجهة، وعضوية مؤسسات معنية بتدبير القطاع المائي إنتاجا و توزيعا واستهلاكا، مبينا أن هذه اللجنة تجتمع أسبوعيا وتتتبع بدقة  الحالة المائية والطلب عليه وطريقة تدبيره من الناحية التقنية وأيضا الجانب المتعلق بالتحسيس وإبراز الإشكال.

وأبرز القسطلاني، في السياق ذاته، أن الجهة تربطها مع القطاعات الحكومية المعنية شراكات متعددة تهدف إلى التعاطي الاستراتيجي مع ندرة الماء التي غدت من الاشكاليات  البنيوية بالجهة .

وأردف أنه تم التوقيع على اتفاقية إطار مع قطاع التجهيز و الماء في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027  من أجل إحداث 30 سدا تليا لتغذية الفرشاة المائية، كما تم التوقيع على اتفاقية شراكة لترميم وانجاز عتبات لتغذية الفرشاة المائية على طول واد سوس ماسة و صيانة حمولته من الضياع .

وأضاف القسطلاني، أن الجهة رصدت 200 مليون درهم لتزويد العالم القروي بالماء الشروب في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وأفاد أنه في دورة المجلس لشهر يوليوز المنصرم تم تخصيص 18 مليون درهم للماء الشروب في الوسط القروي بتعاون و تنسيق مع السلطات المعنية .

ومن المشاريع الكبرى ذات الطبيعة الإستراتيجية والمعول عليها في معالجة المشكل بصورة كبيرة، يضيف القسطلاني، محطة تحلية مياه البحر باقليم اشتوكة، والتي وصلت نسبة تقدم الأشغال بها اليوم الى 79 في المائة،مبينا أنه سيتم الشروع في تشغيلها  خلال شهر أبريل المقبل .

ومسايرة للجهد والمعالجات التقنية المتوالية، أكد القسطلاني، على أن انخراط المواطن في هذا الجهد المبذول معول عليه كثيرا خاصة باعتماد أساليب و صيغ و أشكال التحسيس والتوعية بصعوبات المرحلة الجاري، من خلال انخراط واعتماد وسائل الاعلام من منابر ومواقع و وسائل التواصل الاجتماعي المتداولة في التناول الدائم لإجراءات التدبير وصيغ المعالجة المعتمدة وجديد القرارات المتخذة .

 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.