حوار.. البقالي تكشف أهم منجزات جماعة أكادير في المجال الصحي

حاورها: محمد جليل

كشفت أمل البقالي، نائبة رئيس جماعة أكادير المفوضة في المكتب الصحي في حوار مع pjd.ma، أهم الإجراءات والمنجزات التي قام بها مجلس جماعة أكادير الحالي في المجال الصحي.

وفيما يلي نص الحوار:

س: قام مجلس جماعة أكادير الحالي باستئناف بناء المكتب الصحي، ما أهمية هذا المكتب وما هي وظائفه؟

ج: فعلا، هذا المكتب الصحي، بدأت أشغاله مع المجالس السابقة، واستأنفنا بناءه بعد تولينا المسؤولية سنة 2015، وفي بداية 2020 أتممنا بناءه وتجهيزه وبدأ العمل به فعليا.

وهو عبارة عن بناية تتوفر على طابقين تحت أرضيين واحد للمشرحة وواحد لمصلحة محاربة ناقلات الأمراض، ثم طابق سفلي للمشرحة أيضا، ومصلحة الطب الشرعي، ثم طابق اول لإدارة المكتب الصحي وللموظفين من أطباء وممرضين وتقنيين وعمال، ثم الطابق العلوي فيه مكتب نائبة الرئيس وقاعة الاجتماعات.

ويتوفر على ثلاث مصالح كبرى، وهي مصلحة محاربة ناقلات الأمراض ومصلحة الوفيات والطب الشرعي، ومصلحة المراقبة والمختبر.

للإشارة، قبل 2015 كان هذا المكتب يتوفر على مختبر جد متواضع، لكننا رفعنا التحدي لكي يكون هذا المختبر محترما لمعايير الجودة المطلوبة، لذلك تعاقدنا مع مكتب دراسات مختص، وبالفعل وفرنا الشروط المطلوبة، مما مكن من منع أي تلوث للمواد المطلوب تحليلها من مياه للشرب، ومياه البحر، ومياه المسابح، والأطعمة.

كما وفرنا كذلك المواد المخبرية المطلوبة، أما فيما يخص الموارد البشرية تم توظيف طبيب وطبيبة، إضافة لممرضين وتقنيين جدد، وبخصوص المعدات تم توفير معدات مخبرية بجودة عالية.

 هذا المختبر يقوم بمراقبة جودة المياه والأطعمة، وطبعا سلامة المياه والاطعمة ضرورية لصحة جيدة، وهذا المختبر العالي الجودة سيمكن عن طريق المراقبة المستمرة للمياه والمواد الغذائية عند اصحاب المطعمة الجماعية، سيمكن من حفظ المواطنين من أية تسممات غذائية ومن الأمراض الناتجة عنها.

أحدثنا كذلك مشرحة بهذا المكتب الصحي، لأن المشرحة القديمة كانت في مستشفى الحسن الثاني. ولا يخفى أنها تقوم بدور كبير بالنسبة للوفيات، لكنها لم تكن أي المشرحة القديمة، تتوفر الا على 12 خزانة لحفظ الموتى المشكوك في سبب موتهم أو مجهولي الهوية. لهذا قمنا ببناء مشرحة واسعة من طابقين، توفر قاعتين للتشريح، وقاعتين للتبريد، و60 خزانة عوض 12 لتفادي الاكتظاظ، وللحفاظ على النظافة وشروط السلامة الصحية داخل المشرحة.

وهذه المشرحة الجديدة لن تستفيد منها ساكنة مدينة أكادير فقط، بل ساكنة جهة سوس ماسة بأكملها، ومشرحة المستشفى القديمة خاصة بموتى المستشفى فقط.

ومن وظائف هذا المكتب الصحي الجديد كذلك، محاربة داء السعار، حيث إنه منذ سنتين بدأت جماعة أكادير بشراكة مع جمعية للرفق بالحيوان، بالقيام بتعقيم الكلاب للحد من عملية التوالد، وتعقيمها لحماية المواطنين من هذا الداء ا المميت، لأنه في السابق كان يتم القضاء على الكلاب.

