خبير دولي: الحكومة المغربية قادرة على جعل المغرب قطبا ماليا بالبنوك الإسلامية


12-08-15
قال الخبير الاقتصادي الدولي الجزائري، محمد بوجلاد، “إن الحكومة المغربية الحالية، بما تملكه من مصداقية سياسية (كونها جاءت من انتخابات شفافة وتعبر عن هوية الشعب المغربي المسلم)، ومن سعيها الجاد للوفاء بوعودها الانتخابية وتسلحها بروح المسؤولية اتجاه ربها أولا واتجاه شعبها ثانيا، لقادرة على أن ترفع التحدي وأن تضيف للتجربة المصرفية الإسلامية ما لم تحققه دول أخرى، لأنني أُكْبِر في الشعب المغربي الشقيق تفانيه في العمل المنتج والبناء إذا ما توافرت له شروط النهضة…”.


وأكد الخبير الاقتصادي الجزائري، في حوار له مع جريدة التجديد في عدد ليوم الاثنين 13 غشت 2012، أن “الوحدة الاقتصادية للمغرب العربي حتمية تاريخية، في زمن تحكمه التكتلات الكبرى، مبرزا أن من شأن التمويل الإسلامي أن يقوم بدور المساعد على الدفع باقتصاد دول المغرب العربي إلى الأمام”.


وأضاف بوجلاد أن المملكة المغربية، بموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها المتميزة مع دول الخليج العربي من جهة، ودول القارة السمراء من جهة أخرى، تستطيع أن تشكل قطبا ماليا يمزج بين تعبئة الفوائض المالية الخليجية وحاجة المغرب أولا للموارد المالية لتمويل المشاريع الوطنية وإمداد الدول الإفريقية بالمواد اللازمة لتمويل نهضتها الواعدة.


وفي معرض رده عن مدى تأخر المغرب عن تبني البنوك الإسلامية، وهل من شأن هذه الأخيرة أن تعزز مبدأ الشفافية في التعاملات المالية، قال الخبير الاقتصادي الجزائري، الذي حل ضيفا على المغرب بدعوة من المدرسة المحمدية للمهندسين، أن الأزمة المالية الراهنة أثبتت صمود المؤسسات المالية الإسلامية، وعدم تعرضها للهزات التي شابت البنوك والمؤسسات المالية التقليدية. والفضل في ذلك، يوضح محمد بوجلاد، يرجع إلى منع الاستثمار في بعض المنتجات المحرمة لأنها إما إقراض بفائدة، أو مجازفة على المكشوف، أو بيع للديون وهي معاملات نهت عليها الشريعة الإسلامية.


وعن مستقبل التمويلات الإسلامية في المغرب والمشاكل التي من الممكن أن تحلها، قال بوجلاد إن الاقتصاد المغربي يحتاج إلى رؤوس أموال دائمة لتمويل المشاريع الكبيرة، ولذلك، يضيف، “أنصح بالعمل على تأسيس مؤسسات مالية إسلامية برؤوس أموال كبيرة، وذلك باستغلال الاستقرار الموجود بالبلاد”.


وأشار الخبير الاقتصادي الدولي إلى أن بريطانيا اليوم  تسعى أن تكون المركز العالمي الأول للمالية الإسلامية “في حين أن السلطات النقدية عندنا لا تزال تتردد في السماح للبنوك والمعاملات المالية الإسلامية أن تأخذ مكانتها الطبيعية في مجتمعات تدين بالإسلام وتوثق ذلك في دساتيرها”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.