هيا نقبض على خصوم لشكر !

14.03.01

بقلم/ حميد زيد

زعيمي وقائدي إدريس لشكر. أنا في الخدمة. لقد ضبطت عشرة اتحاديين بالجرم المشهود في «فايسبوك». الأوغاد كانوا ينتقدونك، فوضعت تحت أسمائهم علامة حمراء. نم قرير العين يا أيها القائد، دوري أن أكشفهم واحدا واحدا لتؤدبهم. أنا الآن أتتبعهم في «تويتر»، وأي صيد ثمين أحصل عليه سآتي به في الحين إلى مقر الحزب في حي الرياض. لا تشغل بالك بصغائر الأمور، أترصدهم في المقاهي والمواقع الإلكترونية وفي الشارع، ومعي الدليل القاطع على خيانتهم للحزب ولأرواح الشهداء. قل لي كم تريد من اتحادي، وسأحضرهم لك مكبلين مصفدين. عشرة. عشرون. اأمرني ولن أخيّب ظنك، أنا أتربص بهم في كل مكان، حتى وهم نائمون أرى أحلامهم وأسمعها، وسآتيك بها مسجلة وموثقة، كي نحاكمهم ونقلنهم درسا لن ينسوه، وكي لا يفكروا في التطاول عليك مرة أخرى. لقد انتهى عهد القيادات التاريخية، وأنت الآن هو الزعيم والقائد الضرورة، قل لي هل تريد اليازغي الأب؟ وسآتيك به. هل تريد ابنه؟ إشارة منك وسأنفذ. هل تريد الزايدي؟ شبيك لبيك وها هو عندك. أنا تحت أمرك، هل تريد بوبكري؟ إني أتتبع تحركاته كل يوم في أكدال، وليس صعبا القبض عليه. أما هؤلاء الشباب المتنطعون الذين يسيئون إليك في كل مكان، وبسبب أو بدونه؛ فبمقدوري أن أقبض عليهم بالجملة، عندي جهاز يشمهم ويقودني إليهم، سأستدرجهم دفعة واحدة لنحاكمهم محاكمة جماعية. إنهم غير ديمقراطيين ويرفضون نتائج صناديق الاقتراع، حفدة البلانكية والنزعة التآمرية، لقد أفقدتهم شعبيتك الكاسحة صوابهم، وأراهم يتخبطون ويصرخون ويطلبون النجدة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكننا لهاته الشرذمة المعزولة بالمرصاد، وسنقضي عليها، ليبقى الاتحاد قويا حرا ديمقراطيا اشتراكيا، بأبنائه المخلصين لإدريس لشكر، الذي سقط كقدر من السماء ليبعث الروح في الحزب وليوحد اليسار وليتحالف مع حميد شباط، رجل المرحلة، الذي نتقاسم معه روح الوطنية والتقدمية ونزعة التحرر. اتركهم يجتمعون في بوزنيقة، ولا تشغل بالك، اتركهم يحتجون كما يشاؤون، وهناك سنؤدبهم، بعد أن يقعوا كلهم في الفخ، سنحملهم إليك صاغرين، ومتلبسين؛ فالاتحاد الاشتراكي ليس لعبة، وهو لنا ونحن أصحابه. وبعد أن تتخلص منهم جميعا، سيخلو لك الجو وستنعم بالراحة، لتشتغل على القضايا الكبرى والمصيرية بهدوء ودون أن يعكر صفوك أعداء الاستقرار والنجاح والديمقراطية. سيكون الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رائعا ومنسجما بك وبأسرتك الكريمة، وببديعة الراضي وحنان رحاب وعبد الكريم بنعتيق. هؤلاء فيهم الكفاية، لا نحتاج إلى ضجيج وشوشرة في الحزب. ولأصدقك القول، فمشكلة الاتحاد الاشتراكي كانت دائما في أصواته الكثيرة، وتياراته وولاءاته التي لا تعد ولا تحصى، ولم يكن يوما واضحا. كانت هناك زحمة، واتحاديون في الخارج، وآخرون في الداخل، وتيار مع بوعبيد، وآخر ظل ينتظر عودة الفقيه البصري، وآخرون في السجن، ومئات من الغاضبين الذين لا يعجبهم شيء. أما الآن، وبعد أن نقبض على الاتحاديين المارقين في «فايسبوك» ونؤدبهم ونوبخهم؛ وبعد أن ننصب لهم فخا في قصر المؤتمرات، سوف يصبح بإمكان الحزب الاجتماع بهدوء، ولن يحتج أحد على صورك الجميلة وأنت تبتسم في المقرات، وستخطب خطبتك، وستصفق بديعة الراضي، وستأخذ حنان رحاب نقطة نظام، وسيعقب عليها بنعتيق، وسيمر كل شيء في جو حميمي ومتضامن وهادىء في إطار الأخوة الاتحادية والاحترام والتقدير لكل المناضلين. لا يعلم هؤلاء المتنطعون في «فايسبوك» أن الأحزاب الحديثة لم تعد في حاجة إلى أعضاء كثر؛ فالقلة اليوم هي التي تصنع الفارق، واتحاد اشتراكي فارغ أفضل مائة مرة من اتحاد مملوء ومزدحم. ولجهلهم، فإنهم لا يعرفون أنه يمكنك أن تنظم مظاهرة بكراء المحتجين، وهناك شركات كثيرة تقدم هذه الخدمة. كما بمقدورك أن تشتري نقابة جاهزة، وقطاعا مفروشا، وشبيبة لا تهش ولا تنش، ومثقفين فريلانس، وهناك مهنة جديدة خاصة بمموني الأحزاب. وقد ظهرت كل هذه الاختراعات الجديدة، المواكبة للحداثة وللربيع العربي، كي لا يأتي أحد ويحاول عرقلة مسيرة التنظيمات السياسية الناجحة لمجرد أنه لم يصبح كاتبا أول. ششششش، ها هو اتحادي يتقول على زعيمي وقائدي، ششششش، ها أنا أستدرجه إلى المصيدة، ها هو قد وقع، أدبه يا إدريس لشكر، سلط عليه حنان رحاب وبديعة الراضي ليشبعاه ضربا، ولكي لا يفكر مرة أخرى في خرق قوانين الحزب الداخلية، والإساءة إلى القيادة المنتخبة ديمقراطيا. هذا عهد جديد، واتحاد في حلة جديدة، ومن لم يلتزم، ومن لم ينصع، ومن يوشوش، ومن يكتب «تغريدة» أو «ستاتو» دون أن يستأذن؛ فليتوقع العقاب، إننا نتجول في «فايسبوك» ليل ونهار، ونفتح العلب الإلكترونية، وكل من تورط أو همس بكلمة، فلن يلوم إلا نفسه، وسنقطع أية يد تحاول أن تعبث بالحزب. ومن أجل هذا الغرض، أنشأنا خلية استعلامات، أين منها الديستي، كل حركة، كل نأمة، نسمعها ونؤدب صاحبها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.