بعد “لويزات” الشوباني و” طابليت وصابو” يتيم.. ماذا يقع في الفيسبوك؟

عبد المجيد أسحنون

من الملاحظات اللافتة للانتباه في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، اهتمام نشطائه بقضايا هامشية تميل نحو الشخصنة وتضمر قذفا في الاعراض وتطاولا على النيات، وبالمقابل تهجر الجوهر وتطلق طلاقا بائنا ” المعنى”، وتركيز على الأمور الثانوية التي لا تفيد المغاربة في شيء، خصوصا إذا تعلق الأمر بأعضاء حزب العدالة والتنمية، سواء كانوا منتخبين محليين أو برلمانيين أو وزراء.

من الواضح أن هذا الأسلوب الذي أصبح يستهدف أعضاء العدالة والتنمية بالأساس، يهدف إلى رسم صورة نمطية عن أعضاء هذا الحزب، في أذهان المغاربة، وذلك بعدما نجح هؤلاء في نحت صورة متميزة وتقديم نموذج متفرد في تدبير الشأن المحلي والعام، مبني على الجدية والمسؤولية ونظافة اليد، مما يجعل هذه المحاولات نوعا من استهداف الرأسمال الرمزي الذي بناه ابناء العدالة والتنمية لبنة لبنة.

من الأمثلة التي سوقها بعض نشطاء الفضاء الأزرق على نطاق واسع، “تناول الشوباني للمكسرات وهو يسير أحد اجتماعات مجلس جهة درعة تافيلالت”، وكذلك “ظهور يتيم في إحدى جلسات الحوار الاجتماعي  “محيد الصابو” وهو يكتب على “لوح الأيباد”.

عن خلفيات هذا الجنوح نحو القشور، أوضح المحلل السياسي خالد يايموت، أنه منذ سنة ونصف تقريبا ظهر طرف جديد في الفايسبوك، بعدما كان مقتصرا على طرفين أساسيين أولهما الدولة وثانيهما شباب يؤمن بالمشاركة السياسية ويتداول أفكاره في الفضاء الأزرق، هذا الطرف الثالث يضيف يايموت الذي يضم شخصيات مثقفة تشتغل في عدة مجالات مثلا الصحافة، يخدم أجندات مرسومة هدفها إفراغ الفايسبوك من القضايا السياسية.

وأبرز يايموت الذي اشتغل منذ مدة على تتبع التحولات التي يشهدها الفضاء الأزرق، في تصريح لpjd.ma، أن الوافد الجديد على الفايسبوك، يعمل من أجل توجيه الشباب إلى إثارة قضايا ذات طبيعة سطحية، والهدف ليس هو فقط توجيه الرأي العام، بل خلق معارك ليست ذات طبيعة سياسية، حيث تكون مشخصنة أو فيها الكثير من العنف المعنوي تجاه الشخصيات العامة أو بعض الأحزاب والهيئات السياسية، والهدف هو خفض مستوى التسييس الذي يحدثه الشباب المنتمي إلى الطرف الثاني المذكور.

وفسر يايموت استهداف أعضاء العدالة والتنمية المتواجدين بمواقع المسؤولية، بكون نَفَس العدالة والتنمية هو نفسه النفس الذي يعبر عنه شباب الفايسبوك، والذي يقوم على المطالبة بالحرية وإقرار العدالة الاجتماعية، ثم “لأن هؤلاء الأعضاء من الشخصيات العامة، كما أن أي حديث عن العدالة والتنمية يكون له صدى كبيرا في الفايسبوك”.

ونبه المتحدث، إلى أن ما يقوم به هذا الطرف الطارئ على الفايسبوك، ليس عفويا، وليس عملا عشوائيا بل هو عمل مؤسساتي منظم، متوقعا أن يكون مهنة لبعض أفراده الذين يسترزقون منه، خصوصا أنه يضم شخصيات عامة لها وزنها المعتبر.

واستدرك يايموت، ولكن على الرغم من المجهودات التي يبذلها هذا الطرف، إلا أن نجاحاته لحد الآن “جد محدودة” على مستوى الواقع، كما أن توسعه بطيء جدا، حيث أن نفس الشخصيات هي التي تقوم دائما بنفس الدور.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.