الأخ الأمين العام ذ. عبد الإله ابن كيران في مهرجان احتفالي وخطابي حاشد بأكوراي

 

الأخ الامين العام في مهرجان احتفالي وخطابي حاشد بمدينة أكوراي المجاهدة

 

نطالب بتصفية الأجواء السياسية، وإطلاق سراح رشيد نيني وباقي المعتقلين المظلومين على خلفية أحداث 16 ماي

نشطاء 20 فبراير إخواننا  وحركتهم هي إحدى الأسباب الرئيسية لخطاب 9 مارس، ولخروج المعتقلين السياسيين

نحذر إخواننا في 20 فبراير من مغبة التعريض بالملك والملكية، لكونهم قد يصبحوا بخروجهم عن المشروعية فاقدين للشرعية والشعبية

إلى شباب 20 فبراير أقول:”طالبوا بالإصلاح، وطالبوا بإسقاط الفساد والاستبداد، وتأكدوا أن سر المغرب في وحدته

نرفض العنف المبالغ فيه الذي تتعامل به الدولة مع المظاهرات السلمية

 

 

03 ـ 06 ـ 2011

حل الأخ الأمين العام ذ.عبد الإله ابن كيران بمدينة أكوراي   )حوالي 30 كلم جنوب شرق مكناس  (  ، بعد عصر يوم الجمعة 3 يونيو 2011.

ووسط مهرجان احتفالي وخطابي حاشد اكتظت به جنبات ساحة السوق المركزي للمدينة، عبر الأخ الأمين العام عن سعادته بوجوده وسط إخوانه من ساكنة أكوراي “بعيدا عن التلوث البيئي والسياسي الموجود بالرباط”، وأكد للجمهور الغفير الذي تجاوب مع دعواته للإصلاح، أن حزب العدالة والتنمية هو حزبهم، وأشاد بالفرق الشعبية المحلية التي قدمت أهازيج وأناشيد هادفة سياسية واجتماعية، وباللغتين الأمازيغية والعربية في افتتاح فعاليات المهرجان، معتبرا هذا المزج بين اللغتين دليلا على تآخيهما الذي رسخه الإسلام منذ 14 قرنا. وقال:”إن كل نزاع بين مستعملي اللغتين يصب بالتاكيد لصالح جهة ثالثة أنتم تعرفونها.

كما أجاب الأخ الأمين العام في استهلال كلمته عن مختلف المشاكل التي تغنت بها كل من فرقة كراوان وفرقة بني مطير، حيث أثارت قضية مدونة الأسرة، وحقوق المرأة، وعزوف الشباب عن الزواج، ولم يفتها التغني أيضا بخطاب 9 مارس، معبرة عن وعي سياسي بقضايا الواقع المعيش. وفي هذا الإطار، توقف الأخ الأمين العام عند قضية حقوق المرأة، معبرا عن تثمينه للمكانة التي أضحت تحظى بها، وببلوغها مختلف مراكز القرار، وقال:”إن هذا الأمر لم يحل يوما دون حفاظنا على العرض والأخلاق والكرامة وكذا على الأسرة المغربية”.

  

وعن الظرفية السياسية التي يمر بها العالم العربي اليوم، لم يخف الأخ الأمين العام كونها ظرفية حرجة، مؤكدا في نفس الوقت أن شكل الحكم الذي كان شائعا في دول العالم الثالث وخاصة في الدول العربية والإسلامية، والذي كان مبنيا على التحكم في الخيرات وفي النخب،  قد ولى إلى غير رجعة.

وانتقد الأمين العام في هذا السياق حكام العرب الذين قهروا شعوبهم، وتحكموا في ثروات بلدانهم، قبل أن يتحولوا إلى لاجئين أو مساجين أو في الطريق إلى أحد الأمرين. كما ترحم بنفس المناسبة على الشاب البوعزيزي الذي قال إنه أطلق شرارة انعتاق الشعوب العربية والإسلامية التي لن تتوقف، وقال:”إننا نعيش اليوم مرحلة جديدة أشبه بمرحلة طردنا للاستعمار”.

