مدونة الأسرة.. بوكمازي: وهبي يتدخل في اختصاص ملكي حصري وما صرح به “غير مسؤول”

أكد رضا بوكمازي، عضو لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب السابق، أن تصريح وزير العدل عبد اللطيف وهبي بمجلس النواب، الداعي فيه لمن أسماهم بالبرلمانيين الحداثيين إلى المسارعة في المصادقة على التعديلات المنتظرة على مدونة الأسرة، هو “تدخل مباشر في اختصاص ملكي حصري”.
وأضاف بوكمازي في تصريح لـ pjd.ma، أن الملك حين أعطى انطلاقة ومباشرة ورش مراجعة مدونة الأسرة حدد منهجية هذه المراجعة، على أساس أن خلاصات عمل اللجنة ستُرفع إلى جلالته، ومن خلالها يمكن أن تأخذ المسار التشريعي، وفق المرجعية والثوابت التي تقوم عليها الدولة، وفي انضباط للتوجيهات الملكية ذات الصلة.
وقال بوكمازي إن تصريح وهبي يدفعنا للتساؤل إن كان قد اطلع على مشروع مدونة الأسرة الجديد قبل أن يعلِن عنه جلالة الملك أمير المؤمنين بصفة رسمية وبصفته هاته؟ وهل هو بهذا يستدرك على المؤسسة الملكية؟ داعيا إياه إلى أن يكون واضحا مع المواطنين.
من جهة ثانية، يردف عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تصريح وهبي هو إعلان صريح عن فشله، وأنه خلال أول استحقاقات انتخابية مقبلة سيتم لفظ هذا التيار الذي أسماه حداثيا.
وتأسف بوكمازي لكون وهبي لم يتقيد بالشروط التي يفرضها موقع وزارة العدل، إذ أن لها في الهندسة الحكومية مكانتها الخاصة وموقعها الاعتباري، ومن ذلك الأسماء الوازنة التي مرت من ذلك الموقع، والذين كانوا يتعاملون بحس كبير من المسؤولية مع منصبهم الوزاري، بخلاف ما يفعل وهبي الآن.
وشدد بوكمازي أن وهبي أبان عن تعامل لا يليق به وبمكانته، وكان يفترض أن يتجاوز العديد من الأشياء التي وضع فيها نفسه ووزارة العدل في الفترة الماضية، سواء ما تعلق بامتحان المحاماة، أو جمعه لجمعيات ذات توجه أحادي لمساندته في أفكاره بخصوص المدونة، أو غيرها.
وشدد المحامي والبرلماني السابق، أن وهبي ما دام عضوا في اللجنة الملكية المكلفة بتعديل مدونة الأسرة، فإن الأصل أن عليه واجب التحفظ، وإن كان يريد أن يتحدث عما يعكس وجهة نظر سياسية، فيمكن أن يتم ذلك عن طريق الحزب وليس عبر الوزارة.
ومن الناحية الأخلاقية، يقول بوكمازي، فإن وهبي ملزم، بخصوص الخلاصات، باحترام أو انتظار الإعلان الرسمي عنها، حتى تصبح ملكا للعموم، وحينها هو لن يكون بحاجة إلى هذه الدعوة التي وجهها للبرلمانيين، لأنه يمتلك الأغلبية العددية الكافية للتصويت على أي تعديل، إلا إن كان مقتنعا أنهم لن يصوتوا على شيء مخالف للثوابت، وفي اعتقادي أنه لن يكون في المدونة ذلك، لأن الكلمة الأخيرة بخصوصها هي لجلالة الملك، وهذا مبعث اطمئنان للمواطنين.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.