هذه الطريقة القديمة المتمثلة في القضاء على الكلاب المتبعة لمدة أكثر من أربعين سنة لم تمنع من إصابة المواطنات والمواطنين بهذا الداء، ولم تمكن  من القضاء على الكلاب الضالة لكثرة توالدها، لذلك بدأنا بتطبيق هذه الطريقة العلمية الجديدة أي تعقيم الكلاب لمنع تكاثرها، وتلقيحها لحماية المواطنين من داء السعر المميت، لكن  واجهنا مشكل الفوبيا من الكلاب عند أغلب المواطنين، حيث لم يقبل أغلب  المواطنين بوجود الكلاب ولو معقمة وملقحة داخل أحيائهم، لأن الطريقة العلمية تقتضي إرجاع الكلاب لمكانها بعد تعقيمها وتلقيحها لحمايتها من هجوم كلاب غير ملقحة  وافدة من الجماعات المجاورة.

الصعوبات التي واجهها تطبيق فكرتنا الجديدة المذكورة، أدى بنا إلى التفكير في توقيف العملية بعد سنتين من العمل بها، أي بعد تعقيم وتلقيح أكثر من 2000كلب، في انتظار القيام بالتحسيس والتوعية، وإذ بالمفاجأة السارة تأتي من وزارة الداخلية التي وقعت اتفاقية مع وزارة الصحة، تقضي بتعقيم وتلقيح الكلاب الضالة كحل وحيد  علمي ضد داء السعار، بل أكثر من ذلك تدعو لتثمين وتقاسم تجارب المدن السباقة لهذه التجربة، ومنها  مدينة أكادير التي كانت سباقة لهذه الطريقة العلمية التي أثبتت نجاعتها في الدول المتقدمة التي تمكنت  من القضاء على  داء السعار وتقليص عدد الكلاب الضالة تدريجيا.

س: جماعة أكادير قامت كذلك بمجهودات كبيرة فيما يتعلق بالصناعة الثلاثية الأبعاد، هل من توضيحات بهذا الخصوص؟

ج: نعم، وقعت جماعة أكادير والجمعية الوطنية للصناعة الثلاثية الأبعاد، على اتفاقية إطار تهم الصناعة الثلاثية الأبعاد، إيمانا منا أن هذه الصناعة ثورة علمية في القرن الواحد والعشرين، وتفتح باب الأمل في المجال الطبي لأولئك الذين فقدوا اطرافهم في حادثة سير، أو لإصابتهم بمرض السكري، أو تآكلت مفاصلهم بسبب التقدم في العمر…

هذه الاتفاقية توجت بالمؤتمر العالمي للصناعة الثلاثية الأبعاد الذي استضافته مدينة أكادير شهر أكتوبر 2020، والمنعقد ب”بمدينة الابتكار”، التي دشنها جلالة الملك في فبراير2020، وشارك في المؤتمر أساتذة كلية العلوم، أساتذة باحثون، وشركات مهتمة بالميدان، وعلماء دوليون من دول مختلفة، أطباء اسنان، وكلية الطب جامعة ابن زهر.

س: الهدف من هذه الاتفاقية مرتبط بالسياحة الطبية لمدينة أكادير وخدمة الفئات الهشة من ذوي الأمراض المزمنة، كيف ذلك؟

ج: الفرق كبير جدا بين صناعة الأطراف بالتقنية العادية التقليدية الباهظة الثمن، وهذه التقنية التي ثمنها في متناول الجميع. وفعلا الهدف هو السياحة الطبية لأن أكادير مدينة ساحلية جميلة تجلب اهتمام السياح، فكيف إذا وفرنا هذه الخدمات الطبية بتكلفة أقل بكثير من التكلفة بالطريق التقليدية، ثم كذلك هذه التقنية أكثر دقة فيما يخص الأحجام، المقاسات، شكل ولون البشرة. ليس المريض الذي يجب أن يتكيف مع الأطراف الاصطناعية، بل هذه الطريقة تنتج أطرافا تتناسب مع كل حالة ومع كل مريض، إنها حقا ثورة في عالم الطب، فتحت باب الأمل على مصراعيه لمن فقدوه بعد فقدان أحد أطرافهم.

 التكلفة الأقل، ليست وحدها ما يميز هذه الصناعة الثلاثية الابعاد، بل الدقة الاكثر، وربح الوقت كذلك، لأنها أقل استهلاكا للوقت، ولها تطبيقات كذلك في مجال طب الأسنان وفي مجالات علمية أخرى كثيرة جدا.

