حامي الدين يكتب : كلنا مقاومة..

عبد العلي حامي الدين*
عوفير برانشتاين اسم دخل التاريخ المغربي وووثق للحظة إجماع غير مسبوقة في مناهضة التطبيع ورفض كافة أشكال العلاقة مع العدو الإسرائيلي..
الحمد لله، في بلادنا لم يعد بيننا من يريد التطبيع مع العدو الصهيوني، فكلنا مقاومة وكلنا ضد التطبيع، فقط بعض الإسلاميين من حزب العدالة والتنمية “حاولوا أن يقيموا علاقات تطبيعية مشبوهة”، حينما استضافوا شخصية فرنسية يهودية تحمل جنسية مزدوجة فلسطينية وإسرائيلية، وربما أرادوا أن يمر ذلك في السر..
لكن،  نجحنا ـ بحمد الله ـ  بمساعدة بعض الأجهزة الإعلامية أن نفضح نواياهم الخبيثة وأن نكشف مخططاتهم التطبيعية، بفضل يقظة مؤسسات المجتمع المدني وأيضا بعض المؤسسات الحيوية في الدولة..
ونجحنا أيضا في احتلال مساحات هامة من الإعلام العمومي بهذا الخبر الذي نزل كالصاعقة على الجميع بمن فيهم مناضلي حزب العدالة والتنمية الذين فاجأهم الخبر ولم يدر في خلدهم أن قيادتهم السياسية قد تكون متورطة في التطبيع مع العدو الصهيوني..
ونجحنا أيضا في تحويل شعارات الشباب المنتسب إلى حركة 20 فبراير من شعارات مطالبة بالحرية والكرامة والديموقراطية إلى شعارات لسب عبد الإله ابن كيران ووصفه بموالاة الصهيونية…
بل نجحنا أيضا في خلق نقاش هام داخل حزب العدالة والتنمية لتحديد المسؤوليات والوقوف عن من كان وراء ارتكاب هذا الجرم الشنيع في حق المغاربة، كاد أن يتحول إلى تبادل للاتهامات وللنوايا..لولا لطف الله.
نعم الجميع اليوم ضد التطبيع ولاحق لحزب العدالة والتنمية في الخطإ، فالتطبيع خط أحمر..
صحيح أن التيارات الإسلامية والقومية والوطنية كانت في مقدمة مناهضي التطبيع، وعملت على فضح مختلف أشكال الاختراق الصهيوني، وصحيح أيضا أن حزب العدالة والتنمية ملأ الدنيا بالضجيج وهو يقاوم كافة أشكال التطبيع، لكن الجميع اليوم أصبح ضد التطبيع ولم يعد يقبل باستضافة أي يهودي يحمل جنسية إسرائيلية حتى ولو كان متعاطفا مع القضية الفلسطينية وحتى ولو كان يحمل جوازا فلسطينيا..ولا حق لحزب العدالة والتنمية وغيره في احتكار هذا الشرف…
نعم، لا يمكن أن نسكت اليوم على استضافة أي فنان أو رياضي أو محاضر إسرائيلي أو عضو في الكينيست، وكيفما كانت الجهة المستضيفة، حتى ولو كانت حزبا يقود الحكومة..
لقد ولى زمان التطبيع مع العدو الصهيوني، وآن الأوان لرفع درجة اليقظة والحذر من كافة أشكال الاختراق الصهيوني، ولم يعد هذا النضال محصورا في أبناء الحركة الإسلامية أو بعض مناضلي اليسار..
لا..لا.. كلنا ضد التطبيع، حتى ولو كنا في السابق غير ذلك، حتى ولو كنا نستقبل الإسرائيليين بالأحضان في السر والعلن، حتى ولو كنا وراء بعض العلاقات التجارية مع شركات إسرائيلية، حتى ولو كنا فتحنا صحفنا وجرائدنا لاستجواب قادة صهاينة..
اعذرونا فذلك كان في السابق، اليوم كلنا ضد التطبيع، بل كلنا مقاومة..
ومن قال العكس فبيننا وبينكم الزمان….


*عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.