وعن الوضع السياسي بالمغرب، أكد الأخ الأمين العام أن بلادنا لا زالت تنعم بفرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، معتبرا الملكية عنصر استقرار أساسي للخروج من عنق الزجاجة. وذكر ذ.عبد الإله ابن كيران في هذا الإطار، بتاريخ الملكية وعراقتها في المغرب، كما ذكر بعراقة وأصالة المغرب الذي التف دائما شعوبه بملوكه. ثم توقف ابن كيران عند محطة 9 مارس والخطاب الملكي التاريخي، منوها بمضامينه وبإتاحته الفرصة للشعب عبر البرلمان أن يحاسب حكومة منتخبة منبثقة عن انتخابات نزيهة، وقال في هذا الإطار:”إذا لم يتحقق هذا الأمر فتأكدوا أننا سنصوت بـ”لا” على الدستور.

 

حركة 20 فبراير حظيت أيضا بنصيب من كلمة الأمين العام، حيث وصف نشطاءها بأنهم “إخواننا، ونحن شعب واحد، ونحن جميعا ضد الظلم والطغيان والتصرف في الأموال والحريات والأحزاب السياسية”، وأضاف:”اليوم أمامنا فرصة تاريخية للقطع مع الماضي البئيس، وحركة 20 فبراير موقفها إيجابي، وهي إحدى الأسباب الرئيسية لخطاب 9 مارس، وهي أيضا أحد الأسباب لخروج المعتقلين السياسيين”، محذرا إياهم في نفس الوقت من مغبة التعريض بالملك والملكية، لكونهم قد يصبحوا بخروجهم عن المشروعية فاقدين للشرعية والشعبية.

 وشدد ذ.عبد الإله ابن كيران على أهمية مطالب شباب 20 فبراير، وقال:”طالبوا بالإصلاح، وطالبوا بإسقاط الفساد والاستبداد، وتأكدوا أن سر المغرب في وحدته، وأننا بسعينا لضمان استقرار بلدنا نسعى لنحرز التقدم، ولأننا لا نريد أن نرجع خطوة إلى الوراء.

وعن مظاهراتهم السلمية، أكد الأخ الأمين العام مساندته لها في إطار احترام القانون، وأعرب عن رفضه للعنف الذي تواجهه بها الأجهزة الأمنية في بعض الأحيان، ودعا عاهل البلاد إلى إصدار أوامره لوقفها، سعيا إلى وحدة البلاد أحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا وعموم الشعب، وحرصا على استقرارها وتقدمها”.

 

ومن جانب آخر، انتقد الأخ الأمين العام أولائك الذين وصفهم بكونهم كانوا يدعون الدفاع عن الملكية، وقال:”حينما ظهرت حركة 20 فبراير لم يعد يظهر لهم أثر”، وتساءل:”هل كانوا فعلا يدافعون عن الملكية أم كانت الملكية تدافع عنهم؟”. كما انتقد سلوكات بعض السياسيين الذين لا يعبئون بفقير أو مسكين أو أرملة أو بعموم المهمشين..

 

وجدد الأمين العام تشكيك حزب العدالة والتنمية في من كان وراء أحداث 16 ماي، مذكرا بكونها شكلت محطة لانطلاق مسلسل التراجعات بالمغرب، حيث ظهر من يتحدث عن التهريب الديني، وحاول الأخذ بتلابيب الدولة من اجل ضمان تحكمها في الأموال، وفي الاقتصاد وفي الثروة. واستحضر الأخ الامين العام سؤالا لرفيق دربه نائب الأمين العام ذ.عبد الله باها، الذي قال مخاطبا مسؤولا كبيرا عن سياسة التحكم في المشهد السياسي:”لقد كانت وزارة الداخلية تسير الأحزاب ولكن الذي وقع اليوم أن حزبا سياسيا أصبح يسير وزارة الداخلية”.

