ِ بووانو: الاحتجاج حق طبيعي..ونحن كمعارضة مؤسساتية نقوم بأدوارنا

أكد عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن الاحتجاجات التي تقع بالمغرب والغضب المتنامي من الحكومة، أمر طبيعي فرضته موجة الغلاء المتزايد وأثرها على معيشة فئات اجتماعية كثيرة، مضيفا أن الاحتجاجات الفئوية من نظير احتجاجات المحامين هي ردة فعل على المقتضيات التي جاء بها مشروع قانون المالية وكذلك قانون تنظيم المهنة.
وتابع بووانو الذي كان يتحدث ضمن برنامج “بلا قيود” على قناة “بي بي سي عربي” أمس الأحد 6 نونبر، بأن المجموعة النيابية ما فتأت تنبه الحكومة إلى الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية التي لم توفق في مقاربتها، وإلى ضرورة إعادة توزيع فائض المداخيل الضريبية المتأتية من قطاع الفوسفاط وصناعة السيارات وتحويلات المغاربة بالخارج، وسن ضرائب استثنائية على شركات المحروقات التي تفيد التقارير الوطنية والدولية على أنها راكمت أرباحا غير أخلاقية في السنتين الأخيرتين، لمواجهة أزمة الغلاء وانعكاساتها على الوضع الاجتماعي.
حكاية صندوق المقاصة
وفي جواب عن سؤال يتعلق بأن ما يعانيه المغرب اليوم هو نتيجة لإجراءات العدالة والتنمية عندما كان يقود التدبير الحكومي، قال بووانو أن إصلاح المقاصة الذي قامت به حكومة الأستاذ عبد الإله ابن كيران، أعاد العافية للمالية العمومية بعد أن كانت ترزح تحت وطأة أعباء فاقت 56 مليار درهم سنة 2012، معتبرا ذلك الإصلاح كان ضروريا بالقياس إلى كلفة دعم الصندوق المرتفعة وكذلك إلى عدم ذهاب عائده لصالح الفئات التي تستحق الدعم فعلا، كما أنه ساهم في تقليص عجز الميزانية ووفر هوامش كبيرة للحكومة، الأمر الذي مكن حكومة العدالة والتنمية في العشرية السابقة إلى سن سياسات مهمة وتدابير اجتماعية لصالح الفئات الأكثر هشاشة.
ويضيف بووانو أن قرار تحرير سوق المحروقات للأسف تزامن مع إغلاق محطة التكرير لاسامير، كما أن مجلس المنافسة لم يكن مُنَصَّبا في ذلك الوقت، وهو الجهة التي يجب اليوم أن تتحمل مسؤوليتاها وتقوم بأدوارها في هذا الموضوع وتراقب وتزجر مخالفات وخرق شركات المحروقات لمبادئ المنافسة الشريفة، وبالتالي يقول رئيس المجموعة النيابية لا يمكن بتاتا تحميل ابن كيران لوحده المسؤولية في هذا الموضوع .

الموقع في المعارضة
و بالنسبة للتنسيق مع المعارضة، أكد بووانو، أن مجموعة النيابية متمسكة بتفعيل التنسيق الذي أسس السنة الماضية وحريصة على الالتزام بمقتضياته والاشتغال ضمنه، إلا إذا كان للاتحاد الاشتراكي رأي آخر واختار الابتعاد عن التنسيق، ولكن رغم ذلك يؤكد بووانو فالمجموعة ستبقى في التنيسق مع بقية المكونات الأخرى.
ونبه بووانو إلى أنه رغم كون الأغلبية لها نزوع هيمني وتستغل التفوق العددي لفرضه وتكريسه، فإن المجموعة مصرة على القيام بأدوارها كاملة، فرقابيا قدمت المجموعة أزيد من 1000سؤال، وقدمت 40 طلب عقد لجن، ورغم محدودية المجموعة من حيث عدد المقاعد والنصاب الزمني الذي يمُنح لها، فإن حجم التجاوب وردة الفعل مع ما تقوم به كبير جدا، وهو دليل على أن العدالة والتنمية أكبر بكثير من 13 مقعد.
ولفت بووانو إلى أن الأمين العام عبد الإله ابن كيران يخرج تقريبا كل أسبوع ليقوم بأدواره في التأطير وإرسال الرسائل لمن يعنيه الأمر، وتعتبر خرجاته الأقوى في حجم وأثر المعارضة للحكومة، وبالتالي يقول بووانو لا صحة لمن يدعي أن الأمين العام لا يريد المعارضة وأنه يقوم فقط بنصح الحكومة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.