هل تعكس نتائج انتخابات 8 شتنبر حضور وقوة حزب العدالة والتنمية؟

حصل حزب العدالة والتنمية على 13 مقعدا فقط، حسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية، في الوقت الذي أكد فيه الحزب أنه لم يتوصل بمحاضر العديد من الأقاليم، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول هذه النتيجة، وهل تعكس في الحقيقة القوة التنظيمية السياسية لحزب العدالة والتنمية وحضوره في عمق المجتمع كحزب أبان طيلة تدبيره للشأن العام عن حضور وازن في كبريات القضايا التي تهم الوطن والمواطنين.

الهزيمة الانتخابية لا تعني الهزيمة السياسية

أكد محمد غزالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أنه لا يمكن الحكم على قوة أي حزب سياسي من خلال “نتائج محطة انتخابية واحدة”، مشيرا إلى أن هناك “عدة عوامل تمنع من أن تعكس النتائج الرقمية البنى والقوة السياسية لكل واحد من الفرقاء السياسيين”.

وأضاف غزالي، في تصريح لـ pjd.ma، أن الحزب السياسي “لا تقاس قوته من خلال عدد منتخبيه فقط”، بل، إنها تقاس من خلال “قوة طروحاته وايديولوجيته، ومن خلال التزام مناضليه وحركيتهم، ومن قوة تأثيرهم في الشارع وامتلاكه لأسباب القوة الناعمة بالبلد، وغيرها من العوامل”.

وتابع أن الهزيمة الانتخابية لا تعني الهزيمة السياسية، فـ “بعض المنتصرين انتخابيا هم في الحقيقة مهزومون سياسيا، وسيتضح ذلك بعد انقشاع ضباب “الشو” Show الانتخابي”، مؤكدا أن السياسة “لا تمارس من خلال تقنيي وأطر مكاتب الدراسات، بل هي ممارسة وحنكة ونتيجة تمرس نضالي طويل”.

نتيجة لا تعكس قوة الحزب

أما فيما يخص حزب العدالة والتنمية، فأوضح المحلل السياسي، أن ما جرى “لا يمكن تفسيره من وجهة نظر أو قراءة واحدة، بل من خلال قراءات متقاطعة”، مبينا أن ما حققه الحزب من نتائج انتخابية يعود في جزء منه إلى “الإدارة غير الواضحة للعملية الانتخابية، بدءا من هندسة النظام الانتخابي وانتهاء برفض تسليم محاضر مكاتب التصويت وغيرها”.

 أما الجزء الثاني، حسب غزالي، فيعود إلى “المزاج الشعبي العام الذي لم يكن في صالح العدالة والتنمية، خاصة بعد أن خيب آمل ناخبيه في بعض القضايا”، ملفتا إلى الجزء الثالث المتعلق بـ “القوة التواصلية والمالية لبعض الأطراف الفائزة في الانتخابات والتي أحسنت إدارة حملتها الانتخابية”.

 وفي نفس السياق، تحدث غزالي، عن المحيط الدولي والاقليمي “المتبرم من استمرار حزب العدالة والتنمية في إدارة الشأن العام”، مشددا على أن النتائج الانتخابية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية “لا تعكس حقيقة قوته الشعبية والتنظيمية، ولو كان النظام الانتخابي والادارة الانتخابية أكثر حيادية ومهنية لكانت نتائج الحزب أفضل بكثير”.

تجاوز المرحلة

وبخصوص قدرة حزب العدالة والتنمية على تجاوز هذه المرحلة، فأشار المتحدث ذاته، إلى أن العدالة والتنمية حزب “منظم ويمتلك أطروحة سياسية واضحة ومناضلين ملتزمين في عمومهم”، ملفتا إلى أنه “من المبكر الحكم عليه بالأفول، وقد يعود أقوى بكثير في المستقبل إن أحسن إعادة قراءة المشهد السياسي وتحديات المرحلة”.

وأكد غزالي، أن حزب العدالة والتنمية عود الجميع على قدرته في “إعادة الانبعاث من جديد، حيث مر بظروف أصعب من هاته وكان مهددا بالحل والاقصاء من المشهد السياسي”، مرجعا ذلك إلى أن الحزب “حزب حقيقي وليس مجرد دكان انتخابي يوزع التزكيات ويرعى مصالح الأعيان ورجال الأعمال”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.