الأخ الأمين العام يحذر من “السراق المتسللين الذين يريدون انتزاع انتصار الشعب المغربي

في مهرجان خطابي لشبيبة العدالة والتنمية بتمارة:

الأخ الأمين العام يحذر من “السراق المتسللين الذين يريدون انتزاع انتصار الشعب المغربي بالدستور الجديد”

“أناشد جلالة الملك بمراجعة عمل لجنة المنوني وتمكين الأحزاب من نص الوثيقة الدستورية قبل أن يتبناها”

“إذا استمر التلاعب سنكون مضطرين للتصويت ضد الدستور الجديد”

“لقد ساهمنا في استقرار بلدنا دون أن نكون ضد حركة 20 فبراير، ولن نقبل أن يمرر على مجتمعنا وشعبنا ما لا يرضي ربنا ويخدم مصلحة مجتمعنا وملكيتنا”

“نحن حزب ملكي ليس لأننا أصدقاء الملك أو لأننا كنا ندرس معه، أو لأن جلالة الملك يدفع لنا مقابلا، ولكن لأننا نؤمن أن الملكية واحدة من الشروط التي قام عليها الإسلام”

“نطالب بإدخال التصحيحات اللازمة على نص الدستور المرتقب حماية لحصانتنا الدينية”

11-06-2011

حذر الأخ الأمين ذ.عبد الإله ابن كيران من المساس بالهوية الإسلامية للمغاربة في نص الدستور المعدل، وأبدى تخوفه من التشكيك في هذا الثابت من التوابث الوطنية، وقال في المهرجان الخطابي الذي نظمته الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية بتمارة بعد عصر يوم الجمعة 10 يونيو 2011، “إن خطاب 9 مارس ضمن للمغاربة الحفاظ على المرجعية الإسلامية، ونحن أمة إسلامية بقدر ما نهتم بتحقيق الرفاهية للمجتمع بقدر ما نتشبت بمرجعيتنا”.

وأكد الأخ الأمين العام خلال كلمته التي تردد صداها في ساحة مولاي رشيد وتابعها حسب لجنة التنظيم حوالي 1500 من مناضلي الحزب ومتعاطفيه وعموم المواطنين، أن “سراقا متسللون يريدون انتزاع انتصار الشعب المغربي بالدستور الجديد المرتقب”، موضحا أن فئة من العلمانيين يريدون إباحة الحرية الجنسية ببلادنا، والمجاهرة بالشذوذ الجنسي. ووصف أولائك الذين يسعون إلى التلاعب بمصير المغاربة من خلال مشروع نص دستوري ملغوم، بـ”دعاة الإفساد وعملاء الاستعمار الحريصين على مصالحه”، مؤكدا أنهم يريدون ضرب العربية والاستقواء بالخارج. وقال “إن ملوك الدولة العلوية على مر التاريخ نصروا بالإسلام وبالعلماء لا بغيرهم”.


وناشد الأخ الأمين العام عاهل البلاد بمراجعة عمل لجنة المنوني المكلفة بإعداد الدستور، مطالبا بأن تمكن الأحزاب السياسية من نص الوثيقة الدستورية التي أعدتها اللجنة، ومؤكدا أن حزب العدالة والتنمية سيناقشها داخل هيآته إذا كانت وثيقة قابلة للإصلاح، ومشددا على ضرورة تسلمها قبل أن يتبناها الملك. وقال:”إذا تبناها جلالة الملك قبل أن نطلع عليها ونناقشها فسيكون هناك مشكل حقيقي”. وأضاف في هذا الإطار:”إن المملكة المغربية دولة إسلامية، لن نقبل أن يحاولوا إعادة النظر في علاقتنا بالعالم الإسلامي أو بالعالم العربي”.وقال:”إذا استمر هذا التلاعب سنكون مضطرين بالتصويت ضد الدستور الجديد”.

وانتقد الأمين العام في نفس السياق هيمنة اللغة الفرنسية على الإدارة المغربية، وطالب أن ينص الدستور الجديد على تعضيد اللغة العربية، معتبرا غير ذلك استمرارا للاستعمار وأذنابه في التحكم في مصير المغرب.

وعن قراءته للوضع السياسي في المغرب، قدم الأخ الأمين العام صورة عن أوضاع العالم العربي باعتبارها مؤثرة في الوضع المغربي، وتحدث في هذا الإطار عن سقوط الرئيس التونسي، وسقوط فرعون مصر، وقال:”الفراعنة الآخرون في الطريق”، واعتبر سقوطهم هذا ناتجا عن إصرارهم على استضعاف شعوبهم، والتحكم في خيرات بلدانهم وفي رقاب الناس وحرياتهم، مترحما على “البوعزيزي”، وقال:”رغم أن إحراق نفسه أمر لا يقبله الشرع، إلا أننا نسأل له العفو والمغفرة  لكونه  أسقط نظاما بوليسيا قمعيا في تونس”.

وفي هذا السياق، استحضر الأخ الأمين العام الوضع السياسي المغربي، وأكد أن حزب العدالة والتنمية قام بكامل دوره في مواجهة الفساد، وأن فؤاد عالي الهمة كاتب الدولة السابق في الداخلية ظهر فشله ليس اليوم فقط، وإنما خلال العشر سنوات التي كان فيها على رأس السلطة، مستنكرا تدخله في الاقتصاد وفي الإعلام ومحاولة هيمنته على المشهد السياسي، وقال:”لقد أراد أن يحولنا إلى دولة يحكمها حزب الهمة، ونحن في حزب العدالة والتنمية تحملنا مسؤوليتنا في وقت الشدة، حيث وقفنا في وجهه، حتى أظهر الله عز وجل اليوم أنه وحزبه ليسوا على شيء، كما انهار ادعاءهم بكونهم يدافعون عن الملكية”.

