8 مارس.. مندوبية التخطيط ترصد الفوارق في الأجور بين رجال ونساء المغرب

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الجمعة 8 مارس، رصدت المندوبية السامية للتخطيط، مجموعة من الفوارق بين الجنسين في مجال العمل المأجور، مشيرا إلى تفاقم فجوة الأجور بين الجنسين.

وأبرزت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سلطت من خلالها الضوء على وضعية المرأة في المغرب وعلاقتها بالفوارق المسجلة في الأجور حسب النوع وتأثير دور التمييز بين الجنسين على هذه الوضعية، أن التحليلات الواقعية لسوق العمل تظهر أن هذه الفوارق ترتبط ارتباطا وثيقا بالتسلسل الهرمي للأجور وبمميزات فردية عديدة خاصة مستوى التعليم أو الخبرة المهنية أو الفئة السوسيومهنية أو السن. وبالإضافة إلى هذه المميزات الفردية، هناك عوامل تتعلق بالتمييز الجنسي، حيث تحصل المرأة الأجيرة، في المتوسط، على أجر أقل من أجر الرجل، وذلك بمؤهلات مهنية متساوية.
سوق الشغل

وأفادت المذكرة التي توصل بها الموقع، بأنه في سنة 2019، مثلت نسبة النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و60 سنة 32.2 في المائة من مجموع الأجراء في الوسط الحضري، مبرزة أن هذه النسبة تظل أقل من تلك المسجلة لدى الرجال والتي بلغت 67.8 في المائة.
وتترجم هذه الفجوة، حسب المندوبية، على مستوى مؤشر التكافؤ بمقدار 2،1، أي من بين 31 أجيرا، هناك 10 نساء و21 رجلاً، ويتأثر مؤشر التكافؤ في سوق الشغل بشكل كبير بالتقدم في السن حيث بلغ 1،8 بالنسبة للفئة العمرية 18و29 سنة، و2،4 بالنسبة لـ 30 و 44 سنة و2،1 بالنسبة لفئة 45و 60 سنة.
وأشارت المندوبية، إلى أن التمثيلية الناقصة للمرأة بين المأجورين تعزى إلى انخفاض مشاركتها في الحياة العملية، بالإضافة إلى كون معدل نشاط النساء أقل بكثير من معدل نشاط الرجال، حيث يعرف هذا المعدل انخفاضا مستمرا على مر السنين، حيث انتقل من 30،4 في المائة في سنة 1999 إلى 21،5 في المائة سنة 2019، مشيرة إلى معاناة النساء من البطالة طويلة الأمد، 12 شهرا فما فوق، بشكل أكبر من أقرانهن الذكور، وذلك بنسبٍ بلغت 76،3 في المائة و63،8 في المائة على التوالي، ويرجع ذلك بالأساس إلى انكماش عرض العمل وما يترتب عليه من تفاقم البطالة في المناطق الحضرية.
ومن جانب آخر، أكدت مندوبية التخطيط، أن مستوى تكوين المأجورين ما يزال محدودا، مبرزة أن أكثر من نصف المأجورين (56،7%) لا يمتلكون أي مستوى تعليمي أو لم يتابعوا التعليم الثانوي. أما حسب الجنس، فتفوق نسبة الرجال (59،2%) نسبة النساء (51،5%) في هذه الفئة من المأجورين. ويُفسَّر هذا المستوى المنخفض من التأهيل بشكل نسبي بتأثير الأجيال والصعوبات التي تواجه إدماج الخريجين الشباب في سوق العمل.

وأضاف المصدر ذاته، أن النساء الأجيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و29 سنة يفُقْن نظرائهن من الرجال من حيث رأس المال التعليمي الذي يصل إلى 11 سنة من الدراسة في المتوسط بالنسبة للنساء مقابل 9،5 سنة بالنسبة للرجال. إلا أن هذا التفاوت يميل إلى التحول لصالح الرجال بالنسبة للأجيال الأكبر سنا.
وفيما يخص طول الخبرة المهنية، يظهر الفرق بين الرجال والنساء تقدما واضحا لصالح الرجال والذي يزداد مع تقدم العمر، حيث أنه في بداية الحياة المهنية، يصل هذا الفارق في المتوسط إلى 0،4 سنة بين المأجورين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، ثم يرتفع ليصل إلى عامين بين أولئك الذين ينتمون للفئة العمرية 30 40 سنة، في حين يصل إلى 2،5 سنة بين المأجورين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 سنة.
أما من حيث التكافؤ، وبالنسبة لنفس المستوى التعليمي، لا يزال المأجورون الذكور يهيمنون على سوق الشغل، إلا أن حصتهم تعرف تراجعا ملحوظا مع تحسن مستوى التعليم. وكمثال على ذلك، فإن مؤشر التكافؤ انتقل من 3،4 لذوي المستوى التعليم الابتدائي إلى 1،5 لذوي المستوى التعليم العالي.
فجوة الأجور
وفيما يخص الأجور، فقد رصدت المندوبية أن متوسط الأجر الشهري بلغ سنة 2019، 3800 درهم لكل أجير على المستوى الوطني، مع فارق ملحوظ بين المناطق الحضرية والقروية، حيث بلغ على التوالي 4500 درهم و2200 درهم. ويحصل الرجال، في المتوسط، على أجر شهري قدره 3900 درهم، مقابل 3700 درهم للنساء.
وبالنسبة للأجراء الحضريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، يبلغ متوسط أجور الرجال 4900 درهم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 23 في المائة مقارنة بمتوسط أجور النساء الذي يبلغ 3900 درهم. ومن حيث وسيط الأجر، المقدر بـ 3400 درهم للرجال مقابل 2800 درهم للنساء، تبلغ هذه الفجوة 20 في المائة لصالح الرجال.
وفي تطرقها للفجوة في الأجور حسب الفئة العمرية، فإن متوسط فجوة الأجور يتابع اتجاهًا على شكل حرف U مقلوب، مع فترة تحصل فيها النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و29 سنة على متوسط أجر أعلى بنسبة 10 في المائة من نظرائهن من الرجال.
إلا أنه، خارج هذه الفئة العمرية، تتسع الفجوة في الأجور، مما يظهر تمييزا ضد المرأة. وقد وصلت هذه الفجوة إلى أعلى مستوى لها، بفارق 41،4 في المائة بين الأجراء الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 سنة. ورغم انخفاض هذه الفجوة بالنسبة للأجراء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاما، إلا أنها لا تزال قائمة لصالح الرجال وتبقى عند مستويات مرتفعة، تقترب من المتوسط العام لفجوة الأجور، بغض النظر عن الفئة العمرية.
وحسب المستوى التعليمي، تصل الفجوة في الأجور لصالح الرجال إلى أعلى مستوياتها (42،4%) بين الأجراء دون مستوى تعليمي. إلا أن هذه الفجوة تنخفض إلى 30 في المائة بين الأجراء الذين أتموا التعليم الأساسي وتبلغ 37 في المائة بين أولئك الذين حصلوا على مستوى تعليمي أعلى. وتصل هذه الفجوة داخل هذه الفئة الأخيرة إلى أعلى مستوى لها في القطاع الخاص بنسبة 82 في المائة، مقابل 13 في المائة في القطاع العام.
وسجلت مذكرة المندوبية، أن الفجوة في الأجور تقتصر على 2،4 في المائة في القطاع العام، حيث يبلغ متوسط الأجر 8500 للرجال و8300 للنساء، فيما تبلغ هذه المتوسطات على التوالي 5400 درهم و3800 درهم، أي بفجوة تبلغ 43 في المائة، في القطاع الخاص.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.