الأحرش يكتب: الاحتفال بالمولد النبوي في تاريخ المغاربة

هشام الأحرش

كان أول من ندب الاحتفال به ؛ هو قاضي سبتة زمن الموحدين ؛ ابو العباس العزفي السبتي ؛ وقد ذكر في كتابه ” الدر المنظم ” =الذي ابتدأ تأليفه بالأندلس وسبتة = الحافز له على الدعوة لهذا الاحتفال؛ ومنها احتفال المسلميين بالأندلس وسبتة بميلاد عيسى عليه السلام والاحتفال بالنيروز وغيرهما ؛ وبعد ان انتصب ابنه محمد أميرا على سبته زمن الخليفة الموحدي المرتضى ؛ احتفل بالمولد النبوي عام 1250 وكان أول سنة يحتفل بها المغاربة بالمولد ؛ كما أتم كتاب والده ” الدر المنظم في مولد النبي المعظم ” واهداه للخليفة الموحدي المرتضى الذي أقام ليلة المولد بمراكش ؛ فكان أول الملوك والخلفاء احتفلا بليلة المولد ؛ وكان لمراكش بذلك شرف السبق ؛ ليصبح الاحتفال بالمولد النبوي دأب الملوك والناس ؛ فاحتفل ابو يوسف يعقوب بن عبد الحق الامير المريني بالمولد النبوي بفاس ؛ تم أحدث ابنه ابو يعقوب يوسف تعميم هذا الاحتفال سنة 1292 .

ليصبح الاحتفال به ديدن المغاربة ؛ يتبارون فيه بكل أشكال التعظيم ؛ تتقدمهم الزوايا في ذلك بعد ان تقدم الخلفاء والملوك.

واشهر المواسم في ذلك موسم الشموع الذي نجزم ان السلطان احمد المنصور الذهبي نقله من اسطمبول التي عاش فيها ردحا من الزمان ؛ وقد كان المبتدأ في الاحتفال في ذلك مراكش مرة اخرى ؛ كما أشار إلى ذلك المقري احد مؤرخي دولة احمد المنصور الذهبي في كتابه روض العاطر الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس ؛ حيت وصف بدقة مراسيم انتقال الشموع من قصر البديع الى مقبرة ملوك السعديبن التي يستكمل فيها الاحتفال بالليلة المباركة .

واما موسم الشموع الذي تحتفل به مدينة سلا وينطلق من ضريح بن حسون؛ فالأمر يرجع في اعتقادنا الى العلاقة التي كانت تربط السلطان احمد المنصور الذهبي بولي سلا سيدي عبد الله بن حسون ؛ حيت ان ارض الولي هي مكرمة وهدية من احمد المنصور الذهبي وبها بنى الولي بيته وبها دفن وبها ضريحه الى اليوم .

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.