تأخر وارتباك حكومي.. الصمدي: شبح المخطط الاستعجالي يلوح في الأفق

قال خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي السابق، إن القاسم المشترك بين كثير من التنبيهات الصادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين، سواء في افتتاح أعماله بمناسبة تعيين أعضائه الجدد، وكذا في افتتاح دوراته العادية السابقة، أو آرائه التي أبداها سواء في عدد من الملفات التي أحيلت إليه من طرف الحكومة، أو في إطار الإحالة الذاتية، هو “التحذير من التأخر والارتباك في تنزيل مقتضيات ومشاريع إصلاح المنظومة التربوية“.
وأضاف الصمدي في مقال رأي نشره بصفحته على فيسبوك، 20 دجنبر 2023، أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين دق ناقوس الخطر، خلال الدورة الثالثة للمجلس، باعتباره مؤسسة للحكامة والتقييم والاستشراف، وذلك في الوقت الذي كان الجميع ينتظر عرض مؤشرات الإنجاز والتطور الذي تعرفه وتيرة تنزيل مقتضيات إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بعد هذه التحذيرات المتكررة.
وقال الخبير التربوي، إن الملاحظات السلبية المسجلة عديدة، ومنها “التأخر والبطء المسجل في تنزيل مقتضيات الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار، الشيء الذي سيؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف المرسومة في الآجال المحددة 2030”.
واسترسل، إضافة إلى “ارتفاع نسبة الهدر المدرسي ليصل إلى 5 في المائة هذه السنة، بعد أن كانت 3 في المائة خلال سنة 2012، أي عند نهاية الولاية الحكومية السابقة”، مشيرا إلى أن “الحكومة قد وضعت من تقليص الهدر المدرسي إلى الثلث أحد أهدافها”.
ومن الملاحظات أيضا، بناء على التقارير الرسمية، يضيف الصمدي، “عدم صدور العديد من النصوص التطبيقية ذات الصلة بالقانون الإطار لحد الساعة، الشيء الذي يؤخر عددا من مشاريعه”، فضلا عن “الخلل المسجل في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتكوين الأساسي والتكوين المستمر للأطر التربوية والإدارية، الشيء الذي يؤثر على جودة المخرجات، مما يتطلب إعادة النظر في مضامين وطرق التكوين”.
ووصف المسؤول الحكومي السابق، المرتبة التي احتلها التلاميذ المغاربة في التقييم الدولي “بيزا” في القراءة والرياضيات والعلوم بـ “المقلقة”، منبها إلى الأثر السلبي الحالي على مستوى “هدر الزمن الدراسي في سياق حالة الاحتقان التي تعرفها المنظومة التربوية”.
وشدد الصمدي أن هذا الوضع، “يتطلب من الحكومة الاشتغال على زمن مدرسي جديد لتدارك التأخر المسجل في التعلمات، جراء الوضعية التي يعرفها القطاع، والتواصل مع الآباء والأمهات والتلاميذ والتلميذات”.
وتساءل الصمدي إن كانت هذه التحذيرات والمؤشرات المقلقة ستلقى آذانا صاغية من الحكومة والفاعلين على حد سواء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والاشتغال بوتيرة أكثر حكامة ونجاعة؟ أم سيجد المغرب نفسه من جديد في حاجة إلى برنامج استعجالي لتسريع وتيرة الإصلاح، فيكون كالتي نقضت غزلها ليلا وتتساءل عنه كلما حل الصباح؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.