حوار.. الدكتور بنجلون يبين مدى فعالية اللقاح ضد النسخة المتحورة لفيروس كورونا

م. الراضي

أكد الدكتور توفيق بن جلون، طبيب جراح بمدينة الحاجب، أن النسخة المتحورة الجديدة لفيروس “كورونا” المستجد، هي عبارة عن فيروس من سلالة ” كورونا” وقع له خطأ في برنامجه الجيني، مبينا أن هذه السلالة الجديدة من خصائصها حسب العلماء أنها سريعة الانتشار غير أنها ليست مميتة بدرجة كبيرة.

وأوضح بنجلون، في حوار مع  pjd.ma، أن السلالة الجديدة تؤكد الأبحاث العلمية أنها لن تبطل مفعول اللقاحات الجديدة، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالاحتياطات والإجراءات الصحية المعمول بها لتجنب العدوى.

وفي  ما يلي نص الحوار: 

ما هي خصائص النسخة المتحورة لفيروس “كورونا” المستجد؟

عندما نتحدث عن فيروس نتحدث عن عائلة، وهذه العائلة لديها رسالة داخلية، لأن الفيروس كائن غير حي ولا يمكن له أن يعيش إلا في خلايا حية في جسم الانسان، وهو يتوفر فقط على برنامج وليس لديه حياة، وهذا البرنامج الجيني في بعض الأحيان لما يأخذ نسخة مغلوطة من عند الإنسان لكي يتكاثر على حساب الخلية يأخذ نسخة فيها أخطاء وهي التي تسمى “المتحورة”، وهذا التمحور يكون كثيرا عند الفيروس، حيث يتوفر “كورونا” لوحده على ما يناهز 100 تمحور، والسنوات السابقة كلها عرفت تمحورا لفيروس “كورونا” وأيضا سنة 2019 وقع التمحور بحيث وقع للفيروس خطأ في برنامجه الجيني، وبرنامج اشتغال الفيروس مثله مثل الحاسوب يختلفان فقط في كون الحاسوب يشتغل بـ 0101 والفيروس يشتغل بقواعد أزوتية، فلما يقع الخطأ في تسلسل تلك القواعد تعطي صيغة جديدة متحورة، ولكي نتعرف على هذه الصيغة الجديدة يحتاج الأمر من جديد إلى بحث علمي دقيق والصعوبة تكمن في إيجاد الرمز الجيني” code génétique” وقليل من الدول التي تقوم بهذه العملية لأنها عملية مكلفة جدا.

هل يمكن اعتبار هذا الفيروس المتحور أشد فتكاً وخطورة من سابقه؟

هذا ما قيل، ولكن هذا الأمر ليس مضبوطا، فما هو مؤكد حاليا أنه  ينتشر أكثر وعنده القدرة على الانتشار السريع، لكن القدرة على الإماتة يبقى مثله مثل فيروس كوفيد 19، ولا توجد نسبة إماتة أكبر، ولهذا لا ينبغي التهويل الكبير لهذا الفيروس أو الاستهانة به، وأود هنا أن أؤكد على أن هناك فرقا بين المعطيات العلمية التي نجدها في الكتب وفي الأبحاث العلمية التي تخرج من الجامعات، وبين الكلام الإعلامي الذي يتصرف في المعلومات.

 وللأسف الشديد الناس يستمعون أكثر الى الإعلاميين أكثر من المتخصصين والأطباء والباحثين، وإلا ففيروس الزكام من سنوات والناس يعرفون أنه يتحور ويحتاج في كل سنة للقاح جديد ولم يحدث مثل هذا الهلع الذي أحدثته هذا الفيروس، لذلك لا يجب التهويل الكبير ولا أيضا الاستهانة الكبيرة حتى لا يتراخى الناس.

هل الفيروس المتحور سيبطل مفعول اللقاحات الجديدة؟

بخصوص هذا التمحور الجديد، فالأبحاث العلمية دلت على أن اللقاحات الجديدة لا تزال عندها الفعالية مع النسخة الجينية الجديدة، وليس هناك ما يشير إلى أن اللقاحات لن تكون فعالة مع النسخة المتحورة.

وبالنسبة للاحترازات الصحية التي ينبغي اتخاذها مع الفيروس الجديد هي نفسها الإجراءات والبروتوكولات المعمول بها سابقا، ففي فرنسا مثلا حاولت أن توسع استعمال الكمامة التي لديها نسبة الترشيح أعلى يعني 95 الى 98 في المائة لكنها باهظة الثمن، ومن الصعب أن يتم اقتناؤها من قبل الأسر المغربية لأنها تفوق 50 درهم، وأنا أفضل أن يتم الالتزام بالتباعد الاجتماعي والكمامة لأنه لا يزال هناك احتكاك اجتماعي والدليل على ذلك أن الفيروس لا يزال منتشرا عبر العالم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.