البقالي يكتب: حكومة لا تعلق عليها آمال

نجيب البقالي

الانتخابات باعتبارها لحظة ديمقراطية للعودة إلى الشعب والإنصات للإرادة الشعبية وتجديد المشروعية والتداول العمومي حول المشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تخلق آمالا كبيرة وسط الشعب وانفراجا في عدد من القضايا.

وهو ما يقع في الدول الديمقراطية ووقع بالمغرب مع حكومة الاشتراكيين بزعامة الأستاذ النقيب اليوسفي رحمه الله، حيث علق الشعب والطبقة المتوسطة خاصة آمالا كبيرة للتغيير وتحسين الأوضاع الاجتماعية والحقوقية والسياسية.

وهو ما تم كذلك مع حكومة العدالة والتنمية التي كانت جزء من الجواب السياسي على لحظة الربيع الديمقراطي، إضافة إلى الإصلاحات الدستورية والسياسية والحقوقية الكبرى، وواكبها نقاش عمومي كبير واهتمام بالغ.

أما حكومة أخنوش فالأمر مختلف كثيرا وما انتهت لحظة الانتخابات، حتى اكتشف الشعب حجم الزيف الذي تعرض له، وبعد إعلان تشكيلها لم يواكبها أي نقاش سياسي أو مجتمعي عميق، اللهم نقاش أوهام لبعض النخبة المفصولة عن الواقع،  وشكل ما سمي بالبرنامج الحكومي خيبة آمال كبرى، لا أرقام ولا التزامات واضحة ولا إجراءات دقيقة وغياب كلي للوعود المعسولة للبرامج الانتخابية لأحزاب الأغلبية، علما أن الوهم الذي روج له أنها حكومة الكفاءات ومكاتب الدراسات .

والحال إنها حكومة الشركات بلا رؤية …

وشخصيا كما طيف واسع من الرأي العام لا يمكن أن نعلق عليها أي آمال للاعتبارات التالية :

– من حيث السياق :

– حكومة إغلاق قوس الربيع الديمقراطي.

– حكومة لم يسبقها أي انفراج حقوقي و إطلاق سراح معتقلي الرأي و الحراك الاجتماعي .

– نموذج حكومة جربها المغاربة لعقود من الزمن وتوج عملها بالسكتة القلبية (97) و الازمة الاجتماعية( 2011).

– حكومة إنهاء فكر الحركة الوطنية وامتداداته الاجتماعية و سط الحياة السياسية.

– حكومة شكلت على إثر انتخابات يمكن اعتبارها أي شيء إلا القول أنها افرزت ارادة شعبية بالنظر لحجم الترتيب والتحكم السياسي والقانوني والجغرافي و توزيع الاعيان على ثلاثي الاغلبية و سيطرة المال بشكل فضيع تجاوز كل التوقعات .

من حيث الشكل :

– رئيس حكومة وصل لرئاستها وهو محل انتقادات واسعة : المقاطعة – زواج المال والسلطة – ملف المحروقات وتفجير مؤسسة دستورية كبرى …

– حكومة أريد لها الاخراج الشكلي الثلاثي للتقويتها وهذا أمر ايجابي ظاهريا لكن الواقع يقول خلاف ذلك، تشكلت من حزب معمر بكل الحكومات لا يحمل جديدا رفقة حزبين من المعارضة قال في الحزب الأول ما لم يقله مالك في الخمر.

– تناقضات “زعيم البام” الذي قال في اخنوش ما لم يقله مالك في الخمر مرة ثانية و اتهمه بشراء رئاسة الحكومة ورفضه الاستوزار، رجل  لا يمكن تصديقه في السياسة الا من باب السفسطائية التي عرف بها .

– اعضاء الحكومة اغلبهم بلا هوية سياسية يصلحون لتسير الشركات وليس الحكومات وانجاز الاصلاحات و مواجهة لوبيات الفساد واحداث القطائع اللازمة .

–  الإبعاد المهين للاتحاد الاشتراكي الذي كان شبه تابع للأحرار منذ لحظة “البلوكاج” الذي يفيد غياب الالتزام السياسي لدى الحزب الأول .

من حيث المضمون :

– غياب الروح الحقوقية وحذف وزارة حقوق الانسان وقطاع الحريات لوزراة العدل .

– غياب أي مشاريع طموحة وجديدة اللهم إلا برامج سابقة ومؤطرة (الحماية الاجتماعية والنموذج التنموي) علما أن أخنوش كما صرح ابن كيران كان من أشد المعارضين للدعم المباشر للفقراء.

– غياب لغة الأرقام والإجراءات والآجال .

– غياب أي جيل جديد للإصلاحات الاقتصادية والصناعية و البنيات التحتية .

بخلاصة حكومة بلا آمال وحكومة للنسيان في انتظار انفراج في التاريخ للعودة للسياسة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.