الخلفي: الواقع اللغوي في الإعلام فوضى يرفضها المجتمع


25-12-12
قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ إن الواقع اللغوي في الإعلام المغربي يشكل معضلة ضاغطة تقتضي تفكيرا علميا وهادئا من شأنه أن يساعد على تجاوز حالة الفوضى اللغوية التي يرفضها مجتمع يطلب تعددية تعزز انسجامه وهويته‪.


واعتبر الخلفي في كلمة ألقاها خلال ندوة حول “اللغة في الإعلام المغربي بين ثوابت الهوية ومقتضيات الانفتاح”، يوم الثلاثاء 25 دجنبر 2012 بالرباط٬  أن هذا الخليط اللغوي المعتمد في قطاعات من الإعلام الوطني لا يحقق قيم التعددية والانسجام والسيادة والانفتاح التي يبتغيها الفاعل العمومي في مجال السياسة اللغوية‪.

‬ حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.
وبعد أن أوضح الخلفي أن دراسة أنجزتها وزارة الاتصال مؤخرا كشفت أن “المجتمع يقاوم هذا الواقع اللغوي بطريقته العفوية الخاصة ويطالب بلغة سليمة٬ أكانت فصحى أم أمازيغية أم عامية أم أجنبية‪”‬، أضاف أن هذه الدراسة حول الموضوع اللغوي في الإعلام خلصت إلى أن الطلب على منظومة لغوية منسجمة يعد أحد الإشكالات المؤرقة للمجتمع الذي يطلب التعددية ولكن بشكل يحقق الانسجام الداخلي ويعزز الهوية المغربية، مشيرا إلى أن اللغة لم تعد موضوعا حصريا للسياسة التعليمية والثقافية بل باتت السياسة الإعلامية الفاعل الرئيس في الحقل اللغوي الذي يعد بامتياز مجال تحقيق الانسجام اللغوي الضروري لتطور المجتمع وإبداعه‪.


وكشف الوزير عن مشروع إحداث مرصد وطني للإعلام حول اللغة يحتضنه معهد الدراسات والأبحاث للتعريب٬ ويُعنى بمعالجة وتتبع الإشكاليات اللغوية المرتبطة بالإعلام٬ ومواكبة المجهود الذي ينبغي أن يبذله الإعلام لحل المعضلة اللغوية انطلاقا من الالتزام الدستوري بتقوية وحماية اللغات الوطنية وربط المسألة اللغوية بالسياسة الثقافية مع الانفتاح على اللغات الحية‪.


وذكر الخلفي بأن المسألة اللغوية كانت النقطة الأصعب في مسلسل إعداد دفاتر التحملات الخاصة بالإعلام العمومي٬ واستدعت الاستعانة بتحكيمات واستشارات علمية في الموضوع ٬ مؤكدا أن التجارب الدولية شددت على ضرورة بلورة البرامج الموجهة للناشئة بناء على اللغة السليمة‪.‬
‪ ‬
وأبرز الدور المحوري للإعلام في تحقيق وحدة وسلامة الاستعمال اللغوي بالتنسيق مع معهد الدراسات والأبحاث للتعريب والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية٬ متوقفا عند دوره في مجال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال الإسهام في المعيرة وبناء اللغة الموحدة٬ والارتقاء بالتعبير الحساني‪.


يذكر أن الندوة التي ينظمها على مدى يومين فريق اللسانيات الاجتماعية والتخطيط اللغوي التابع لمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب تتناول عدة محاور : “الواقع اللغوي في الإعلام المغربي”٬ “لغات الإعلام المغربي وسؤال الهوية”٬ “المظاهر العامة للغة الإعلامية: الإعلام المكتوب والسمعي البصري والالكتروني”٬ “لغات الإعلام المغربي والتحديات المهنية”٬ “تحديات اللغة الإعلامية الجديدة” و”لغة الإعلام والتهيئ اللغوي”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.