وفي كلمته النافذة، جدد الأمين العام إدانته لسلوك الهمة ومحاولته الهيمنة على الساحة السياسية، وقال:”لقد مضى وقت “الرجولة” لمواجهة الهمة بعد أن ضعف، غير أن التاريخ سيظل يذكره لإنه ألحق ضررا بالغا بالبلد، لا يعالجه إلا أن تكون له الشجاعة ليحل هذا الحزب المشؤوم كما بدأه”، وأضاف:”لا أحد يمكنه توقع ما الذي كان سيحصل لو أن أحداث تونس ومصر لم تأت إلا بعد سنتين أو ثلاث من تمكن حزب الهمة من كل أهدافه”، مستنكرا نشأة هذا الحزب بطرق غير قانونية وتناميه واتخاذه من محاربة مشروع العدالة والتنمية برنامج عمل لنسف كل تحالفاته فيما بعد الانتخابات الجماعية لسنة 2009.

 

وعن موضوع الانتخابات القادمة، جدد الأمين العام رفض حزب العدالة والتنمية للوائح الانتخابية المعتمدة الآن، وأكد أنها لوائح مطعون فيها معتبرا إجازتها في الاستفتاء حول الدستور استثناء ليس إلا.

كما أكد المسؤول الأول للحزب، أن التصويت في الانتخابات سيتم بواسطة البطاقة الوطنية، واعتمادا على لوائح التسجيل الخاصة بها.

 

وعلى صعيد آخر، طالب ذ.ابن كيران بتصفية الأجواء السياسية، وتساءل مستغربا “لماذا يدخل رشيد نيني إلى السجن؟ ولماذا لا يتابعونه وهو صحافي وفقا لقانون الصحافة بدل القانون الجنائي؟ ولماذا يريدون أن يصادروا حقه في أن تكون له مصادر أخبار؟”، وأضاف ابن كيران:”لقد كان رشيد نيني يفضح المفسدين، وكان الأولى بهم أن يتابعوا أولائك الذين فضحهم”

واسترسل الامين العام في مطالبته بتصفية الأجواء السياسية، في المطالبة بإطلاق سراح باقي المعتقلين على خلفية أحداث 16 ماي الإجرامية، مؤكدا أن جزءا كبيرا منهم لحقه الظلم، بسبب مقاربة أمنية استباقية تعاقب على شكل المتهم دون أن تتنظر منه ارتكابه للمخالفة القانونية، وقال:”نطالب باستمرار مسلسل العفو، وإطلاق سراح كل من سيدي حسن الكتاني، وأبو حفص… وهم من شباب هذا الوطن الذين لهم كلام معقول ومقبول.

وختم الأمين العام خطابه بالتأكيد على ضرورة وقف مسلسل الانتهاكات والفساد. وقال:”إننا نريد حكومة ننتخبها، ونحاسبها، ونعزلها إذا تطلب الأمر، وعلى الدولة يقع عبئ التخلي عن عاداتها السيئة، وأطلب من جلالة الملك تظافر جهوده مع شعبه لإنقاذ البلاد ودفعها في مسار الإصلاح والتقدم.

هذا ويذكر أن المهرجان الخطابي الذي نظمته الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بأكوراي، وحضره النائب البرلماني الكاتب الجهوي للحزب الاخ د.عبد الله بوانوو، والكاتب الإقليمي بمكناس الأخ ذ.رشيد الطالبي، وعدد من رؤساء الجماعات الحضرية والقروية، عدد من رؤساء الجمعيات المدنية ، وجمهور غفير من ساكنة دائرة أكوراي، وقبيلة أكراوان وقبيلة بني مطير، تناول في بداية الأخ عبد الحق السعيدي كلمة رحب فيها بضيوف الحزب بهذه المدينة المناضلة التي وصفها بالقصبة التاريخية التي كان لها دور كبير في تحرير الوطن، وفي بناء صرحه. واستثمر السعيدي هذه اللحظة لحمل هموم الساكنة إلى الأخ الامين العام، مستعرضا حجم التهميش الذي يطال العالم القروي على مستوى البنية التحتية، والصحة والتعاونيات والتعليم..، ومؤكدا وهو يتكلم باسم الساكنة أن هذا المهرجان الخطابي، يأتي لتقديم إجابات واضحة عن مواقف حزب العدالة والتنمية إزاء الحراك السياسي الشعبي الذي تعرفه بلادنا.

 

الموقع: المحرر

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.