الأستاذ ابن كيران: إصلاح المقاصة أعظم قرار اقتصادي اتخذ في تاريخ المغرب

كشف الأستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية معطيات مثيرة حول ملابسات اتخاذ قرار إخراج المحروقات من صندوق المقاصة، معتبرا ذلك أعظم قرار اقتصادي اتخذ في تاريخ المغرب.
وانتهز ابن كيران فرصة تنظيم حزب العدالة والتنمية لندوة صحفية حول تقييم الحصيلة الحكومية اليوم الثلاثاء 16 أبريل بالرباط، للرد على الأسئلة المتكررة حول مسؤولية قراره المتعلق بإصلاح المقاصة، معتبرا أن الدعاية المغرضة الموجهة ضد القرار للأسف قد غلبته، نظرا لكثافتها وأيضا لأنها دعاية مخدومة تستوحي منطق “غوبلز” في الدعاية القائمة على منطق “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
ومما كشفه ابن كيران في الندوة، أن سليمة بناني، مديرة صندوق المقاصة على عهد حكومته، صارحته بأن أموال الدعم تؤخذ بمجرد الإدلاء بفواتير، لا تمتلك مصالحها إمكانية التأكد من صحتها وسلامتها.
وأضاف أنه حين اتخذ قرار إيقاف هذا الدعم الذي لا تتوفر الحكومة على آليات التأكد من مدى استحقاقه، انقلبت الحكومة رأسا على عقب، وأن أخنوش مارس ضغوطا قوية للتراجع عن القرار لأنه ليس في مصلحته ومصلحة شركته المهيمنة على سوق المحروقات.
ومما كشفه ابن كيران أيضا، أنه لم يلق أي دعم إلا من طرف إخوته في الحزب، وكان مما عول عليه في اتخاذ القرار أن المنافسة ستعمل على خفض الأثمنة والتحكم فيها في مستويات معقولة، لكن يقول ابن كيران بمجرد خروجه من الحكومة بدأت الأسعار ترتفع في السوق الوطنية رغم الانخفاضات المتتالية في السوق الدولية بدون أن يقع أي انعكاس لها على محطات الوقود.
وعلى عادته في مصارحة الرأي العام، كشف ابن كيران أن الضغوط مورست على الدكتور بووانو الذي كان رئيسا للمهمة الاستطلاعية، وأن ما قاله حول 17 مليار ليس كل الحقيقة، كما أن مديرة مجلة مجلة مجلة تيل كيل تعرضت للضغوط وغادرت موقعها بعد كشفها لجزء مما يقع في سوق المحروقات.
وبخصوص قرار مجلس المنافسة تغريم شركات المحروقات مليار و830 مليون درهم، وقبول الشركات للصيغة التصالحية التي خرج بها القرار، هو اعتراف صريح من هذه الشركات وعلى رأسها شركة رئيس الحكومة على أنها متواطئة فيما بينها، والاعتراف سيد الأدلة، وكان من المفروض حسب ابن كيران بعد هذه الفضيحة السياسية أن يقدم أخنوش استقالته من رئاسة الحكومة.
الدكتور ادريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بدوره في الندوة ذاتها،  أكد أن أخنوش كان ضد قرار إخراج المحروقات من صندوق المقاصة، ومارس ضغوطات في هذا الاتجاه، لأن القرار ببساطة ليس في مصلحته ومصلحة شركته، وطالب أخنوش الذي يحمل هو وحزبه لابن كيران وحكومته مسؤولية تداعيات قرار تحرير سوق المحروقات، أن يتراجع عن القرار بإصدار مرسوم لا يتطلب مسطرة تشريعية معقدة.
وكشف المتحدث ذاته، أنه في كل الديمقراطيات بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، يكون دائما هناك تخوف من نظامين تدبيريين، يتعلق الأول بنظام الدعم، والثاني بنظام التحفيزات الضريبية، لصعوبة التأكد من سلامة عملياتها وتتبعها، وبقدرة المتلاعبين من اختراق أنظمة الحكامة المعمول بها في تدبيرهما مهما كان الجهد المبذول في هذا الاتجاه.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.