الخلفي: توفير شروط المنافسة من المداخل الأساسية لإصلاح الإعلام


12-10-20

دعا مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلى ضرورة  تحديد التصور المطلوب من أجل اضطلاع الإعلام بدور أساس في ربح رهانات تنزيل الدستور والتنافسية، مبرزا أن ربح رهان تنزيل الدستور وربح التنافسية في المجال الإعلامي يتطلب الشروع في أوراش التقنين والحكامة والتكوين من خلال منظومة مرنة فعالة مرتبطة بواقعها المهني.

 وأوضح الخلفي خلال افتتاحه الموسم الجامعي 2012-2013 بالمعهد العالي للإعلام والاتصال٬ مساء يوم الجمعة 19 أكتوبر 2012 بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط أنه “إذا لم يتطور الإعلام بشكل ديمقراطي فإننا سنجد أنفسنا إزاء إعلام متنوع وغني ولكن نجد ديمقراطية فقيرة”، مشيرا إلى  السؤال الذي ينبغي الإجابة عنه هو كيف يمكن ربح هذه المعادلة من خلال إعلام غني في جو ديمقراطي.


وأكد الخلفي٬  في الدرس الافتتاحي الذي حمل عنوان “الإعلام المغربي بين رهان تنزيل الدستور وتحدي التنافسية”٬ أنه لا بد من قراءة شمولية ومركبة وفاعلة للوثيقة الدستورية ولواقع الإعلام والممارسة من أجل بناء مقاربة تشاركية لتنزيل الدستور، مشددا على أن المطلوب هو إعلام مستقل يعكس التعددية وقادر على التفاعل مع مجتمعه ومحيطه.


وأبرز الخلفي أن الدستور يحتاج إلى قراءة شمولية ومركبة وفاعلة وتأويل ديمقراطي للدستور بالإضافة إلى دراسات مقارنة تساعدنا على حل عدد من الإشكالات التي تثار في الواقع بشرط الالتزام بالوفاء للمقتضبات الدستورية، مبينا أن تنزيل الدستور يتطلب الانخراط في أوراش تشريعية متتالية في المجال الإعلامي، وعليه فإن المخطط التشريعي المرتبط بتنزيل مقتضيات الدستور في مجال الصحافة يتضمن إعداد 20 نصا قانونيا.


وشدد الوزير على أن تنزيل أحكام الدستور لا يتوقف فقط عند إخراج القوانين٬ أو إحداث مؤسسات جديدة أو الرفع من فعالية المؤسسات القائمة٬ بل يشمل أيضا تنزيل هذه الأحكام في السياسات العمومية مثل ورش الجهوية الموسعة والورش اللغوي٬ وكذا الالتزام بالمواثيق التي وقع عليها المغرب في مجال احترام حقوق الصحافة والنشر.

وفي السياق ذاته، أبرز الخلفي أن المدخل الحقيقي لإصلاح الإعلام هو توفير شروط المنافسة لأن ربح رهان التنافسية يشكل القوة الدافعة لإصلاح الإعلام، مبينا أنه إذا كان تنزيل الدستور يحيل على القوانين الجديدة والمؤسسات  فإن ربح التنافسية يحيلنا على مفاهيم مغايرة من قبيل النموذج الاقتصادي والمقاولة الصحفية.

وأوضح الوزير أن ربح رهان التنافسية يتطلب كسب أربعة تحديات هي تجاوز هشاشة النموذج الإقتصادي، وتطوير المضمون الإعلامي، والإستفادة من التطور التكنولوجي، وبناء التكاملية الإعلامية، مبينا أن وظائف الإعلام لم تعد تنحصر فقط في الترفيه والإخبار والتثقيف والتربية، بل أصبحت وظيفته ترتبط كذلك بمدى قربه وعلاقته بالمجال المحيط به.

وأكد الوزير أن المضمون غير التنافسي والنموذج الإقتصادي غير التنافسي في الإعلام المغربي  يمثلان عوائق أمام ربح تحدي المنافسة، مشيرا إلى أنه بالرغم من ارتفاع كم القنوات من قناتين إلى ثمانية قنوات فإننا بقينا في نفس نسب المشاهدة فالقنوات التلفزية لم تستطع –حسب الخلفي- أن تحدث اختراقا في نسب المشاهدة ولم تستطع أن تتجاوز نسبة 5 في المائة من المشاهدة.

وأضاف الخلفي أن الإشكال التكنولوجي كذلك يغير معادلة المنافسة سواء على مستوى الإنتاج والاستهلاك أو البث، مبينا أن الثورة التكنولوجية بالنسبة لنا فرصة وليست تهديد فرصة لربح رهان الجودة وخاصة أنها تتيح كلفة أقل بالنسبة لعوامل الإنتاج وتتيح مبادرات الإبداع بشرط التوفر على رؤية واضحة بهذا الخصوص.

أما التحدي الرابع الذي ينبغي كسبه –حسب الخلفي- فهو تحقيق التكاملية في الإعلام من أجل ربح رهان التنافسية، مبرزا أن مجموع مكونات العرض الإعلامي تنزع نحو التشابه والإستنساخ سواء بالنسبة للصحافة المكتوبة أو الالكترونية أو بالنسبة للمجال السمعي البصري، لهذا لابد –يقول الخلفي- من التكامل بين مختلف مكونات الإعلام بأن تكون كل وسيلة إعلامية هوية متميزة وقيمة مضافة نوعية وتتكامل مع باقي المشهد.

أحمد الزاهي

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.