أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات يقرأ دلالات انقلابات القارة الإفريقية

قال أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية خالد شيات، بخصوص الانقلابات الأخيرة التي تشهدها القارة الإفريقية، إنها تتداخل فيها عوامل كثيرة، لكن تأثير الجوانب الخارجية أكثر من تأثير من العوامل الداخلية.
وأوضح شيات في تصريح لـpjd.ma، أنه في مرحلة الحرب الباردة كانت إفريقيا محطة من محطات الصراع الشرقي والغربي آذاك لاحتلال مواقع متقدمة عن طريق تغيير هرم السلطة، ولم تكن هناك أداة أنسب من أن تكون هناك انقلابات في مجموعة من الدول، واعتمدت الدول الكبرى أنداك على دفع مجموعات عسكرية للانقلاب والحفاظ على السلطة بغض النظر على مستوى القمع و المستوى المتدني للديمقراطية.
وأضاف أنه، بعد الحرب الباردة، كان هناك استقرار على المستوى السياسي، وتوجه كبير نحو صناديق الاقتراع وتغيير هرم السلطة عن طريق الانتخابات، الأمر الذي كان يعكس ذلك هو الاستقرار الذي عرفته إفريقيا في هذه المرحلة، وكان هذا الأمر مناسبا للعديد من الدول لتقوم بتنمية اقتصادية واجتماعية تحقق بعضها والبعض الآخر لم يتحقق يقول شيات.
في هذه المرحلة يضيف شيات، هناك تدافع بين المعسكرين أو اتجاهين كبيرين في العلاقات الدولية من ناحية روسيا والصين ومن ناحية أخرى الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى، حيث عادت الانقلابات في إفريقيا لهذا العامل بالأساس، هو أن دولا تدفع هذه مجموعات العسكرية للانقلاب للتقارب وأيضا لنفض العلاقات التجارية الاقتصادية والمزايا التي كانت للمنظومة الغربية والاستحواذ على هذه الدول من الناحية الاقتصادية والتجارية، وهو ما يبدو من خلال التصريحات الروسية الصينية ورأيها من هذه الانقلابات.
ويرى أستاذ القانون الدولي، أن هذه الانقلابات ليست دائما في صالح روسيا، وإنما قد تكون في صالح دول غربية، خاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تعلم أن فرنسا لم تعد لديها القدرة والقوة للحفاظ على علاقاتها الطبيعية مع مجموعة من الدول الإفريقية التابعة لها اقتصاديا وتجاريا، وبالتالي إعادة تموقع أمريكا يأتي على حساب فرنسا، وتريد أن تزيح فرنسا من هذه المنظومة لكي تدخل في مواجهة مباشرة تجاريا مع دول في إفريقيا، وأيضا يمكن أن تكون الولايات المتحدة تريد إعطاء روسيا مجالا أوسع للتدخل في إفريقيا، لأنها تعلم أن روسيا ليس لديها استراتيجية مستدامة على مستوى إفريقيا وفشلها بعد الانقلابات قد يؤدي بهذه الدول إلى عودتها لحضن الولايات المتحدة من جديد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.