المقرئ الإدريسي: المقاومة الفلسطينية صنعها القرآن الكريم.. وصمودها إلى الآن معجزة

أكد المفكر المغربي أبوزيد المقرئ الإدريسي، الحالة الاستثنائية التي تمتاز بها القوات الخاصة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ولجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.
وأوضح المقرئ الإدريسي في كلمة له خلال ندوة بعنوان “أدوار المرأة الفلسطينية في معركة التحرير“، السبت 09 مارس 2024، نظمها القطاع النسائي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنه ليس هناك جيش في الدينا ليس فيه أسير أو مستسلم أو فار أو جريح، غير أن هذا يوجد في مقاومة فلسطين.

جيل القرآن الكريم
واسترسل، ولذلك الأجيال المقبلة حين ستقرأ عما يقع الآن ربما لن تصدق هذه المعجزة التي تقوم بها المقاومة الإسلامية بفلسطين، وهي معذورة في ذلك، مشددا أن هؤلاء المقاومين هم أناس تربوا على حفظ القرآن، حيث إن الشرط الأول للدخول إلى القوات الخاصة هي أن يكون المجاهد حافظا للقرآن الكريم، بما في ذلك قيادة الحركة التي يتوجب عليها أن تحفظ القرآن الكريم أيضا.
وذكر المفكر المغربي أن غزة بلد صغير ومبسوط، ولذلك كان التحدي والاعجاز في المقاومة في أن تقوم بصناعة الطبوغرافيا بدل الطبوغرافيا الطبيعية التي كانت متوفرة للشعوب الأخرى التي قاومت الاحتلال أو الغزو، من أنهار وجبال وغابات وغيرها.
وأردف المقرئ الإدريسي، عبقرية وإرادة وصمود الإنسان في غزة، صنعه بنفسه، بطريقة إعجازية، حيث الأنفاق تتكون من أربعة طبقات، وكانت تحتاج إلى آلاف الأطنان من المعادن والحديد لإنجازها، وتم تنفيذها في ظل حصار ومراقبة شديدة من الاحتلال، وهذا أمر معجز حقا.
وتساءل المتحدث ذاته عن كيفية جمع قوات المقاومة بين الضبط والانضباط والصرامة، ليجيب بالقول، إن هذا يكمن في نوع عال من التربية التي تلاقها أطر حركة المقاومة الإسلامية حماس، والذي جعل الجميع يلبي نداء القيادة في القيام بعملية طوفان الأقصى.
وقال المقرئ الإدريسي إن عنوان معركة طوفان الأقصى يمكن اختصاره في ثلاث عبارات، وهي “الدمار الكامل لغزة”، و”الانهيار بشكل صادم للأنظمة”، و”الابهار بشكل خارق للمقاومة”، داعيا من لا يستطيع دعم المقاومة وفلسطين ألا يكون عليهم وأن يكف أذاه عنهم.

المرأة الفلسطينية
توقف المفكر المغربي في كلمة عند نماذج عالية لصمود المرأة الفلسطينية الغزاوية، مشيرا إلى أنها اليوم، وبدل أن تلطم على مقتل أبنائها أصبحت تزغرد، مما يؤكد أن هذه المرأة قد تحررت من جيل النكبة والخوف والايديولوجيات العمياء التي كانت مسيطرة على المنطقة في ثمانينيات القرن الماضي وما قبله.
وشدد المتحدث ذاته أن المعركة اليوم تدور حول المرأة، أي أنها معركة إنجاب، والتي انتصر فيها الفلسطينيون على الإسرائيليين، إذ أن اليهود اليوم حسب آخر الإحصائيات هم 14 مليونا على مستوى العالم، مقابل 14.4 مليون فلسطيني، رغم أن فيهم التقتيل والتهجير ولا يسمح لهم بالعودة.
وذكر المقرئ الإدريسي، أن المنظمات الأممية والدولية تأتي إلى غزة ليس للحديث عن الحصار والتقتيل والإجرام الإسرائيلي بل للحديث عن تنظيم الأسرة ومنع الحمل، تحت شعارات واهية وكاذبة، مما يكشف وقاحتهم ونفاقكم الواضح والكبير.
وأكد المقرئ الإدريسي أن الولادة بفلسطين هي نوع من الجهاد والفداء في ظل الأوضاع التي تعيشها المرأة بغزة وفلسطين، وأن قرار المرأة الفلسطينية بزيادة عدد المواليد لم يأت بضغط من زوج أو أب أو عائلة، بل هو قرارها الناتج عن وعي سياسي وحضاري لا حدود له، موجها لها التحية على هذا الوعي التاريخي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.