بعد اكتشاف أول حالة بالمغرب.. شروف يبين مكونات ومخاطر السلالة الجديدة لـ”كورونا”

أكد الأخصائي في الفيزياء الإحيائية بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، رضا شروف، أن خطورة السلالة المتحورة لفيروس “كورونا” تكمن بالإضافة إلى انتشارها السريع، في “زيادة الحالات المصابة” التي تستدعي الدخول إلى المستشفيات والخضوع لعلاج سريع، مضيفا أنه لا يتميز بقوة الإماتة كما عُرفت السلالة الأولى منه، بل بسرعته المضاعفة في الانتشار.

وأوضح شروف، في تصريح لـpjd.ma أنه “لا توجد مؤشر في الوقت الراهن على أن هذه السلالة الجديدة تتسبب في ارتفاع معدل الوفيات أو لها علاقة بمدى فعالية اللقاحات والعلاجات المضادة”، مشيرا إلى أن العلماء يواصلون العمل للتأكد من كافة المعطيات المتعلقة بسبل مواجهة الفيروس المتحور.

وأضاف، أن اكتشاف المغرب لحالة مريض مصاب بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا، كان قادما من إيرلندا عبر (مارساي) بفرنسا فوق ظهر السفينة التي نقلته للمغرب، جعل السلطات الصحية المغربية تتعامل بجدية مع المستجد وتقرر اتخاذ مزيدٍ من التدابير الصحية لمنع انتشاره داخل المغرب.

إلى ذلك، أوضح الأخصائي، أنه بسبب ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة وفي عدد من الدول الأخرى، سارع المغرب في وقت سابق إلى وقف الرحلات إلى بريطانيا وفرض إجراءات احترازية خوفا من تفاقم الوضع الصحي، وهو الأمر –يضيف المتحدث- الذي يجعل الوضع الصحي خلال الفترة الحالية مستقرا، غير أنه لابد من تعزيز الإجراءات الاحترازية والحذر أكثر.

وبخصوص طبيعة تكوين السلالة الجديدة للفيروس، قال البروفيسور شروف، إنها عبارة عن تغييرات طرأت على جينات بروتين “سبايك” أو السنبلة، الذي يحمله الفيروس، مما يزيد من قدرة البروتين على التشبث بالخلايا البشرية والدخول إليها.

وتشير المعلومات الأولية، وفق شروف، إلى أن الفيروسات التاجية “كورونا” تكون أقل عرضة للتغير من بعض الفيروسات الأخرى، مثل تلك التي تسبب الإنفلونزا، وأحياناً تؤدي إلى تغيرات في سمات الفيروس، وأحياناً لا، ما يعني أنّ قدرته على التكاثر والانتقال أصبحت أعلى بكثير من السلالة الحالية من الفيروس، مبينا أنه على ما يبدو فإن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة.

وبخصوص مدى فعالية ونجاعة لقاحات “كورونا” المصنعة ضد السلالة الجديدة، أوضح الأخصائي في الفيزيائية الإحيائية، أن الأقوال متضاربة لحد الآن، ولا تزال هذه الفرضيات قيد المراجعة، مضيفا أن الخبراء يحتاجون لمزيد من الوقت للتأكد من مدى تأثير اللقاحات، خصوصا أن الدراسات العلمية لم تؤكد بعد فعالية هذه اللقاحات على سلالة كورونا الجديدة.

يذكر أن وزارة الصحة، أعلنت مساء يوم الاثنين 18 يناير 2021، أن منظومة الرصد الوبائي سجلت أول حالة إصابة مؤكدة في المغرب بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد المكتشفة مؤخرا بالمملكة المتحدة.

وأوضحت الوزارة في بلاغ، أن هذه الحالة المؤكدة رصدت بميناء طنجة- المتوسط لدى مواطن مغربي قادم من إيرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مرسيليا بجنوب فرنسا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.