حوار.. شروف: هكذا تشتغل مختبرات تحاليل الكشف عن فيروس كورونا

قال الدكتور رضى شروف، طبيب أخصائي بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، إن العمل بمختبرات تحاليل الكشف عن كورونا يتطلب الكثير من الدقة واليقظة والصبر لأن الأمر يتطلب من 4 إلى 6 ساعات لإنجاز التحاليل، ثم كذلك وجب الحذر وأخذ كل الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالعدوى عن طريق العينات الملوثة بارتداء الملابس الواقية الخاصة بكوفيد19.

وأضاف شروف، في حوار مع “مجلة العدالة والتنمية” في عددها الأسبوعي السادس الصادر  السبت 09 ماي الجاري، أن العدد الهائل من العينات الذي يصل إلى المختبر على مدى الساعات يتطلب من المخبري الاشتغال ليل نهار وبدون انقطاع عن طريق إحداث فرق تتناوب فيما بينها لتغطية متطلبات المرحلة، نظرا لما عرفه المغرب من تصاعد في عدد حالات المصابين بكورونا والتي تستدعي انجاز كل عينات المصابين والمخالطين ولعدة مرات بعض الأحيان.

وهذا نص الحوار كاملا:

 ما تقييمكم لعملية إجراء التحاليل المخبرية لمرضى فيروس كورونا؟

إن فكرة أو استراتيجية الرفع من عدد المختبرات الطبية للكشف عن فيروس كورونا عند الأشخاص المحتمل إصابتهم بهذا الأخير تبقى مبادرة جيدة وموضوعية وتدخل في إطار ما يمكن تسميته  “بسياسة اللامركزية للكشف المخبري عن كوفيد 19” نظرا لارتفاع عدد العينات الوافدة من شتى  المدن المغربية والتي تتجاوز سقف الكشف المخبري الذي لا يتجاوز في أحسن الأحوال 800 إلى 1000 في اليوم الواحد  وذلك في كل من المختبرين المرجعيين في علم الفيروسات: المعهد الوطني للصحة بالرباط، ومعهد باستور بالبيضاء.

 وبناء على كل ما سبق، لا شك أن هذا سيكون له انعكاس إيجابي على مسار عملية التكفل بالمصاب بمرض كوفيد 19 منذ التأكد من المرض نتيجة الكشف المخبري إلى شفاء المصاب مرورا بالاستشفاء والبحث الابدميولوجيىenquête épidémiologique  للمخالطين، نلخصها في النقط التالية:

1. – تقليص من المدة الزمنية للعزل الصحي داخل المستشفيات لمخالطي المصاب سالبي التحليلة بما فيهم الأطقم الصحية المحاطة بالمصاب في بعض الأحيان مع كل ما قد يسببه من انعكاس نفسي إيجابي إذا تم خفض من طيلة مدة انتظار النتيجة.

 2.- تفادي الطريقة الانتقائية المتخذة حاليا في اختيار الأشخاص الذين سيخضعون لعملية الكشف عبر التحليلات المخبرية لعدم قدرة المختبرين استيعاب أكثر من طاقته من العينات كما تم الإشارة إليه.

3. – تسريع عملية المراقبة من عدمها في صفوف المخالطين للشخص المصاب.

 ما هو مسار إجراء التحاليل المخبرية لمرضى كورونا ما بين تحليل تأكيد الإصابة من عدمها، إلى غاية التأكد من شفاء الحالة؟

كل مصاب بكوفيد 19 بعد تأكيد الحالة  عن طريق الكشف المخبري فإنه يخضع للعزل الصحي ويتم متابعة حالته الصحية التي تختلف من مصاب إلى آخر حسب حدة وحجم الأعراض السريرية ومدتها، ولا يمكن الجزم بتعافي المصاب إلا عبر الكشف المخبري وبإجراء تحليلتين بفارق زمني لـ 48 ساعة بينهما على الأقل وتكون سالبة.

للإشارة فقط، حتى في حالة زوال الأعراض السريرية عند المصاب بعد العلاج، لا يمكن بأي حال الكلام عن الشفاء إلا من خلال سلبية التحاليل  ولو استدعى الأمر تكرار التحاليل لعدة مرات. 

ما الفرق بين التحاليل المخبرية السريعة المعتمدة اليوم وبين التحاليل التي كانت تجرى في معهد باستور؟

 كما أشرت في البداية فالتحاليل في بداية الجائحة كانت تجرى في مختبرين مرجعيين بطريقة الكشف عن الحامض النووي لفيروس كورونا وهي عملية تتطلب على الأقل 4 حتى 6 ساعات لإنجازها وهي  تقنية مخبرية تستدعي الكثير من الدقة والكفاءة.

