محامو الطرف المدني يلجؤون للسب لمواجهة الدفوعات القوية لدفاع حامي الدين

على نهج هرطقات اليسار العَدمي في حلقية  بالساحة الجامعية في زمن الحرب الباردة، ظهر المحامي الحبيب حاجي، خلال جلسة المحاكمة السادسة، التي يعاد فيها متابعة عبد العلي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية، (ظهر) في مرافعته وهو يُشَيّر في كل الاتجاهات بدون بوصلة مستعينا بقاموس السب والشتم وأقبح النعوت.

قضية إعادة متابعة حامي الدين في جلستها السادسة، التي عقدت أطوراها الثلاثاء الماضي بفاس، والتي سبق أن قال فيها القضاء كلمته الأخيرة منذ ربع قرن، كان عنوانها البارز ما صدر عن المحامي الحبيب حاجي من سلوك وتصرفات أهانت هيئة دفاع حامي الدين، وكرامة موكلهم، بل وأهانت هيئة الحكم ومهنة المحاماة والأعراف التي تعارف عليها رجال القانون في ردهات المحاكم عبر العصور وفي كل أصقاع الدنيا.

شيطنة قذف وسب …

حاجي، نعت الدكتور حامي الدين أمام الملأ بـ  “الشيطان” و”الإرهابي”، بل تجاوز ذلك إلى استعمال كلمات نابية وشتائم واهانات في كل الاتجاهات، في صورة كاريكاتورية شبيهة بذلك الطفل الذي ينهزم في لعبة ويحاول إفساد ما تبقى من أطوارها، حيث صدم حاجي ورفاقه بالمرافعة المتماسكة والقوية المدبجة بترسانة من الأدلة الدامغة التي ترافع بها دفاع حامي الدين في الجلسة السابقة، وحين لم تجد هيئة دفاع الطرف المدني ما تدحض به تلك المرافعة، لجأ حاجي كعادته إلى استعمال الأسلوب المُنْحط، الذي، على كل حال، راكم فيه تجربة معتبرة  !!

تفاصيل القصة التي عاشتها قاعة المحكمة بدأت بالهجوم الذي شنه المحامي حاجي وهو يرد على المذكرة الكتابية التي سبق للمحامي الطيب الأزرق أن أدلى بها للمحكمة بجلسة يونيو الماضي، والتي قدم فيه الأزرق صفة موكله باعتباره أستاذا جامعيا، حيث اعتبر حاجي ذلك “تأثيرا على القضاء واستفزازا له”، بل وتمادى إلى أبعد من ذلك حين نعته ب “الإرهابي” واصفا فريقه بـ “الشياطين الذين يرتدون ثوب الملائكة”، وهو ما جر عليه غضبا شديدا من فريق الدفاع.

حاجي زاد الطين بلة حين رجع واعتذر للدفاع وصرح أمام الجميع أنه لا يعني المحامين، وإنما يقصد بكلامه المتهم حامي الدين، فاهتزت المحكمة من جديد باحتجاجات قوية لمحاميي حامي الدين الذين رفضوا المس بموكلهم، فيما بدا محمد اللحية، رئيس الجلسة، عاجزا عن ضبط الجلسة، مما جعله يضطر إلى رفع الجلسة.

فقدان البوصلة …

أبى الحبيب حاجي، الذي يُصنِّف نفسه على أنه حقوقي، وبالضبط الحقوقي الذي راكم سوابق كثيرة في قدرته على الخروج عن النص، حيث كانت ولازالت تصرفاته وتصريحاته غير المسؤولة والغريبة مادة دسمة يلوكها الإعلام  الأصفر بـ “جدية” !!، إذ تحول إلى أضحوكة ومادة للسخرية لدى الأوساط القضائية وفي صفوف المتابعين والمراقبين في آخر ابتكاراته، حيث أكد في مرافعته الغريبة وغير المسؤولة، أنه الحقوقي الأول في العالم الذي لا يومن بـ “قرينة البراءة” !! وأن عدم اعترافه بقرينة البراءة يعطيه الحق أن يتهم حامي الدين بـ “القاتل” و”المجرم” و”الشيطان” !!

