شوباني لـ”صحيفة الناس”: الفكرة المغاربية خيار استراتيجي

20-02-14
أجرت يومية “الناس” في عددها الصادر يوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، حوارا مع الحبيب شوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا :

1 – ينعقد المنتدى المغاربي الخامس هذه السنة في ظرفية وتوقيت دقيقين ويتزامن مع الانخراط في إعادة توجيه الأنظار نحو الاتحاد المغاربي، ما هي دلالة ذلك؟
** المحطة الخاصة للمنتدى تؤكد على طابع الاستمرارية وتبين على المجهودات التي يبذلها المجتمع المدني، وهذا الأسبوع شهد ثلاثة أنشطة مغاربية كبرى، اثنان في مراكش وثالث بوجدة، مما يدل على أن المجتمع المدني يتملك الفكرة المغاربية، وبدأ يسترجعها من أيدي السياسيين، مما يؤكد أن الشعوب اليوم تحقق تقدما نحو مطلب الاندماج المغاربي، ما سيكون له تأثير على صناع القرار. وهناك فكرة قيد التشكل متعلقة بالبرلمانيين من أجل الاتحاد المغاربي، وهناك ديناميات متعددة اليوم تشكل ضغطا لاستعادة الفكرة المغاربية، واليوم الإنجازات الدستورية في المغرب وفي تونس تؤكد أن الشعوب تربح مساحات على مستوى الوثيقة الدستورية، وخيار الفكرة المغاربية خيار استراتيجي، وهو جواب على إشكاليات متعددة مرتبطة بتقدم وسلم هذه المنطقة من العالم.
 
2 – هل يود المغرب توجيه رسالة إلى جهة معينة باحتضانه لعدد من الملتقيات المغاربية والعربية في التوقيت نفسه؟
** الفكرة المغاربية هي فكرة متسامية، وتقول إن على الجميع أن يرتفع إلى مستوى هذه الفكرة وإن الشد إلى الأسفل لا يعمل إلا على تضييع الفرص، الخطاب السابق كان خطابا أكثر عاطفية ومرتبطا أكثر بمنطق الأخوة، أما اليوم فإن الكلمة للغة المصالح المشتركة ولتشكيل رافعة أساسية، لأن جيل اليوم من فعاليات المجتمع المدني ورجال الأعمال لهم مطالب مرتبطة بالاستثمار وفرص العيش الكريم وبالشغل والفكرة المغاربية تقدم جوابا على هذه الإشكالات، وبالتالي سيقع نوع من التوازن بين الفكرة العاطفية والبناء الثقافي والمشترك اللغوي والمشترك الديني، ومن ثمة سيصير البعد المرتبط بالكرامة والحرية والتقدم والديمقراطية مطالب ضاغطة، والمجتمع المدني يلعب دورا جبارا في هذا الاتجاه، مما سيضطر السياسيين في مختلف المؤسسات المغاربية إلى الأخذ بعين الاعتبار أن هناك تغييرا في المجتمعات ولا بد من التجاوب معه.

3 – في سياق الحديث عن التغيير، يرى الملاحظون أن هناك تغييرا في الرؤية الدبلوماسية المغربية من خلال توجيه المغرب أنظاره نحو المغرب العربي بعد إفريقيا، هل هذا صحيح؟
لقد كان المغرب دائما وفيا وصادقا في انفتاحه ورغبته في الاندماج المغاربي، ولكن للأسف إشكالات سياسية مصطنعة في ظروف معينة هي التي جعلت الأمم تتعثر، وإلا فإن المغرب منسجم مع اختياراته الوطنية ومع دستوره ومع كل مواقفه من القضايا المغاربية، فالمغرب لم يكن في أي مرحلة من تاريخه عنصرا مربكا لأي عملية في أي دولة من الدول، بل هو كان ضحية لهذه الإرباكات. واليوم نأمل أن تشتغل القيادات المغاربية بمنطق جديد.
حاورته / لمياء بحر الدين

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.