أما التحاليل المخبرية السريعة التي ذكرتم، فهي تعتمد على كشف الفيروس  من خلال أخذ العينات من أغشية الأنف والحلق عن طريق البحث عن البروتينات الانتيجينية antigeniques التي يحتوي عليها غشاء الفيروس وهي تقنية سريعة لا تستدعي أكثر من10  دقائق ولكن تنقص الدقة وتختلف جودة النتيجة من شركة مصنعة إلى أخرى.

هناك كذلك تقنية سريعة أخرى تعتمد عن بحث مضادات الأجسام anticorps  في دم المصاب من نوع IgM او IgG وهي تعطي فكرة حول عدد المصابين الذين تعافوا من كوفيد19

 هناك بعض الإشاعات الرائجة بخصوص عودة ظهور أعراض فيروس كورونا على بعض الأشخاص الذين سبق وأن تم علاجهم من الفيروس، هل هذا صحيح؟

 كما أشرت في السؤال الثاني لا يمكن الكلام عن شفاء المصاب إلا من خلال سلبية التحاليل ولمرتين متتاليتين.

أما إصابة المتعافي من كوفيد19 لمرة ثانية بهذا الأخير، فمن الصعب اليوم جزم أو نفي هذا الأمر بحكم أن الفيروس هو جديد لذا سمي بالمستجد، والحسم في الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث المخبرية والسريرية وتبادل الخبرات والتجارب بين كل الدول المعنية بالوباء.

ما هي أجواء العمل بمختبرات تحاليل الكشف عن كورونا؟

 لن أبالغ إذا قلت إنه عمل يتطلب الكثير من الدقة واليقظة والصبر لأن الأمر يتطلب من 4 إلى 6 ساعات لإنجاز التحاليل، ثم كذلك وجب الحذر وأخذ كل الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالعدوى عن طريق العينات الملوثة بارتداء الملابس الواقية الخاصة بكوفيد19.

 نظرا للعدد الهائل من العينات الذي يصل إلى المختبر على مدى الساعات ويطلب من المخبري الاشتغال عليه ليل نهار وبدون انقطاع عن طريق إحداث فرق تتناوب فيما بينها لتغطية متطلبات المرحلة، نظرا لما عرفه المغرب من تصاعد في عدد حالات المصابين بالكوفيد والتي تستدعي انجاز كل عينات المصابين والمخالطين ولعدة مرات بعض الأحيان.

 كيف يتم وقاية الأطر الصحية العاملة بالمختبرات من عدوى “كورونا”؟

 بنفس الوسائل والطرق الوقائية المستعملة من الأطقم الصحية في معالجة الشخص المصاب بكوفيد19 من خلال ارتداء البذلة الواقية من الفيروس حسب المعايير المحددة من علم “الأمن والسلامة في البيولوجية الطبية”!  Biosécurité médicale، كذلك وجب الإشارة إلى أن إنجاز مثل هاته التحاليل في عالم الفيروسات تتطلب مختبر يحترم المعايير الدولية المطلوبة في مختبر من نوع ب3 P3  وهو ما نجده في المختبرات المرجعية ببلدنا.

كلمة أخيرة؟

 تحية احترام وتقدير لكل الخلايا المهتمة بالطوارئ الصحية والتي تهم عددا من القطاعات وعلى رأسهم الأطقم الصحية والسلطات الأمنية والإعلام بكل أطقمه.

فنحن على مقربة من رفع الحجر الصحي المرتقب في 20 ماي، فرجائي أن تنخفض الحالات المؤكدة بكوفيد19 المرصودة يوميا، كما استغل الفرصة من هذا المنبر بأن نؤكد على أن رفع الحجر الصحي سيكون بالتدرج، والتدرج يستدعي احترام كل الإرشادات والتوجيهات التي تصدر عن الجهات أو المؤسسات الرسمية بوضع الكمامات والابتعاد من أماكن الزحمة واحترام المسافات الضرورية بين الأشخاص إلى آخره.

كما أنبه من كل تراخ في احترام الإجراءات الاحترازية، مما من شأنه إرباك لا قدر الله، مسار القضاء على فيروس كورونا، ويمكن أن تكون كارثية على وطننا الحبيب وقد تسبب لا قدر الله في موجة ثانية للكوفيد 19 والتي قد تتطلب منا جميعا وبدون استثناء مجهودات مضاعفة من مرحلة الحجر الصحي الذي نعيشه اليوم والمكلف بشريا واقتصاديا، ونفسيا واجتماعيا وغيرها.

 

 

 

 

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.