8 مارس.. بوسيف: على الحكومة أن تنزل من برجها العاجي وتتفاعل مع المشاكل الحقيقية للنساء

يحتفي العالم اليوم الجمعة 8 مارس ومعه المغرب، باليوم العالمي للمرأة، في سياق يبرز فيه نقاش حول مراجعة مدونة الأسرة، وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية الاستهلاكية وضعف التمكين الاقتصادي للمرأة، أمام صمت الحكومة وضعف الإجراءات المتخذة للتخفيف من حدة الغلاء ووقعه على الأسر عامة وعلى معيلي هذه الأسر من النساء خاصة، ما يطرح سؤال، ماذا حققته هذه الحكومة للمرأة؟ وهل التزمت بوعود برنامجها الانتخابي؟
تراجع المناخ الديمقراطي
سعادة بوسيف رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، قالت في هذا الصدد، إن الحديث عن وضعية المرأة لا يمكن أن يكون بمعزل عن طبيعة المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يطبع البلاد والذي يتسم بحسبها بتراجع المناخ الديمقراطي.
وأوضحت أن هذا المناخ غير الديمقراطي انعكس على طبيعة النخب التي تمثل المشهد السياسي في الحكومة والبرلمان ومجاليا في الجماعات الترابية، الأمر الذي ساهم في خلق بيئة سياسية منفرة أكثر من كونها جاذبة.
وأكدت بوسيف في تصريح لـpjd.ma، أن الفوارق الاجتماعية تفاقمت بشكل كبير مع هذه الحكومة وأعادت للمواطن الإحساس بالحكرة والتهميش الاجتماعي بدء من اعتباره وعاء انتخابيا ليس إلا، وعدم التواصل معه وإشراكه في الأوراش الكبرى في البلاد لدرجة الحجر عليه وممارسة الوصاية عليه حتى في خصوصياته، مشيرة إلى تصريحات المسؤول الحكومي حول مدونة الأسرة الذي شكك في نسب المغاربة.
عوائق حقيقية أمام التمكين
وقالت رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، “كيف لهذه الحكومة البورجوازية أن تُدرك ارتفاع نسب النساء المعيلات للأسر وتفاقم نسبة البطالة في صفوف الفتيات وارتفاع نسبة الأمية، فضلا عن صعوبة الولوج للخدمات الصحية”، هي عوائق حقيقية أمام التمكين الاقتصادي للمرأة، تستحق من هذه الحكومة أن تتواضع وتنزل من برجها العاجي للوقوف عن كثب عند حجم المعاناة التي تعانيها المرأة المغربية وخاصة القروية والجبلية تشدد سعادة بوسيف.
وأردفت “فحتى البرامج الحكومية التي تشجع المقاولات سواء “انطلاقة” أو “أوراش” أو “فرصة” لم تأت بأي تدابير تحفيزية لصالح النساء لتشجيعها على التشغيل الذاتي”، مشيرة إلى أن هناك استياء كبيرا في صفوف النساء المستفيدات من هذه الأوراش، مشددة على أن الحكومة مطالبة بدراسة الوقع والأثر لهذه البرامج، متسائلة فكيف سيتم تحقيق هدف الرفع من معدل تشغيل المرأة من 20% حاليا إلى30% في أفق 2026؟
وأضاف أن هذه المرأة ظلت تنتظر تحقيق “ترهات” تضمنها البرنامج الحكومي ليس لتحسين مستوى معيشة المرأة، بل لإدارة حملة انتخابية أقل ما يقال عنها إنها نكوص ديمقراطي يتجرع الجميع مرارته في حجم البلوكاج الذي تعرفه عدد من الجماعات إضافة إلى الإرتباك في إدارة الاحتجاجات المجتمعية.
واستشهدت في هذا الصدد، بالصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لنساء وهن يحملن أطفالهن ليطالبن بحقوقهم المشروعة “في الوقت الذي نصدر فيه تقارير مغلوطة للمنتظم الدولي، واستدرار عطفه بتنزيل إجراءات لا يمكن أن تنسجم مع قناعات المرأة المغربية، أو هويتها أو مرجعتيها أو منظومتها الفكرية المذهبية”.
وكمنظمة تبرز المتحدثة ذاتها، لقد أصدرنا بيانات ونبهنا إلى خروقات تمس مكانة المرأة وتسيئ لتاريخها سواء من خلال الصور النمطية التي يسوقها الإعلام أو آليات التواصل الاجتماعي، مشددة على أنه ” من واجبنا إلى جانب جميع الفاعلين السياسيين والمدنيين بناء الوعي المجتمعي، وإبراز أولويات المسؤولية الاجتماعية للمرأة والأسرة، والعمل على انبعاث المصالحة مع المشهد السياسي عوض العزوف الذي سببه زواج السلطة بالمال”، كما شددت على تجويد التواجد السياسي للمرأة والأسرة في المؤسسات التشريعية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.