حكومة الكفاءات.. تصحح مضامين خطاب جلالة الملك لـ 8 أكتوبر

محمد أمحجور

استغربت حين اطلاعي على كلمة وزيرة الاقتصاد والمالية حين تقديمها لمشروع قانون المالية بالبرلمان جرأتها ووثوقيتها، واستعمالها للغة جازمة لا تواضع فيها ولا تنسيب، بل الأدهى من ذلك أنها لم تكلف نفسها حتى عناء ملاءمة كلمتها مع مضامين الخطاب الملكي الذي لم يمض عليه إلا أياما معدودات، وتم الاستماع إليه في نفس المكان…

فبالله عليك السيدة الوزيرة كيف يمكن للمواطنين والمستثمرين ومؤسسات التمويل أن تسمع من أعلى سلطة في البلاد يوم 8 أكتوبر مؤشرات مرقمة وبلغة واضحة لا تردد فيها تبين حجم المجهود الوطني الكبير الذي بذل، والذي أجمل جلالة الملك خلاصته بقوله: “… كلها مؤشرات تبعث، ولله الحمد، على التفاؤل والأمل، وعلى تعزيز الثقة، عند المواطنين والأسر، وتقوية روح المبادرة لدى الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين”؛ ثم بعد ذلك بأيام تسمع منك كلاما يتناقض ب 180 درجة مع كلام جلالة الملك؟

كيف لك أن تشرحي لنا تناقض كلامك الغريب؟ هل فعلا اكتشفت في “سبعة أيام بدون معلم” أن “السياسات الحكومية على مدى عشر سنوات الماضية، أنتجت إخفاقات اقتصادية واجتماعية أجهزت على المكتسبات التي حققها المغرب سابقا وأصبحت عائقا للتنمية عوض أن تكون محركا لها”؟!! هل فعلا كنت واعية ومدركة لما كنت تقرئينه؟

السيدة الوزيرة، أتفهم أنك قادمة إلى السياسة من عالم المال والأعمال، وأتفهم أن انتماءك الحزبي إنما هو صباغة لم تجف بعد، لكن هل لي أن أذكرك أن الحزب السياسي الذي تُدَبرِين باسمه قطاع المالية والاقتصاد هو الحزب الذي دبر خلال “العشر العجاف” القطاعات المالية والاقتصادية الكبرى، كما أنه عمر في أغلب الحكومات المتعاقبة منذ عهد أحمد عصمان أي منذ سبعينيات القرن الماضي. فهل هذا الحزب معني بتلك الاخفاقات التي أجهزت على مكتسبات المغرب؟ إن كان معنيا، وهو كذلك، كيف لمن أنتج إخفاقات خلال عقود مضت أن ينتج نجاحات في خمس سنوات؟

السيدة الكفاءة المحترمة، المغرب وصورته ومكانته أكبر وأدوم من الجميع، وما تحقق في عشر سنوات الماضية من إصلاحات كبرى ومنجزات لا تخفى هي ملك للبلد ولجميع المغاربة، ولم يذهب بها حزب العدالة والتنمية إلى بيته، فرجاء استخدمي “كفاءتك” في إكمال المسير وإنجاز الأفضل، لأن المغاربة ينتظرون منك ما هو أحسن..

“تستاهل أحسن…

وقبل الختام، نصيحة خالصة لك، حاولي أن تلزمي حدود تدبير الملفات و”إدارة أعمال” الوزارة، فقليل من السياسة في حقك مُسْكِرٌ، وما أسكر قليله فكثيره حرام..

ختاما، وأنا أقرأ كلامك العجيب والغربب، وما فيه من جرأة هي أقرب إلى الوقاحة تذكرت قول الأشقاء المصريين: “صحيح إللِّي اخْتَشُوا مَاتُوا”، وقلت مع نفسي هل لقول المصريين مقابل في تمغرابيت.. فحضر بذهني قول المغاربة: ” الله يلعن اللي ما يحشم”.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.