حمدوشي يكتب: لماذا “ماكاين غا البيجيدي”؟

عبد الإله حمدوشي

طبيعي أن يثير هشتاغ “ماكاين غا البيجيدي” الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن دعمهم لحزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ردود فعل مرحبة وأخرى منتقدة، فنحن في النهاية أمام تعبير واضح لمجموعة كبيرة من المغاربة عن رأيهم في من ستؤول إليهم أصواتهم، وذلك على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات، وهو الأمر الذي لن يعجب كثيرين، خاصة أولئك الذين راهنوا على كسر ظهر الحزب الأول بالمغرب باستعمال مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة ضده، ومن أجل إنهاكه وإنهائه، على مدى سنوات.
قد يبدو غريبا هذا التعبير العفوي لفئة هامة من أعضاء الحزب ومتعاطفيه عن دعمهم لحزب العدالة والتنمية بإطلاقية القول، مدونين: “ماكاين غا البيجيدي”، لكن لا يمكن إغفال دلالات هذا الأمر، والتي يمكن رصدها من خلال النقاط التالية:
1– على الرغم من الاختلاف الحاصل بين أعضاء الحزب قواعدَ وقياداتٍ حول عديد من المواضيع والقضايا، إلا أن هذا لم يمنعهم من الافتخار بانتمائهم والاحتفاء بمنجزات حزبهم، وإعلان مساندتهم له خلال قادم الاستحقاقات، بالقول إنه لا حزبَ سندعمه أو سنصوت له سوى “العدالة والتنمية”.
2– إفشال جميع المخططات التي كانت تروم إظهار حزب العدالة والتنمية في شكل الحزب الضعيف الهياكل، المتراجع الشعبية، المستقيل الأعضاء، الذي لا يقوى حتى على لملمة نفسه، فبالأحرى المنافسة على صدارة الانتخابات المقبلة.

حتى ذلك النفس التشاؤمي الذي كانت تغذيه الحملات الإعلامية الممولة، ومواقع الاستهداف، وجرائد أثبتت الأحكام القضائية الصادرة في حقها، بأن لها باعا طويلا في الكذب والافتراء، توارى أمام ما عبر عنه جانب هام من أعضاء الحزب من جاهزية ونضالية وحماس للمساهمة في الانتخابات المقبلة ودعم مرشحي الحزب بشتى ربوع الوطن.
3– التأكيد على أن “العدالة والتنمية” لازال يتمتع بقاعدة شعبية هامة، قد يختلف البعض مع الحزب في تدبيره لبعض الملفات، لكنهم مقتنعون بأنه لا حزب في الساحة السياسية حاليا يمكنه أن يكون بديلا عن “البيجيدي” سوى “البيجيدي”.

4– ما تم القيام به من إصلاحات اجتماعية على مستوى الحكومة كاف ليكسب به الحزب ثقة الناخب الذي وجد نفسه فجأة ولأول مرة يتلقى دعما ماليا عن أطفاله المتمدرسين، ومنحة للطلبة تمت الزيادة في قيمتها، بالإضافة إلى أخرى لمتدربي التكوين المهني لأول مرة في تاريخ المغرب، وتعويضا عن فقدان الشغل، وبرامج اجتماعية أخرى سيأتي الوقت لذكرها، استهدفت بشكل مباشر الفئات الفقيرة من الشعب المغربي، في مقابل حيتان كبيرة، يعرف الناخب المغربي مدى جشعها وعطشها لامتصاص الملايير على حساب الإصلاحات التي لا يراد لها أن ترى النور، كما هو الشأن حينما اشترط أحدهم لدخول الحكومة سنة 2016 إيقاف دعم الفقراء والأرامل.
5– عمل منتخبي الحزب على مستوى الجماعات الترابية رهيب، إذ يكفي أن تقارن بين الأمس والحاضر على مستوى الخدمات الإدارية.. يكفي أن تسأل موظفي الجماعات أنفسهم عن تدبير البيجيدي وطريقة تعامله مع أطر الجماعات، وعن تدبير أسلافهم.. يكفي أن ترى كيف تحولت جماعات كانت غارقة في الديون حتى أخمص القدمين إلى مدن تستهوي المستثمرين، وتحقق فائضا في الميزانية…

إن جملة “ماكاين غا البيجيدي” تعبير عفوي، لا يتحمل القراءات السطحية وتلك التحويرية التي لا يفهم أصحابها أن علاقة الكثيرين من الأعضاء والمتعاطفين بهذا الحزب، علاقة عميقة.. علاقة تكتنز حبا كبيرا لهذا الوطن الذين يحذوهم قلق بالغ حوله، وحول مستقبل أهله.. “ماكاين غا البيجيدي”.. تعبير صادر عن شباب حزب وطني لا يتخلف عن مواعيده، ولا يتنازل عن واجباته اتجاه هذا الوطن.. شباب لا يمل أبدا ولا يتراجع.. يظل يناضل من أجل مبادئه في السراء والضراء.. في الشدة والرخاء.. في كل الحالات التي قد تخطر على البال.. لا يهوي أبدا أمام مختلف التحديات ولا يسقط.. خاصة وأنه سليل مدرسة كبيرة في السياسة وحب الوطن اسمها: “العدالة والتنمية”.. لذلك كان من الطبيعي أن يصدح بصوته عاليا: “#ماكاينغاالبيجيدي”…

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.