زيادة على السياحة الطبية، فهذه التقنية ستخدم الفئات الهشة من ذوي الأمراض المزمنة، ولن تبقى الاطراف الاصطناعية في متناول الأغنياء من المرضى فقط نظرا لتكلفتها الباهظة، بل ستكون في متناول الفئات الهشة كذلك، إنها باختصار تقنية تفتح باب الأمل على مصراعيه أمام المرضى عامة والمعوزين منهم خاصة.

س: ماهي أهم إنجازات جماعة أكادير في مجال حفظ الصحة؟

ج: إحداث تخصص جديد للجمعيات، “الجمعيات الصحية”، إيمانا منا بأن المجتمع المدني شريك في التنمية، وإيمانا منا بأن الحفاظ على الصحة مسؤولية الجميع، وهكذا أصبحت لدينا برامج صحية مشتركة مع جمعيات (السيدا، السكري، القصور الكلوي، محاربة الادمان) جمعية حماية المستهلك، لأن السلامة الغذائية ضرورية للحماية من الأمراض والتسممات الغذائية.

كما عقدنا شراكة مع معهد التمريض وتقنيات الصحة، للاستفادة من خدماته لصالح الفئات الهشة وهو ما حدث بالفعل حيث قمنا بحملة طبية كبيرة متعددة الاختصاصات ساهم المعهد في التحليلات بالمجان لصالح عمال الإنعاش، كما عقدنا شراكة مع كلية الطب للاستفادة من خبرة أساتذتها، وقد تم بالفعل القيام بمحاضرات تحسيسية عديدة حضرها عدد كبير من المواطنين، فاق عددهم 500 في إحدى المحاضرات.

وأشير إلى أن هذا التخصص الجديد للجمعيات ذات الطابع الصحي مكن مجلسنا من القيام بحملات طبية وشاملة للفئات الهشة مع توفير التحاليل، والأدوية، وفحوصات الأشعة، بل حتى العمليات الجراحية آخرها إجراء عملية الجلالة بتقنية اللازير الباهظة الثمن لصالح الفئات المعوزة، مع توفير الادوية، التحاليل، النظارات لمن يحتاجها.

جماعة أكادير، تمكنت كذلك من توفير جهازين للفحص بالصدى بتعاون مع جمعية أصدقاء المركز الصحي القدس، وضعت رهن إشارة مرضى ومريضات المركز الصحي بالمجان، وهو مركز يرتاده عدد كبير جدا من المرضى.

الجماعة عقدت أيضا شراكة مع جمعية سيارات الإسعاف، الهدف منها نقل المرضى المعوزين من أصحاب القصور الكلوي بسيارات إسعاف مجهزة طبيا، ضمانا لاستمرار حصصهم التي قد تكون في السادسة صباحا وفي مكان بعيد وتلات مرات في الأسبوع، وحرصا منا على الحفاظ على صحتهم قبل وبعد حصة التصفية خوفا عليهم من احتمال هبوط ضغط الدم بعد التصفية أو مضاعفات أخرى، مما حتم علينا التفكير في سيارات إسعاف مجهزة تنقلهم بالمجان.

كما عقدنا شراكة مع سيارات الإسعاف لنقل موتى المسلمين، لتوفير نقل بالمجان داخل المدار الحضري للموتى المعوزين.

وفي فترة جائحة كورونا تم تخصيص اعتمادات مالية مهمة من أجل اقتناء مواد تعقيم ذات جودة عالية، وبالفعل قمنا بتعقيم منازل المصابين، بل حتى المصحات والمختبرات التي ارتادوها، للحد من انتشار الفيروس. كما قمنا ولا زلنا نقوم بتعقيم سيارات الأجرة، والحافلات، والمؤسسات التعليمية، والإدارات العمومية، والأسواق، والمساجد قبل فتحها، كل هذا للحد من انتشار الفيروس.

وفيما يخص جودة الهواء، وإيمانا منا بأن الهواء هو الحياة، تقدمنا بتنسيق مع مجلس جهة سوس ماسة بطلب لوضع مختبر متنقل لقياس جودة الهواء رهن اشارة جماعتنا، ثم قمنا بقياس جودة الهواء في نقط مختلفة في مدينة أكادير، وبعد ذلك قمنا بيوم دراسي بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومجلس الجهة، لاستخلاص النتائج والربط بين ثلوث الهواء وأمراض الصدر، الحساسية، السرطانات، بهدف تحسين الجودة في الأماكن التي تتطلب ذلك.

 

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.