“خدمة مصالح إفريقيا”..أولوية المغرب داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا عز الدين فرحان، اليوم الثلاثاء بفيينا، أن خدمة مصالح القارة الإفريقية تشكل أولوية استراتيجية بالنسبة للمغرب داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأبرز فرحان، في كلمة له خلال الاجتماع الرفيع المستوى للدورة الـ63 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (من 16 إلى 20 شتنبر)، أن المغرب بذل جهودا هامة لتطوير بنية وطنية مستدامة في مجال الأمن والسلامة النووية والإشعاعية، “كما يوفر حاليا أرضية إقليمية للتعاون بإفريقيا، لتقاسم المعارف وتبادل الخبرات مع دول القارة، من خلال مراكز للتميز في مجال العلاج بالأشعة والتغذية والماء والحماية من الأشعة والتطبيقات الصناعية”.

وأشار إلى أن المملكة المغربية، التي أصبحت عضوا بلجنة تسيير البرامج بالاتفاق التعاوني الإقليمي الإفريقي للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية (أفرا) للفترة بين 2018-2021، وقعت مجموعة من الاتفاقيات الثنائية وثلاثية الأطراف مع مجموعة من الدول الإفريقية في مجال الاستخدام السلمي للتكنولوجيات النووية.

وعلى مستوى البحث التقني والعلمي، أفاد أن المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية حصل على صفة “مركز إقليمي إفريقي” في مجال التكوين عن بعد باستعمال مفاعل البحث التابع للمركز لفائدة أطر المؤسسات الإفريقية بعد توقيعه، العام الماضي، على اتفاق تقني مع قسم الطاقة النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبخصوص الجانب التنظيمي والرقابي، أشار السفير حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى مساهمة الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي (أمسنور) بفعالية في تطوير التعاون الإقليمي جنوب-جنوب مع نظيراتها الإفريقية، من خلال شبكات التعاون الدولي، مثل منتدى الهيئات التنظيمية النووية في إفريقيا ومنتدى التعاون التنظيمي والشبكة العربية للتنظيم النووي، إضافة إلى الشبكة العالمية المعنية بالأمن والأمان النوويين.

وفي هذا الإطار، لفت السفير إلى تعيين وكالة (أمسنور) كأول مركز إقليمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإفريقيا، لتطوير الكفاءات في مجال التحضير والاستجابة لحالات الطوارئ في المجالين النووي أو الإشعاعي، وكذا انتخابها في يوليوز الماضي لرئاسة الشبكة الدولية للتعليم والتدريب في مجال إعداد وتنفيذ التدخلات في حالات الطوارئ النووية أو الإشعاعية.

وعلى مستوى التنسيق الدولي والإقليمي، أكد الدبلوماسي أن المملكة طورت في هذا الصدد شراكة مهمة مع الوكالة في مجالات متعددة لتطوير الخطة المتكاملة للأمن النووي، من خلال إحداث “مركز التكوين والدعم في مجال الأمن النووي” لضمان إجراء دورات منتظمة للدراسات العليا في مجال الوقاية من الإشعاع على الصعيد الإقليمي، وتنظيم ورشات إقليمية لفائدة الهيئات الرقابية الإفريقية حول الأمن النووي.

وتابع أن المغرب، في إطار إسهامه في تعزيز المنظومة الدولية للأمن والسلامة النووية، سينظم المؤتمر الدولي الثالث لهيئات الرقابة في مجال السلامة النووية بمراكش بين فاتح ورابع أكتوبر المقبل، والذي سيعرف مشاركة أزيد من 300 شخص يمثلون أكثر من 95 بلدا، منها 35 بلدا إفريقيا، لبحث الإطار الرقابي للقانون الدولي النووي، والاستجابة لحالات الطوارئ وأفضل الممارسات الدولية.

وأكد أن المملكة ستواصل خلال ولايتها بمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامها بدعم الدور الهام للوكالة في تقديم المساعدة التقنية للدول الأعضاء، وتعزيز التعاون الدولي في مجالي الأمن والسلامة النووية، والتنسيق بين المنظمات الدولية والمبادرات الدولية الطوعية في المجال.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.