يتيم يكتب: “كوفيد” الفيروس القاتل لفرص العمل المعمق لأزمة البطالة ولهشاشة الشغل

محمد يتيم

حسب توقعات منظمة العمل الدولية فإن جائحة كورونا ستكون لها انعكاسات عميقة على سوق العمل وذلك بغض النظر عن الانعكاسات السلبية على هذا السوق بسبب التدابير الصحية الاحترازية  الاستعجالية التي لجأت إليها دول المعمور حفاظا على صحة العمال وأسرهم.

 فالصدمات الناتجة عن  جائحة كورونا وانتشار فيروس كوفيد 19 لها انعكاسات بالغة على سوق العمل، وهي انعكاسات لن تستثني بلادنا.

انعكاسات على ثلاث  مستويات حسب منظمة العمل الدولية:

1-    على مستوى ارتفاع نسبة البطالة

فالتقديرات الأولية لمنظمة العمل الدولية تشير إلى ارتفاع دال في البطالة والعمل الناقص بسبب تداعيات دائحة كورونا، فانطلاقا من السيناريوهات المختلفة ذات الصلة بانعكاسات الجائحة على الناتج الداخلي الإجمالي العالمي فإن التقديرات الأولية لمنظمة العمل تشير إلى أن تزايدا في عدد الذين سيجدون أنفسهم في وضعية بطالة يتراوح ما بين 5,3 مليون و24. وعلى الرغم من الطابع التقديري لهذه الأرقام فإن جميع التقديرات تلتقي في التأكيد على أن ارتفاع نسبة البطالة سترتفع نتيجة لتداعيات كورونا على الاقتصاد العالمي.

2-    تصاعد في وضعية شغل ناقص

تؤكد منظمة العمل الدولية في تقاريرها أيضا أنه كما هو الشأن بالنسبة للأزمات السابقة أن الصدمة التي ستصيب الطلب على اليد العملة ستنعكس كذلك على الأجور  ومدة العمل التي ستتجه للتقليص، وإن كان العمل المستقل هو أقل تأثرا بالتباطؤ في النمو الاقتصادي عموما حيث إنه يتصرف كحل اضطراري للمحافظة على الحد الأدنى من ضرورات العيش وذلك في نطاق الاقتصاد غير المهيكل.

فالركود الاقتصادي والقيود المفروضة على حركة الأشخاص لها انعكاساتها رغم ذلك على الصناعات اليدوية وعلى قطاع الخدمات حيث تقدر منظمة العمل الدولية حسب معطيات  حديثة أن القيمة المضافة للمقاولات الصناعية قد هوت بنسبة 13,5 % فبي الصين في الشهرين الأولين من سنة 2020

وتعتبر قطاعات الخدمات والسياحة والأسفار وتجارة التقسيط من أكثر القطاعات هشاشة ويقدر المجلس العالمي للأسفار والسياحة  تراجعا في نسبة الأسفار ب نسبة تصل إلى 25% وهو ما سيهدد ملايين مناصب الشغل

وبسبب إجراءات الحجر الصحي وتباطؤ النشاط الاقتصادي تقدر منظمة العمل الدولي حسب آخر التقديرات أن العمال قد فقدوا عبر العالم 30000 شهر عمل وخسارة في دخلهم تقذر ما بين 860 و3440 مليار دولار ، وهو ما سينعكس بدوره على الاستهلاك سيؤثر بدرره  غبى استمرارية المقاولات

3-    انعكاسات على الفئات الأكثر هشاشة

إن الفئات التي ستكون أكثر عرضة للانعكاسات المذكورة الفئات الهشة والتي حددتها منظمة العمل في الفئات التالية:

•         الفئات التي تعاني من مصاعب صحية والمسنون الذين هم الأكثر تعرضا للصعوبات الصحية

•         االشباب الذين يعانون من البطالة كما اتضح ذلك خلال الأزمة المالية العالمي

•         النساء باعتبارهن أكثر تمثيلا في القطاعات التي تأثرت بالأزمة مثل قطاع الخدمات وفي المهن التي توجد في الخطوط الأولى في مواجهة تداعيات الجائحة من قبيل الممرضات مثلا 

•         العمال الذين هم خارج أي حماية اجتماعية مثل العمال المستقلين والعمال الذين هم في وضعية هشة ويمارسون أعمالا صغيرة والذين هم معرضون أكثر للإصابة بالفيروس بحكم أنه ليس لهم  أنظمة خاصة بالإجازات المرضية والإجازات المؤدى عنها أو أنظمة للحكاية الاجتماعية

•         العمال المهاجرون الذين يتأثرون بتدابير الحجر الصحي التي تؤثر على قدرتهم للالتحاق بأماكن عملهم أو الرجوع لبلدانهم الأصلية

4-    معطيات عامة عن الوضعية في المغرب

بلغ عدد المؤمنين المعنيين بالاستفادة من دعم العمال والمستخدمين المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي  666297

بلغ عدد المقاولات المصرحة بتوقيف كلي أو جزئي لنشاطها جراء التدابير الاحترازية ضد انتشار كورونا وجراء تأثر عدد من الأنشطة الاقتصادية وطنيا ودوليا  111353 مقاولة

علما أن عدد المصرح بهم في صندوق الضمان الاجتماعي ما يزيد على 3,5 أجير سنة 2019

يقدر عدد العمال غير الأجراء ب 5.3 مليون شخص

والخلاصة أنه يتعين التنويه، بالتدابير الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة بتوجيهات ملكية سامية ومنها التدابير التي اتخذتها لدعم العمال والمقاولات المتأثرين بقرارات الحجر الصحي وبالوضعية الاقتصادية عامة والقرارات التي تستهدف الفئات الهشة من قبيل المستفيدين من خدمة (الرميد) والمشغلين بالقطاع المهيكل، والتأكيد على الحاجة لمواصلة لليقظة الاقتصادية والاجتماعية ورصد تداعيات الجائحة كورونا على هذين المستويين  ومواكبتها بالتدابير المناسبة في الوقت المناسب ـ ومواصلة التعبئة الوطنية وتعزيز روح التضامن وآلياته آملين أن تنقشع غمامة هذه الجائحة وتعود الحياد إلى وضعها الطبيعي ، سائلين المولى اللطف في قضائه.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.