قربال يكتب : ابن كيران وقافلة المصباح

  نورالدين قربال*
 ينظم فريق العدالة والتنمية قافلة المصباح التي شكلت دوما آلية للتواصل مع المواطنين، وهذا تقليد سياسي ابتكره الفريق البرلماني من أجل الوفاء بالتزاماته مع الناخبين.
وانطلقت القافلة من جهة الدارالبيضاء الكبرى بتنظيم مهرجان خطابي أطره الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإله بن كيران يوم 24 مارس 2013.
ولا غرو أن كلمة الأمين العام لها دلالات، سأقوم بقراءة سريعة لها، مستنبطا بعض  دلالاتها السياسية.

لقد كان الاستقبال للأمين العام استقبالا كبيرا ومعبرا مما جعله ينشرح ويعتبرها رسالة من الشعب لدعم الحكومة، مذكرا بأن الذي “يجمعنا جميعا هي المصلحة العامة. ولذلك من الواجب أن تكون قلوبنا سليمة في الدنيا والآخرة”.
إن الحكومة تجتهد على قدر المستطاع من أجل البناء الديمقراطي. وسلامة القلب هي الأساس بغض النظر عن الحصيلة، التي من أهم ركائزها بناء الأسس التي من الواجب أن يبنى عليها المجتمع.

وكون التفاعل حاصلا بين الحكومة والشعب، فمن الواجب المقاومة والصمود وعدم الاستسلام. ومؤشر هذا هو حضور الناس من تلقائية أنفسهم بدون قسر أو إكراه.
إذا فالحبل مازال موصولا. فلتدم هذه العلاقة، وبهذا الخطاب يصحح ابن كيران العلاقة التي يجب أن تسود بين السياسيين والناخبين .
بعد هذه المقدمة التي تمتح من معين القيم، انتقل الأمين العام إلى الحديث عن الواقع، مذكرا بأن العالم يمر بأزمة مالية أثرت على المغرب باعتبار مجموعة من هذه الدول شريكا استراتيجيا لبلادنا نحو فرنسا واسبانيا وإيطاليا، أما على المستوى العربي فكثير من الدول ما زالت تئن تحت وقع أزمة الاستقرار، وندد بما يقع من سفك للدماء داخل هذه المنطقة.

وقبل أن يتم كلمته قامت فئة منزوية من الحاضرين برفع شعارات تندد بالحكومة، مطالبة بالشغل “لكن تم تطويق هذه الفئة القليلة من قبل الحاضرين الذين غص بهم المركب بالشعارات المساندة للحكومة ولرئيسها”.

وبعد محاصرتهم من طرف المواطنين، “عم الهدوء، فاسترسل الأمين العام، قائلا (إننا نصبو إلى الاستقرار تحت قيادة جلالة الملك، ولسنا مهتمين بفلول التشويش الموجودة في المغرب وغيره، لأن الشعب أعطى كلمته لهذه الحكومة وليس من حق أي واحد أن ينوب عن هذا الشعب).

وسواء كانت هذه الفئات موجهة أو غير موجهة، مأجورة أو غير مأجورة لأن مقاومة الاصلاح انطلقت في أوجها منذ 2009،  لكن اليوم قال الشعب كلمته ونصبت حكومة منبثقة من صناديق الاقتراع إذا لاداعي للتشويش، إذا فهو تصويت حقيقي، ثم خاطب المحتجين قائلا ” ”إنكم إخوان لنا، ونتمنى ألا تتحولوا إلى أدوات بيد الذين نصبوا أنفسهم لمقاومة الإصلاح”، مؤكدا بأن “العدالة والتنمية أمل، ولكن المناهضين للإصلاح “راهم  غالطين” موظفا خطاب الآخرة قائلا ” مستعدون للموت في سبيل الله لأن هدفنا الجنة، لقد وظفوا الجرائد والإعلام والقنوات وبعض النقابات ولم يفلحوا . وبعدها جاء التجاوب من المواطنين برفع شعار “كلنا فداء فداء للحكومة الصامدة”.

إن أسلوب المشوشين والمناهضين للإصلاح هو المكر والخديعة.وقلب الحقائق …لكن هذا مجرد سحر ولا يفلح الساحر حيث أتى..ومادام الشعب يناصرنا فما زلنا على العهد والسياسة ليست فضاء للبذخ والاستغناء غير المشروع، إننا نهدف إلى إحداث التوازن داخل البلاد والوطن بكل مكوناته.لأن هناك أناسا يعيشون في عوالم من الخيال بلغوها بطرق غير مشروعة. وهناك ظواهر “تتحشم” في جميع أنحاء الوطن.
سنبذل الجهد من أجل تشجيع الاستثمار وتحقيق التوازن وتحسين مناخ الاقتصاد والمال والأعمال. إذن أيها المشوشون “بقاو تابعين ابن كيران في كلامه”.

لقد مرت 57 سنة من الاستقلال وحقق المغرب أشياء لكن تشكلت للأسف ثقافة الريع ولا يمكن إصلاح هذا الوضع دفعة واحدة. إن منهجنا يركز على الموازنة بين الإصلاح والاستقرار. ومن الواجب أن يواجه الشعب الذي اختار هذه الحكومة المشوشين بالثقة في اختياراته وفي رئيسها وفي حزب العدالة والتنمية
إن الحكومة لاتريد أن تسلم فقط للمواطن قارورة ماء ولكن تصفية المنبع حتى يرتوي الجميع لذلك فهي تسعى لحل المشاكل الكبرى بحلول كبيرة سياسيا وتشريعيا ..
كما توجه بالشكر للمواطنين الذين أعطوا الثقة للحزب وللأغلبية في الانتخابات الجزئية.مركزا على الموازنة بين الإصلاح والاستقرار والثقة الملكية والتعاقد ودور الشعب في التمييز بين المصلحين والمناهضين للإصلاح والحذر من السقوط بيد المتلاعبين بمصالح البلد، وأن يكونوا سندا للحكومة لأنها منبثقة من رحمهم، فهي منهم وإليهم متمسكين بمرجعيتنا وبثوابتنا..

من خلال هذه الكلمة يبرز الأستاذ عبد الإله بن كيران القضايا التالية: التشبث بالمرجعية الإسلامية والاهتمام بالحلول الكبرى، وتصحيح الثقافات الريعية التي أشربها المناهضون للإصلاح، واعتماد اختيارات الشعب .مشيرا إلى دور البرلمان في التغيير والإصلاح وبهذه المناسبة ألقى الدكتور عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية كلمة بالمناسبة ركز فيها على سؤال الديمقراطية الداخلية داخل جيوب المقاومة وسؤال العدالة الترابية وسؤال المعيقين لتطبيق مخططات الحكومة في جميع أنحاء المغرب داعيا إلى الموازنة بين الإصلاح والاستقرار. وبذلك تم الإعلان عن انطلاق قافلة المصباح تحت شعار”جميعا …لدعم أوراش الإصلاح”. والتي ستستمر إلى غاية 31 مارس بإذن الله.
 
*عضو المجلس  الوطني لحزب العدالة والتنمية

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.