هذا أبرز ما ورد في توضيح ابن كيران بخصوص البيان الأخير للأمانة العامة

أكد الأ ستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن البلاغ الأخير للأمانة العامة للحزب، أثنى عليه المنصفون بصفة عامة، فيما ركز العلمانيون والخصوم على النقطة المتعلقة بالعلاقة المفترضة بين الزلازل وبين الذنوب والمعاصي الجماعية.
وشدد ابن كيران في كلمة توضيحية مصورة، الثلاثاء 26 شتنبر 2023، أن ما روج له الخصوم ومن ساءت نيته، مِن أنه كان يقصد بكلامه ساكنة تلك المناطق المتضررة من الزلزال هو أمر غير صحيح أبدا.
وأردف، وأنا لست بأحمق لأقول إن ما وقع هو عقاب لهؤلاء الساكنة، بل بالعكس، أنا أحب المغاربة، بل إني أشفق على القطط وغيرها من المخلوقات وأتأثر إن لحقها أذى، أحرى بالإنسان، بصرف النظر عن دينه، أحرى بالإنسان المغربي، أحرى بالمواطنين الذين تضرروا مما وقع.
وتابع، أشرت في تلك النقطة من البلاغ إلى إمكانية أن يكون الزلزال الذي ضرب المغرب قد يكون بسبب ذنوبنا ومعاصينا، وهنا أتكلم مع المغاربة وعن المغرب، وليس عن الذين وقع عليهم الزلزال أو المتضررين منه بشكل مباشر.
وشدد ابن كيران أن علاقته مع ساكنة المناطق المتضررة قائمة على المحبة، مذكرا في هذا الصدد بقدوم عشرات الآلاف من المواطنين إلى لقاء تارودانت خلال 2016، مشيرا إلى أن صعوبة وضعهم أبكته خلال ذلك اللقاء، في وقت تهكم آخرون على مشاعره تلك.
ونبه ابن كيران إلى أنه من منطلق مرجعيتنا الإسلامية، نجد أن القرآن الكريم ملئ بالحجج القائلة بأن المعاصي والذنوب قد يعاقَب عليها، وهناك إشارات لمن أغرِق ولمن عُذب بالصحية والحجارة وغيرها.
واسترسل، وقلت إن ما يقع يستدعي أن نراجع أنفسنا، من كل صغير أو كبير، مذكرا بأن قصة أصحاب الكهف في هذا المستوى ليست بحاجة إلى بيان، وكيف أن أعمالهم الصالحة كانت سببا في فرج كربتهم، وهذا يعني أن الله قد يؤاخذ بالعمل السيء ويعاقب عليه.
وأردف ابن كيران، “الله سبحانه وتعالى حاضر في كل شيء، ولا نقول بالمنطق اليوناني بأن الله خلق الكون ونسيه”، مسترسلا، وعليه، فأمام كل شيء جيد نقول الحمد لله، وأمام كل شيء سلبي نستغفر الله، ولذلك نقوم بصلاة الاستسقاء، وهي توجه إلى الله في حالة من الذل والاستكانة والخشوع، والتوبة والاستغفار، لندعو الله بأن يمطرنا.
ونبه الأمين العام للحزب، إلى أن المخالفات أو المعاصي المذكورة ليست فقط الفردية ولكن أساسا الجماعية والسياسية، وهنا، يردف ابن كيران، “أتلكم عن جمع المال بالسلطة، والذين يريدون تشريع إباحة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أو الزنا، والذين يدافعون عن الخيانة الزوجية، والذين يسرقون المال العام، والذين جيء بهم على غير منطق وبدون تكوين وصلاح إلى المسؤوليات، ولم يستطيعوا إلى الآن أن يقوموا بالحد الأدنى من الواجب، كما أتكلم عن الذين يتاجرون في المخدرات، والذين يهددون مستقبل المغاربة”.
وذكر ابن كيران أن الخصوم الذين حوروا كلامه وغيروا قصده، يدافعون عن الفساد، ويريدون منا أن لا نتكلم عن الله في الشأن السياسي، مشددا أن هذا غير ممكن، لأن الدين هو جوهر فكرتنا الإصلاحية والإيمانية، ولأنه لا سبيل لإصلاح أو تغيير أي شيء إلا بإذنه سبحانه وتعالى.
ولذلك، يتابع ابن كيران، كلامي في مصلحة كل هؤلاء الذين ذكرت ليراجعوا أنفسهم، كما أن كلامي موجه لعموم المغاربة ولرئيس الحكومة والوزراء ووزير الداخلية ولكل من له مسؤولية، ليقوموا بمسؤولياتهم ويفكروا أساسا في المواطنين وانتظاراتهم.
وشدد الأمين العام أن الخصوم الذين غيروا كلامه يريدون منه ومن عموم المواطنين أن يقابلوا الفساد والمنكر بالصمت، وإن فعلنا، يردف ابن كيران، فسنكون مهددين بالزلزال وبما هو أكبر منه، لأن المولى تعالى يقول “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”.
ولذلك، خلص ابن كيران إلى التأكيد أنه ماض في قول ما يعتقده صوابا، وأنه لن يصمت أو يستسلم إزاء ذلك، معلنا تحمله المسؤولية الكاملة عن الفقرة المقصودة من بلاغ الأمانة العامة سالف الذكر.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.