محمد أمجيد يكتب: قد قالت صناديق الاقتراع كلمتها

12-08-08
 قال محمد امجيد، فاعل مدني، لقد قالت صناديق الاقتراع ل25 نونبر 2011 كلمتها عندما أفرزت حزب العدالة والتنمية في المرتبة الأولى ديمقراطيا لأن انتصاره جاء بعد كفاح ونضال طويل.
وهاجم امجيد من خلال مقال رأي نشرته جريدة ليكونوميست الفرنكوفنية بتاريخ 6 غشت المعارضة منتقدا الطريقة التي تنهجها اليوم عندما تطالب ابن كيران بحل سيل جارف من الإشكاليات التي يتخبط فيها المغرب، منبها إلى أن كل هذه المشاكل “تبقي من الإرث الصارخ للأغلبية القديمة المتعاقبة”، داعيا المعارضة إلى التخلق بأخلاق الأمانة وأن تسهم في تقدم البلاد بدل عرقلة الإصلاح وهدم الانجازات..وفي ما يلي نص المقال:
 
لقد عبرت صناديق الاقتراع عن اختياراتها في 25 نونبر 2011 بعد حملة انتخابية قوية خرج منها حزب العدالة والتنمية منتصرا ديمقراطيا. فبعد كفاح مرير عمر طويلا، تسنى له أن يتذوق حلاوة الانتصار. أما تشكيل الحكومة فيبقي شأنا داخليا للحزب المنتصر. وفي الخارج، تبدو حكومة مغربية بكل معنى الكلمة.
 
إن الواجب المقدس والمفروض يحتم على كل مواطن ديمقراطي أن يساند هذه الحكومة “المغربية” التي تبقى، فوق كل اعتبار، منبثقة من إرادة الشعب الذي عبر عن اختياره.
لنترك إذا الأحزاب السياسية التي أحدثت فراغا في المشهد السياسي – والذي ملأه حزب العدالة والتنمية بكل ذكاء – تخرخر في الصالونات وفي  المحافل. ودافع الضرائب سيستمر في تمويلهم على كل الحال. وهم، سوف يستمرون بدون هوادة في تنظيم السباق نحو الحقائب الوزارية بهدف استغلال المغاربة.
 
لتتسم المعارضة – داخل قبة البرلمان – بالفضيلة والصدق وتخلق مصارح البناء بدلا من مصارح الهدم. فقبل بضعة أسابيع، داخل “الجوقة” الثانية للبرلمان، تجرأ بعض ممثلي الأحزاب السياسية بدون حشمة أو وقار ليسائلوا عبد الإله ابن كيران هكذا : ” لماذا لم تحل مشكل البطالة ؟  لماذا لم تحل مشكل الرشوة ؟  لماذا لم تحارب الفساد الإداري ؟ “.
 
أسمح لنفسي أن أجيب شخصيا عن هذه الـمساءلات: الحكومة ليست هنا إلا منذ ثلاثة شهور. فإذا استثنينا عطل نهاية الأسابيع وأيام العطل ومدة المهام بالخارج، لن يبقى سوى ثلاثة شهور وهي بالكاد الوقت الذي يحتاجه السيد ابن كيران من أجل الكشف والبيان وجرد المشاكل المضرة والمسيئة التي تركها المسائلون المتسائلون.
 
وكأنه، في ظرف ثلاثة شهور، يتحتم تغيير وجه المغرب؛ الذي ولحد الساعة يعاني من داء الزكام الحاد. إننا ننسى أن كل هذه المشاكل، صندوق المقاصة والبطالة و غلاء المعيشة والرشوة وسوء التدبير تبقى كلها من الإرث الصارخ للأغلبيات القديمة  المتعاقبة. وبالمناسبة، فعلى رئيس الحكومة أن يبتدئ بسن قانون من أجل تطبيق القوانين، وسن قانون آخر لمعاقبة اللاعقاب …
 
على نفس هؤلاء المسائلون الذين يتبجحون بذكر الرشوة والفساد الإداري، أن يتكرموا بالصمت وأن يعلموا أنهم هم من زرع كل هذه الأعراض… بأي قدر من المال اشتروا التزكية ؟ ( بغض النظر عن أشكالها). كم صرفوا من الأموال من أجل شراء الأصوات والذمم ؟
 
وبدوري سوف ألقي عليهم سؤالا: لقد قررتم في يوم من الأيام أن تتقدموا للانتخابات التشريعية، أو الجماعية. كلكم أعطيتم وعودا وقد نفختم في الأبواق كونكم جئتم من أجل الدفاع عن المصلحة العامة تحت قبة البرلمان. أنا أعرف أنكم غير قادرين علي الإجابة عن هذه الأسئلة، والتي لا كونوا على يقين أن الشعب لا يجهلها. وأنتم تعرفون بمحض إرادتكم الظروف التي سمحت لكم بولوج المقاعد المرموقة للقبة البرلمانية.
 
في تقديري، ليس لكم الحق في التفوه بهذه الكلمات: ” نحن منتخبوا الشعب “استشيروا هذا الشعب وسوف يجيبكم بأنه لا يعرفكم وأنكم بدون مصداقية وقد يلجأ إلى إهانتكم.
 
شخصيا، وبصفتي مواطنا عاديا واعتمادا على قناعاتي الراسخة، أنطق بلسان ألأغلبية الصامتة وأطالب بحذف الغرفة الثانية للبرلمان. وأطالب كذلك بحذف الرٍواتب وإعطائكم تعويضات مريحة حين تتوقفوا عن التغيب وتستلموا إلى نومكم بين أحضان الأرائك المريحة داخل البرلمان.
وهذه ليست سوى البداية، وسوف أعود محملا بمزيد من المقترحات التي تهم المغربي المنتمي للمغرب العميق. هذا المغربي الذي لا تعرفون، الذي تستغلون، والذي تجهلون المشاكل التي يتخبط فيها، والحالة المزرية التي يقبع فيها الأطفال .. ولكن الخوف غير مكانه والحقيقة انفجرت في واضحة النهار والكلام تحرر من عقدة اللسان. هؤلاء المغاربة يقولون لكم اليوم وبصوت مرتفع : ” إننا لا نتعرف على هذه الأحزاب الفاسدة. إننا لا نعرف سوى أحزاب القرآن الستين وسيدنا “.
 
على السيد ابن كيران أن يعلم أنني لا أنتمي لأي حزب بما فيه العدالة والتنمية ولكنني مع اختيار الشعب المغربي. من أجل بناء ديمقراطية مغربية تأخرت عن الركب الحضاري لزمانها، يجب الاعتماد على شباب ونساء ورجال مؤهلين، أكفاء، متأهبين ونزيهين، يأتون من كل الأفاق، ليحدثوا أحزابا يكون همها الوحيد ليس الاستفادة النرجسية بل خدمة الوطن.    
 
مترجم عن جريدة ‪L’Economiste‬ ليوم 6 غشت 2012
pjd.ma

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.