قربال يكتب: ابن كيران وفاتح ماي

نورالدين قربال*
الأربعاء 1 ماي 2013 عيد عالمي للعمال، ونظرا للشراكة التي تجمع بين الاتحاد الوطني للشغل وحزب العدالة والتنمية، فقد حضر كل من الكاتب العام للاتحاد، الأستاذ محمد يتيم، والأمين العام للحزب الأستاذ عبد الإله ابن كيران في الاحتفالية بالبيضاء.
وبعد كلمة الاتحاد التي ألقاها الكاتب العام محمد يتيم، ألقى السيد عبد الاله ابن كيران كلمة الحزب. فما هي أهم مضامين هذا الخطاب؟

قبل الدخول في الموضوع:
أعتز بهذا اللقاء لأنه كان أمام مناضلين ومناضلات، يأكلون من عرق جبينهم. هذه الفئات تنتظر الكثير من المسؤولين سواء بالبرلمان والحكومة وغيرهم للقيام بواجبهم تجاههم. لذلك كلما تمعن في وجوههم واللافتات التي يحملونها إلا وشعر أكثر بالمسؤولية.
وليس ابن كيران غريبا عن الحاضرين، فهو الذي سخر عمره في الدعوة والثقافة والنقابة والبرلمان والحكومة بعد الانتصار الذي حقق من قبل الشعب.
وكونه منهم وإليهم فلا يمكن أن يتنكر لهم لأننا أهل مبادئ، وابتسامتهم ودعاؤهم توحي بأننا على الطريق المستقيم ماضون. ومصرون للانتصار لكم ومن أجل مصلحتكم لأنكم أكثر معاناة.

أما بعد:
اعتمادا على ما سبق، خاطب ابن كيران الحاضرين قائلا: أنا لا أكذب عليكم. إن المغرب يعرف حركة إصلاحية تقودها الحكومة وشرفاء هذا البلد، مقابل أناس للأسف يريدون التحكم لأنهم ألفوا توزيع الأموال على السماسرة، واعتماد الأساليب غير المشروعة، وتبني التشويش منذ أول انطلاقة للعمل الحكومي. والهدف واضح هو محاولة إسقاط هذا الأمل الذي اختاره الشعب.
إن العالم يعيش أزمة وبعض القطاعات تضررت من هذا لكن لم نصل إلى ما وصلت إليه بعض الدول عالميا. ونحمد الله على هذه السنة الفلاحية المباركة ونسأل الله عز وجل أن يديم علينا النعمة ويزيدنا من فضله. وهذا ما عقد المتآمرين.

طبيعة المعركة بالمغرب:
إن المعركة اليوم بالمغرب ليست بين اليمين واليسار، ولا معركة مرجعيات وإنما هي بين من يريد “المعقول” والذي يحاربه. بين الديمقراطية الحقيقية والمزيفة. بين شرفاء الوطن وأصحاب اقتصاد الريع. الذين ألفوا النسب غير المشروعة من الصفقات. هؤلاء هم الخصوم الحقيقيون.  لذلك فمسيرة الشرفاء من هذا الوطن ماضية رغم التشويش و”التضبيب”. لأن المعركة بين “المعقول” و”غير المعقول”.

أقوال من “المعقول”:
لقد تركت الحكومات السابقة 600 مليار درهم ديونا. وقد وجدت نفسي مضطرا لتقليص 15 مليار درهم من الاستثمار العمومي. للحفاظ على التوازن المالي. ولا يعقل أن تظل اعتمادات صندوق المقاصة 57 مليار درهم ، لأن الاستمرار في هذا يؤدي إلى القروض . وبقدر ما إن الحكومة  عازمة على إصلاح المقاصة فهي تسعى إلى رد التوازن الاجتماعي. وهذه طرق تلتفت بها الحكومة إلى الفئات الأكثر تضررا. أما الذين يزعمون بأن هذا الإصلاح سيضاعف شعبية العدالة والتنمية فغريب أمرهم.
وكذلك إصلاح صناديق التقاعد وإلا أصيبت بالإفلاس في وقت معين. وغيرها كثير من الإصلاحات. إذن هل يتخلى رئيس الحكومة على هذه الإصلاحات الجوهرية؟ الجواب بالنفي طبعا. وكون الجماهير تجتمع للاستماع إلى خطاب الحكومة بكل قناعة فليس أمام الأستاذ ابن كيران إلا الصمود والنضال إلى أن يلقى الله.
ورغم المكر الذي يطال تجربة الإصلاح فلن أتعامل بالمكر نفسه. ولكن سأظل أدافع على الوطن معتمدا على قدرة الله عز وجل “لأن الله فاعل في كل شيء حتى في السياسة. ولو أردنا مسيرات مشهودة لفعلنا ولكن نؤمن بأن العبرة ليست بالعدد. ولكن بـ”المعقول” وليس “بيع الكلام المجاني للناس”.
إننا مستعدون للتضحية في سبيل الله من أجل مصلحة الدولة والمجتمع بناء على الاستقامة والجدية والتراحم حتى نحقق إشعاع الدولة والأمة والمجتمع. وهذه هي الطريق إذا أراد المشوشون أن يفهموا بدل البحث عن “التضبيب”.

عينة من الحصيلة:
– المدرسة اليوم ليست مدرسة الأمس رغم أننا نطمح فيما هو أحسن.
– الصحة اليوم ليست الصحة أمس.
– المنح للطلبة رغم الأوضاع الصعبة.
– رفع الحد الأدنى للتقاعد إلى 1000 درهم.
– خضوع المناصب العليا بناء على الاستحقاق والمردودية والكفاءة.
– توظيف حوالي 50000 منصب.

وأخيرا وليس آخرا:
إن المطالبة بالإصلاح وإسقاط الفساد يجب أن تتم بالتدرج ويصبح كل الأغنياء يكسبون أموالهم بطرق مشروعة، وإعطاء الفقراء حقوقهم، والعمال أجورهم مقابل أعمالهم.
ولا غرو أن الشعب بشرفائه أغلبية ومعارضة وغيرهم بناء على الثقة والصبر والنضال والانتصار بحول الله. ماضون في الإصلاح.أحب من أحب وكره من كره.
إذا،  فالإصلاح أمل يجب أن ندافع عنه.
*عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.