أطباء بلا حدود: الوضع الصحي في غزة كارثي وإسقاط المساعدات جوا يؤكد فشل المجتمع الدولي

دق الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، ناقوس الخطر إزاء الوضع الصحي والإنساني في شمال غزة، قائلًا إن الأحوال الإنسانية في القطاع وصلت إلى مرحلة سيئة يصعب وصفها.
ووفق وكالة الأناضول، كشف لوكيير أنه قام خلال إقامته في غزة، بزيارة العديد من المستشفيات التي يعمل فيها أطباء وموظفو رعاية صحية يتبعون لمنظمة أطباء بلا حدود.
وبشأن القطاع الصحي الذي كان من الأكثر تضررا جراء الحرب الإسرائيلية، أكد لوكيير، أن الوضع الصحي في غزة “كارثي”، مشددا أنه “لم يعد هناك نظام صحي في غزة يمكن الحديث عنه”، ولفت إلى أن المستشفيات التي زارها خلال وجوده في القطاع كانت “ممتلئة بالمرضى والجرحى بشكل لا يصدق”.
وفي وصفه لهول ما شهده من فظائع في القطاع، قال لوكيير: “شكلت الجثث بمشرحة مستشفى شهداء الأقصى مشهدا مرعبا حقا”.
وأضاف: “أثناء التنقل في المستشفى، على المرء أن يكون حذرا للغاية كي لا يدوس على المرضى والمصابين الذين يفترشون الأرض بما في ذلك الممرات”.
وأكمل أن “المستشفى ممتلئ تمامًا، والأطباء يعملون على توفير الخدمات الطبية وفق أولوية الحالة، إنه وضع رهيب”.
وبيّن لوكيير، أن الأطباء وموظفي الرعاية الصحية في مستشفيات القطاع “يعملون على إعطاء الأولوية للحالات الحرجة والخطيرة”.
وقال إن بعض الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود قامت بعدة زيارات إلى شمال غزة، بما في ذلك مستشفى ناصر، مشيرا إلى أن “محيط المستشفى تم تدميره بالكامل”.
وعلى صعيد آخر، تطرق لوكيير في حديثه إلى أن العديد من المنظمات، بما في ذلك أطباء بلا حدود، تحاول تقديم الخدمات الميدانية لسكان القطاع، وقال: “جميعنا نعمل في بيئة صعبة وظروف غير مستقرة، لا يمكننا توفير سوى جزء صغير مما هو مطلوب من حيث الخدمات الطبية والغذاء والوقود والمياه التي تشتد الحاجة إليها”.
ومن جانب آخر، ذكر المتحدث ذاته، أن عملية إيصال وتوزيع المساعدات إلى قطاع غزة تجابه بتحديات كبيرة، واعتبر أن إسقاط المساعدات جوًّا على قطاع غزة “ليس قصة نجاح، إنما تعبر عن فشل المجتمع الدولي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع برا”.
وأكّد أيضًا أن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى المنطقة بكمية كافية ونوعية جيدة، معتبرا أن التقارير الأخيرة عن الجوع في غزة ليست مفاجئة.
وزاد: “رأيت النساء والأطفال يعانون بشكل واضح، خاصة من سوء التغذية، هذا حقيقي، وسكان غزة غير معتادين على الوضع المتعلق بسوء التغذية، ولهذا السبب يتعين علينا إعادة تدريب موظفينا ليكونوا قادرين على علاج الأطفال والنساء والرجال الذين يعانون سوء التغذية”.
وأضاف أن وقف القتل العشوائي للناس وإيصال المساعدات كانا من بين الإجراءات الاحترازية المتخذة، مؤكدا أن القيود والعراقيل الإسرائيلية لا تزال مستمرة.
وشدد لوكيير على أن أي هجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيتسبب بـ “تداعيات كارثية”، خاصة أن المنطقة تشهد كثافة سكانية مرتفعة للغاية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.