حاجي في هذه النازلة الغريبة، التي تنضاف إلى رصيده “الغني” في هذا المجال، لم يضرب الدستور المغربي في الصميم فقط، والذي أكد في الفصل 17 منه أن “قرينة البراءة والحق في محاكمة العادلة مضمونان”، بل ضرب تشريعات كونية نصت بصريح العبارة وبكل وضوح على قرينة البراءة، فالمادة 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نصت على أنه : “كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن يثبت ارتكابه لها قانونا في محاكمة علنية تكون قد وفرت له جميع الضمانات اللازمة للدفاع عن نفسه “.

أما المادة 2/14 من العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية فتنص على أنه “من حق كل متهم بارتكاب جريمة أن يعتبر بريئا إلى أن يثبت عليه الجرم قانونا “، وهو نفس ما أشارت إليه المادة 02/06 من الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان التي تنص على أنه :”كل شخص متهم بارتكاب جريمة يعد بريئا حتى تثبت إدانته قانونا “، بل إن الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وفي المادة 07 أشار بوضوح أن “الإنسان بريء حتى تثبت إدانته أمام محكمة مختصة”.

ويتضح مما سبق وبما لا يدع مجالا للشك، أن دفاع الطرف المدني بلغ مستويات “ضحلة” من فقدان البوصلة، وصار يُشَيِّر في جميع الاتجاهات، حتى صارت أساسيات قانونية وجنائية وحقوقية عليها إجماع كوني واجتهادات الفكر البشري عبر العصور بين يدي “حاجي” يلهو بها في مسرحيات “الشيطنة”، بل والتجرؤ على كل ما راكمه الاجتهاد القضائي من أساسيات منذ تشريع “حمورابي”،  وذلك فقط تحقيقا لإشباع غريزي انتقامي دفين كامن في تجاويف ذوات حاجي و”رفاقه” في الهيئة، وإن كان ذلك على حساب ما أجمع عليه الكون من قوانين وضوابط وتشريعات، لكن بعض الأوساط القريبة من هذا الكائن لا تستبعد فرضية المرض النفسي الحاد الذي يعاني منه إلى جانب صديقه المطرود من سلك القضاء.

دفاع حامي الدين يرد …

رد منسق دفاع حامي الدين على تصرفات المحامي لحبيب الحاجي لم يتأخر وكان واضحا، حيث طلب من القاضي محمد اللحية إثبات ما صدر عن هذا المحامي بمحضر الجلسة، كما التمس تلاوة ما دون بالمحضر بهذا الخصوص وهو ما تم بالفعل بأمر من القاضي، حيث تلا كاتب الضبط عز الدين لكحل ما جاء على لسان  المحامي من إهانة وقذف وسب في حق الدكتور عبد العلي حامي الدين.

 من جهته اعتبر النقيب الشهبي هذه الواقعة بأنها “تسيء لمهنة المحاماة وأعرافها، فيما علق المحامي الطيب الأزرق، وهو يخاطب الحبيب حاجي، أن ما قاله في حق موكله حامي الدين: “فيه اهانة أيضا لهيئة المحكمة ولجميع الحاضرين وقلة العفة والحياء والاحترام الواجب من المحامي لشخص المتهم الماثل أمام المحكمة”.

دعوى قضائية …

حامي الدين، لم يتوان في وقف مسرحية العبث التي صارت لازمة لدى حاجي وهيئة دفاعه، حيث قرر اللجوء للقضاء في مواجهة المحامي الحبيب حاجي بتهمة القذف والسب في حقه، مشيرا إلى أنه وبعدما تأكد دفاعه من تضمين ما تعرض له من اهانة وسب وقذف بمحضر الجلسة، فإن محاميه سيتقدمون بطلب لرئيس المحكمة من أجل إحالة هذا المحضر على الوكيل العام للملك بفاس، لمتابعته طبقا للقانون، كما سيحال المحضر نفسه على نقيب هيئة المحامين بتطوان والتي ينتمي إليها المحامي حاجي من أجل متابعته تأديبيا من أجل المنسوب إليه.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.