وشدد الأخ الأمين العام، على أن مشكلة حزب العدالة والتنمية هي مع الفساد والمفسدين، مؤكدا أن إصلاح أوضاع البلاد تحتاج انتخابات حرة ونزيهة، ومستدلا بكون العدالة والتنمية التركي استطاع أن يحقق النماء لبلده، وقال:”في بلدنا نحتاج لـ”المعقول”، ونريد بناء الاستقرار، لأن خطاب 9 مارس جاء بإشارات إيجابية”. وأضاف:”لقد ساهمنا في استقرار بلدنا دون أن نكون ضد حركة 20 فبراير، ولن نقبل أن يمرر على مجتمعنا وشعبنا ما لا يرضي ربنا ويخدم مصلحة مجتمعنا وملكيتنا. فنحن حزب ملكي، ليس لأننا أصدقاء الملك أو لأننا كنا ندرس معه، أو لأن جلالة الملك يدفع لنا مقابلا، ولكن لأننا نؤمن أن الملكية واحدة من الشروط التي قام عليها الإسلام، ورحم الله الحسن الثاني الذي كان يوصي بالملكية واللغة العربية والمذهب المالكي، فإذا فرطنا في هذا المذهب، فتصبح بلدنا لا قدر الله مثل لبنان بلد الطوائف.

كما ندد ذ.ابن كيران بما يروج له بكون الوثيقة الدستورية المرتقبة تتضمن حديثا ملغوما عن حرية المعتقد التي قال لا أحد تعرض لها بسوء في المغرب، واعتبر ذلك دعوة لإتاحة المجال لبناء الكنائس… منوها بكون اليهود المغاربة الذين يراوح عددهم 3000، عاشوا قرونا بيننا وبشكل جيد، دون أن يتعرض لهم أحد، ومؤكدا أن ليست لديهم مطالب دستورية حسب تصريحاتهم.


وحرص الأمين العام في كلمته، على التأكيد على ضرورة إدخال التصحيحات اللازمة على نص الدستور المرتقب، حماية لحصانتنا الدينية، وقال:”لقد كنت مستبشرا بكوننا سنحصل على دستور جيد، ومع ذلك لا زال الأمل في تحققه، بما يضمن لنا ضمانات دستورية وسياسية حقيقية تؤهلنا لانتخابات حرة ونزيهة، نقطع بها مع الماضي، ونتطلع بها لغد أفضل لوطننا.

هذا وقد حضر فعاليات هذا المهرجان الخطابي كل من النائب البرلماني عن عمالة الصخيرات تمارة د.موح رجدالي، والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية مصطفى بابا، والكاتب الإقليمي للشبيبة بتمارة عمر القاسيمي، والكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية سعيد لكويسي، وعدد من مناضلي ومناضلات الحزب، والمتعاطفين وعموم المواطنين.

كما عرف المهرجان، الذي تميز بمشاركة فرقة أناشيد أتحفت الحاضرين، بكلمة ألقاها الكاتب الإقليمي للشبيبة العدالة والتنمية، تطرق فيها لسياق انعقاد هذا المهرجان دوليا ووطنيا، حيث انخرطت الشبيبة في محاربة الفساد، معرجا على الوضع المزري الذي تعيشه بلدية تمارة، إثر توقف عجلة التنمية في ظل المجلس الحالي، ومتوقفا عند قضايا وملفات كانت ساكنة تمارة ضحية عدم النهوض بها، اجتماعيا وثقافيا ورياضيا…

ومن جانبه تطرق الكاتب الوطني للشبيبة، لمختلف المحطات التي خاضتها شبيبة العدالة والتنمية في مناهضة الفساد، وتناول موقع الشباب في الساحة السياسية داعيا إياهم إلى الانخراط الفعال. وأكد أن الدستور الجديد المرتقب يحتاج إصلاحات سياسية كبرى، عمادها القضاء المستقل والإعلام الحر النزيه.. مشيرا إلى أن حاجز الخوف من الأوهام والمقدسات قد تكسر بالحراك الشعبي المغربي، داعيا إلى حسن استثماره لما فيه مصلحة الوطن.

د.موح رجدالي كانت له الكلمة في هذا المهرجان، حيث استوقف انتباه الحاضرين –قبل أن يستمعوا للكلمة الخطابية للأمين العام – إلى  حجم الجمود الذي طال بلدية تمارة طيلة سنتين من عمر المجلس الحالي، وذكر بعدد من المشاريع الكبرى التي انطلقت أو أوشكت على إتمام الإنجاز خلال تسيير العدالة والتنمية، ولكنها ظلت معلقة إلى يوم الناس هذا. وأكد النائب البرلماني أن الرجولة والكفاءة والأمانة كلها عناصر تعوز التسيير الحالي للبلدية، “مما يجعل المدينة غارقة في الظلام”. ومن جانب آخر وعد رجدالي ساكنة المدينة التي خبرته رئيسا لبلدية تمارة، بتقديم حصيلة النائب البرلماني إليهم من أجل الوقوف على حقيقة الإنجاز في عمالة الصخيرات تمارة برمتها.. والاطلاع عن كثب على حجم الجهود المبذولة في هذا الإطار.

الموقع: المحرر

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.