قربال يكتب : ازدواجية الخطاب و الفعل

  نور الدين قربال*
إن أصعب ما ابتليت به البشرية اليوم ازدواجية القول والسلوك، مما يؤدي إلى فقدان الثقة فتتعطل التنمية وندلف إلى عالم التيه والشقاء، ومن النماذج المعبرة عن هذه الازدواجية نذكر الكثير.
_ لقد أعلن شكيب بنموسى عن أرقام صادمة على الإعاقة بالمغرب لكن ماذا قدم هذا الرجل لهذه الفئة وقد تقلد سابقا مسؤوليات كثيرة وعلى رأسها وزير الداخلية ؟
_ لقد تم عقد لقاء مهم بين الحكومة والباطرونا لكن لماذا تم إبعاد الصحافة المكتوبة عن هذا اللقاء؟
_ أصبحت السجون ورشا مفتوحا للإصلاح، لكن أثناء زيارة المبعوث ألأممي الخاص بمناهضة التعذيب.
_ إن التكلم في المحرقة جريمة لا تغتفر والإساءة إلى الرسول عليه السلام قضية فيها نظر ‪!‬
_ تعامل بعض المنظمات الدولية مع الانفصاليين بايجابية ومع قضايا مصطفى سلمى بسلبية.
_الكل ضد التطبيع مع “إسرائيل” لكن لا بأس من الاختراق الناعم لإسرائيل.
_التعامل مع منظومة حقوق الإنسان بمكيالين وما يقع للمناضل مصطفى سلمى مؤشر على ذلك.
_كيف يتهم الإنسان بمعاداة السامية حينما يتحدث عن الصهيونية في حين عندما يسيء إلى الرسول عليه السلام يقال حرية التعبير؟
_يقول أحد المعارضين بالمغرب “إن الوضع الاقتصادي بالمغرب كارثي”. في حين يصرح السفير البريطاني بالمغرب قائلا”عرفت وتيرة الإصلاح في المغرب ارتفاعا في أعقاب أحداث الربيع الديمقراطي” مضيفا أن هناك تحديات كبرى.
_إذا كان الكل يدين بما وقع من إدانة للإسلام فلماذا لا يتفقون على إحداث ميثاق دولي يحرم الإساءة إلى الأديان؟
_وعلى مستوى الأسرة يوجه الآباء النصائح للأبناء لكن أثناء المشاجرة فيما بينهم لا يراعون الأبناء ولو كانوا أمامهم.
_بلغ هامش الربح عند المنعشين العقاريين في فرنسا بين 3 و 5 في المئة في حين بلغ عند المغاربة بين 30 و40 في المائة.
_يشير البلاغ الرسمي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خفضت الفقر بنسبة 41 في المئة.
من خلال هذه النماذج يطرح سؤال هل هذه الازدواجية مرتبطة بالثابت والمتحول في السياسة؟
فعندما نقوم الوضع العام نستنتج أن المغرب سيحقق نسبة نمو مهمة خاصة إذا كان الموسم الفلاحي جيدا أو متوسطا كما أكد على ذلك بعض المتتبعين.
لكن في نفس الوقت هناك مشاكل يجب أن يتغلب عليها الجميع. نحو الإصلاح الضريبي، والتنمية والاستثمار والبيروقراطية والتعمير، والتغطية الاجتماعية…
إن الازدواجية بين الخطاب والفعل مرتبطة بأزمة فكرية تنعكس على السلوك البشري.
ولا يمكن حلها إلا بالتربية المعرفية لذلك تحدث مجموعة من المفكرين على جوانب مهمة في هذا المجال .
فتنزيل الدستور مثلا مرتبط بالحفاظ على الروح التي تم بها. وتبقى السياسة فن للممكن تدبر بالعقل. وحذار من طغيان الخطاب لأنه يولد الاستعلاء السياسي.
والازدواجية في العمق ضعف لأنها ردود أفعال لا أقل ولا أكثر. وشتان بينما يمارس الفعل الباني ومن يهوى ردود الفعل؟
ولمواجهة هواة ردود الفعل يلزم العمل المتواصل على مستوى الحكامة والحرية والديمقراطية.
نختم بحدث لطيف لعله يكون عبرة لمن يريد الاستفادة . لا غرو أن اللاعب “ميسي” ظاهرة بامتياز لذلك قرر رئيس البارصا الزيادة في راتبه بعد مراجعة العقد. فأجاب ميسي قائلا” مواصلة الانتصارات أهم من مجدي الشخصي”.

*باحث وكاتب

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.