الرئيس السابق لجماعة أولاد برحيل يكشف خريطة خسائر الزلزال بتارودانت ويدعو إلى المواكبة النفسية للمتضررين

خلف زلزال الحوز، الذي ضرب المغرب يوم الجمعة المنصرم ضحايا وشهداء بالآلاف، ورغم ما أحدثه من دمار على مستوى البنية التحتية والممتلكات، فإنه ترك أيضا جرحا غائرا في نفوس كثير من أبناء وعائلات المناطق المتضررة، حيث يحتاج انتشالهم من هذه الصدمة إلى مواكبة نفسية وإلى أخصائيين يستطيعون رسم الفرحة على شفاههم.
مواكبة نفسية
الدعم النفسي والمواكبة النفسية للمتضررين من زلزال الحوز هي الأولوية اليوم، يؤكد عبد العزيز أمجان الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بأولاد برحيل والرئيس السابق لمجلس جماعتها، حيث يعتبر أن الدعم النفسي والرعاية النفسية لا تقل أهمية عن الدعم الطبي والمادي.
وفي حديثه لـ pjd.ma، شدد أمجان، على ضرورة المواكبة النفسية للمصابين، وإيلائها الأهمية اللازمة بالسرعة الواجبة، للتمكن من جبر آلام الضحايا على المستوى النفسي قبل تفاقمها ما يصعّب إزالتها لاحقا، وحتى تعود الأمور إلى مكانها الطبيعي.
وأضاف أن الزلزال ترك أثرا بليغا في صفوف الساكنة المتضررة، حيث هناك دواوير فقدت الكثير من الأرواح، حيث الأيتام والأرامل، ما يستدعي التدخل العاجل للإيواء والعناية النفسية يؤكد المتحدث.
ولفت إلى أن ساكنة المنطقة تغيرت عندها رؤيتها للحياة والمعيشة، خاصة أن لديهم ارتباط عظيم بدواويرهم ومنازلهم، وأصبحوا اليوم يبيتون في العراء بـ”الجنانات”.
أضرار بشرية ومادية بليغة
وبحسب المتحدث ذاته، فقد شهد إقليم تارودانت خسائر بشرية جسيمة فاقت الألف شهيدا، فضلا عن الجرحى، والخسائر التي سجلت على مستوى الممتلكات، وأضاف أن 13 دوارا تابعا لدائرة أولاد برحيل جميع منازلها تضررت، حيث تراوحت الأضرار بين الهدم والتشققات الخطيرة، بالإضافة إلى خسائر في البنية التحتية من طرق وأنابيب الماء الصالح للشرب، وأيضا في الممتلكات الشخصية للمواطنين (أوارق هوية، شواهد، ورسوم الأراضي، نقود.. وماشية.
ولفت إلى أنه حتى الصهاريج التي تكلفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة ألمانية لإيصال الماء بشرائها، خاصة وأن المنطقة تعرف خصاصا في الماء الصالح للشرب، تضررت ضررا بليغا.
ومن بين الدواوير التي تضررت يضيف أمجان، دوار تالبورين حيث الشهداء كثر، ودوار تاجكالت (39 شهيد)، دوار اكرنوفلا، إداوبلال الذي محي بالكامل، المغزن، أدبدي.
وأثار إلى أنه تم تنظيم مبادرات على المستوى المحلي بشراكة مع الحزب ومع جمعيات المجتمع المدني على مستوى الإقليم، لتقديم المساعدات، وأوضح في هذا الصدد، أنه تمت زيارة جماعة تزي نتاست وتم الوقوف على حجم الأضرار، كما تمت أيضا زيارة جماعة تافنكلت وتيكوكا وسيدي واعزيز وجماعة أوزيوا وإكيدي تفراس..
وأضاف أنه يتم تقديم المساعدة للقوافل التضامنية المتوجهة إلى المناطق المتضررة بحكم درايتنا بالمنطقة حتى يتم تأمين مرورها، منبها في هذا الصدد، إلى أن هناك بعض المناطق تجد صعوبات في تأمين الغذاء بسبب صعوبة المسالك الطرقية التي أغلقت بسبب الزلزال، ومنها منطقة “فوزرا” ومنطقة إداومساطو التي تضم 7 دواوير في جماعة تيكوكا لحد الآن تحاول الجهات المختصة فتح المسالك يقول أمجان.
ومن جهة أخرى، دعا إلى ترشيد المساعدات وتوزيعها بشكل عادل بين المناطق، ونبه إلى أن الأولوية اليوم للأمور اللوجيستيكية، وللماء الصالح للشرب والأفرشة والأغطية والملابس والبلاستيك (لاسير) و”البيشان” و”البيلات” خاصة وأن جميع ساكنة الدواوير يبيتون في العراء.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.