محمد العثماني يكتب: الديمقراطية المفترى عليها “من جمعية لكل الديمقراطيين إلى التحالف من أجل الديمقراطية “

 

محمد العثماني*

11-10-17
  لا أحد ينسى  أعجب عجائب الديمقراطية المغربية التي حصلت سنة 2007 عندما حصدت لائحة الهمة المقاعد الثلاثة لدائرة الرحامنة، بعدها بقليل أسس جمعيته ” لكل الديمقراطيين  ” التي أصبحت في خبر كان” حيث جمع فيها   شتات الماركسيين اللينينيين الذين لم يبق لهم من مبادئها إلا العداء للدين ، ليطلع على المغاربة و يبشرهم بأن هدف الجمعية هو جمع كل الديمقراطيين الحداثيين من كل الأحزاب للتصدي للمشروع الظلامي  الرجعي  الذي تدعو له الجماعات  و الأحزاب الإسلامية ” حزب العدالة و التنمية ” حينها ما فتىء  يصرح عرابو الجمعية بأن جمعيتهم لن تتحول في يوم من الأيام إلى حزب سياسي ، لكن ما إن اقتربت الانتخابات الجماعية حتى فوجئ  المغاربة بمولود في فمه ملعقة من ذهب ” PAM ” ( حقيقة الترجمة هي حزب الإدارة المغربية ) وفي وقت قياسي أصبح هذا الحزب  الأول بأكبر عدد من النواب البرلمانيين ضدا على المادة 5 من قانون الأحزاب نتيجة الترحيل السياسي وليس الترحال لأن الترحال فعل إرادي أما الترحيل فهو فعل إداري !!!
 حينها بدأت ملامح نفق مظلم أريد للمغرب أن يدخله لولا لطف الله الذي فتح عيون المغاربة على نور يأتي من الشرق العربي . فبعد انطلاق حركة 20 فبراير و خطاب 9 مارس استبشر المغاربة بتغيير يلوح في الأفق بدت ملامحه الإيجابية في دستور فاتح يوليوز .
 لكن ــ و للأسف ــ  فمباشرة بعد التصويت على الدستور بدأ عرابو الحزب يخرجون من قواقعهم ( التي دخلوها نتيجة الشعارات  التي رفعها الشباب في كل المدن المغربية تطالبهم بالرحيل ) و يستأنفون التخطيط من جديد لتنفيذ مشروعهم الساعي إلى محاصرة التيار الإسلامي الذي يتزعمه سياسيا حزب العدالة و التنمية .
و مع بداية العد العكسي لانتخابات 25 نونبر يفاجأ المغاربة بمولود جديد جسديا ولكنه قديم جينيا  ،إنه تحالف الأحزاب الإدارية الأربعة ، و بعد مدة وجيزة أريد لهذا المولود أن يكبر بسرعة فأجريت له عملية جراحية أخرجت منه شيخا هرما اسمه G8 و أطلقوا عليه اسم ” التحالف من أجل الديمقراطية ” . لكن من رحمة الله أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ، فعندما أرادوا إضافة الأربعة لم يجدوا أمامهم إلا  ” قيادات حزبية ” لم ترض بنتائج الديمقراطية داخل أحزابهم الأصلية فانشقوا عنها ليأسسوا لأنفسهم كيانات سميت أحزابا ليعيشوا وهم الزعامة .
و أخيرا و ليس آخرا فإن ما بني على باطل فهو باطل ولذلك أجزم بأن هذا التحالف الهجين مآله إن شاء الله الفشل كما كان مآل جمعية كل الديمقراطيين لأن الديمقراطيين منها براء.

*  مستشار بجماعة وجدة

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.