زاهدي: مباراة ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. وسؤال إعداد وتدريب الموارد البشرية

الحسين زاهدي أستاذ التعليم العالي خبير في السياسات التربوية العمومية.


فتحت المباراة من جديد بغرض تكوين أطر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. فتحت المباراة متأخرة كالمعتاد لينطلق الموسم التكويني مع دخول السنة الميلادية الجديدة. ويمتد لحالي ستة أو سبعة أشهر. والهدف كما هو مسطر نظريا إكساب المتدربات والمتدربين الكفابات المهنية التي تؤهلهم للقيام بمهامهم التربوية والإدارية. لا يخفى عن أي خبير في مجال إعداد وتدريب الأطر التربوية أن هذه المدة غير كافية بالمرة. وأن مطلب الجودة في المدرسة العمومية بهذه المنهجية في تدبير موضوع حيوي كهذا يبقى مجرد آمال لا غير.
وبهذه المناسبة نعيد التذكير بخطورة الضبابية التي تطبع نظرة الوزارة الوصية لهذا الورش الاستراتيجي. فلا زلت أتساءل عن الاختلالات والعيوب التي دعت حكومات سابقة للتخلي عن نظام إعداد اساتذة الثانوي التأهيلي بنظام باكالوريا زائد أربعة الذي منح للثانوية المغربية العمومية افضل وأجود الأطر لسنوات عديدة؟!!
ولا زلت ابحث عن عيوب نظام باكالوريا زائد اثنتين الذي تخرج بفضله خيرة اساتذة الثانوي الإعدادي؟!!
كما لم أفهم بعد لماذا تم التخلي عن نظام باكالوريا زائد اثنتين الذي منحنا أفضل المعلمات والمعلمين؟!!!
لماذا كل هذه التعقيدات والعناوين البراقة الفارغة من أي محتوى معتبر ومقدر في مجال تكوين أطر التدريس والإدارة التربوية؟!!
فلحد الآن لم تجن المدرسة المغربية العمومية من كل هذه التجديدات سوى الأزمات والمشكلات والاضطرابات وهدر زمن التكوين الثمين!!!
فأنا شخصيا لم اطلع على أي تقرير يقدم نتائج تقويم تلك الأنظمة التكوينية. في حين توجد تقارير كثيرة عن الاختلالات التي تشكو منها الانظمة التي حلت محلها.
استسمح مهندسي ما بعد المغادرة الطوعية التي افرغت المنظومة من خيرة أطرها. استسمحهم فقراراتهم أنهكت واضعفت منظومتنا التربوية. وأدخلتها في متاهات وسراديب مظلمة ومهلكة، من قبيل التوظيف المباشر،وادماج حملة الشواهد العليا، وتفكيك المؤسسات التكوينية الفعالة، ونظام التعاقد،ثم نظام التوظيف الجهوي،و المسالك الجامعية للتربية،ومدارس العليا للتربية والتكوين، والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ومركز الأستاذية “الغامض”!!!!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.