العصر الأموي..

13.12.03
نشرت يومية الخبر في عدد الاثنين 2 دجنبر 2013 مقالا في عمود “على حسابي” لكاتبه مخلص الصغير في موضوع “العصر الأموي” في إشارة إلى محمد نوبير الأموي الذي أعيد انتخابه على رأس نقابته، وهذا نصه:

تم الإعلان، أول أمس السبت، عن اسم الزعيم النقابي محمد نوبير الأموي، خلفا للأموي، مرة أخرى، وللمرة الخامسة، سيستمر الأموي على رأس النقابة التي أسسها منذ 35 سنة من اليوم، وليكون رجل الشاوية هو الزعيم الأبدي والأوحد للنقابة، على خطى الراحل المحجوب بن الصديق، الذي دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، باعتباره أكبر وأقدم زعيم نقابي، قبل أن يدخل إلى مثواه الأخير.

لم يكن الأموي، بمناسبة المؤتمر الخامس لنقابته، والذي جرت وقائعه نهاية الأسبوع الماضي، في حاجة إلى صناديق الاقتراع، ولا إلى جمع أنصار، ولا إلى قيادة لائحة في مواجهة أخرى. لم يكن في حاجة إلى مناورات، ولا إلى خطابات ولا إلى تقديم برنامج نقابي، أو وعود، أو ورود، يخطب بها ود المؤتمرين. ذلك أن 1812 مؤتمرا طلبوا من محمد نوبير الأموي الاستمرار في قيادة النقابة لولاية جديدة، بينما عارض هذا التوجه ثلاثة مؤتمرين فقط.

والحق أن من يعرف الأموي، ويقدر نضالاته وبطولاته، ومواقفه النبيلة، سوف يتفهم توجه المؤتمرين، وقناعتهم بأهمية استمرار الزعيم على رأس النقابة.
ومن يؤمن بالديمقراطية، ويعرف قواعدها، عليه أن يعترف بأن ما قام به المؤتمرون يمنح شرعية ديقمراطية للأموي، لأن أساس الديمقراطية هو احترام رأي الأغلبية. والحال أن أغلبية شبه مطلقة قد طلبت من الزعيم التاريخي الاستمرار في المستقبل، حيث أوضح رئيس المؤتمر، بوشتى بوخالفة، أن ثلاثة مؤتمرين، فقط، من أصل 1815، هم الذين عارضوا مطلب استمرار الأموي كاتبا عاما للنقابة لولاية جديدة.

وكما أنه لا يحق لأحد أن يتدخل في قرار المؤتمرين و”المؤتمر”، الذي هو سيد نفسه، وهو أعلى هيأة تقريرية في كل منظمة، سياسية أو نقابية أو جمعوية، فإن المؤتمرين هم الذين يتحملون مسؤولية اختياراتهم وقراراتهم التي يتخذونها. أما نحن، فلا نلتمس من الأموي سوى التقليل من الإضرابات والسلام.

غير أن ما كان مثيرا حقا في تصريح بوشتى بوخالفة، عن رئاسة المؤتمر، هو قوله إن المؤتمرين “طلبوا من السيد الأموي مواصلة مهامه على رأس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في انتظارعقد مؤتمر استثنائي تنظيمي لتعيين كاتب عام جديد للكونفدرالية”. فهنا، نكون أمام مفارقة بالفعل، ذلك أن المؤتمر الاستثنائي إنما هو استثنائي، كما هو اسمه، والأصل هو المؤتمر الجارية أشغاله، غداة تصريح رئيس المؤتمر. وكان أولى أن يتم الحسم في اسم الكاتب العام الجديد، أو تجديد الثقة في الكاتب العام الحالي، عن طريق صناديق الاقتراع، أو بالإجماع.

 وفي جميع الحالات، أن يتم انتخابه، لا مجرد أن يتقدم المؤتمرون بملتمس للزعيم لكي يظل زعيما. ذلك أن المادة 30 من القانون الأساسي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل جعلت من مهام المؤتمر أنه “ينتخب الكاتب العام”. ما يعني، بمفهوم المخالفة، أنه لا يسمى كاتبا عاما ما لم يكن منتخبا.

وعموما، فإن المؤتمر الاستثنائي إنما ينعقد بعد ثلاثة أشهر من انتهاء أشغال المؤتمر، ولا يمكن البحث عن استثناء من داخل الاستثناء. والخلاصة هي أن الأموي سوف يتسمر إلى غاية السنة المقبلة، بينما لا نزال نعيش هذه السنة في العصر الأموي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.