قربال يكتب: عبد الإله ابن كيران والمقاربة الجديدة 2

نورالدين قربال

عبد الإله ابن كيران والمقاربة الجديدة 2

تطرقنا في الحلقة السابقة إلى الأبعاد السياسية والإنسانية والأخلاقية للتهنئة الملكية للأستاذ عبد الإله ابن كيران بمناسبة انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وبعدها ركزنا على بعض معالم المقاربة الجديدة التي سيتبناها الحزب، بعد القراءة الجماعية للهيئة. ثم عرجت على الدلالة الحضارية لتفويض اختصاصات السيد عبد الإله بن كيران، إلى الدكتور سعد الدين العثماني لرئاسة مؤسسة عبد الكريم الخطيب رحمه الله.

وفي الحلقة الثانية سنتمم المعالم المقترحة للمقاربة الجديدة ورؤية الأمين العام السيد عبد الإله بن كيران للمعارضة.

عبد الإله ابن كيران والرؤية المتزنة

وجه السيد عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية كلمة موجهة يوم 31 أكتوبر 2021، يقارن ابتداء وسيميائيا بين الأمس واليوم على مستوى الذات الحزبية، مشيدا بالروح الأخوية التي سادت خلال المؤتمر الاستثنائي. معتبرا التسيير الحزبي تتحكم فيه ثنائية الخطأ والصواب، مع استحضار الاختلاف والنسبية. واعتبر مسيرة الحزب محترمة، لأنه حزب المبادئ، لذلك سيظل مبدأ التجديد قائما ودائما. رغم ما رافقته من إشكالات وشكوك، وصعوبة لأنه يغلب مصلحة البلاد على مصلحة الحزب. ومهما كان الاختلاف فإنه يذوب أمام خلق الصدق، لأن الحزب روح ومعنى. وتبقى المسؤولية مشتركة بين كل الأعضاء. للحفاظ على نبض ضمير الحزب في المجتمع. مركزا على المبادئ التالية: الديمقراطية الداخلية، والاستقلالية، والاعتدال، والتواضع، والبساطة، كل هذا من أجل خدمة البلاد، ووحدتها، واستقرارها، والتقدم. ولن نحقق هذا إلا بمساندة بعضنا بعضا، والابتعاد عن التنازع، والتقويم الذاتي، وتحكيم النضج العقلي، وتنقية الأجواء في إطار المرجعية التي تؤطرنا وهي كنز لنا جميعا. فليس عيبا أن يكون للإنسان طموح لكن العيب أن يركز على الانتخابات فقط.

عبد الإله ابن كيران ورؤيته للمعارضة

تم لقاء بين السيد الأمين العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران والمجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب والتي يترأسها النائب المحترم الدكتور عبد الله بوانو يوم الأربعاء 3 نونبر 2021. وبالمناسبة وجه السيد الأمين العام كلمة للمجموعة النيابية المحترمة تضمنت رسائل متعددة. أهمها أن السياسة ليست هي الانتخابات فقط، والتصويت السياسي الحقيقي هو الذي يبنى على الأفكار، والتصورات والتوجهات. حزب العدالة والتنمية ليس حزبا انتخابيا، رغم أن الانتخابات طبيعية في الممارسة الديمقراطية. فهو حزب يساهم ويدافع عن المنظومة الإصلاحية، منطلقا ومنضبطا للمرجعية. وليست المعارضة معارضة الشكليات، التي للأسف تستغل نقط ضعف الآخر، بتتبع الهفوات، ولكنها معارضة حقيقية عميقة تقارب الإشكالات الحقيقية. وهذا ما أكده رئيس المجموعة الدكتور عبد الله بووانو عندما صرح للصحافة الوطنية بتاريخ 03 نونبر 2021 بأنها معارضة مسؤولة ومواطنة.

قراءة في البلاغ 1 للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية

إن ما تناولناه من خلال الحلقة 1 والحلقة 2 يؤكده البلاغ 1 للأمانة العامة للعدالة والتنمية المنعقدة يوم السبت 7 ربيع الأخر 1443ه الموافق 13 نونبر 2021 حيث أكد السيد عبد الإله ابن كيران في كلمته التوجيهية على مبادئ ومنطلقات الحزب التي جعلته حزبا وطنيا حقيقيا، يساهم بإيجابية في المشهد السياسي، حزب يتمتع بمكانة معنوية وسياسية محترمة، ويحمل في رصيده البذل والعطاء لمصلحة الوطن والمواطنين. رغم النتائج المعلن عنها في الانتخابات الأخيرة. التي من الواجب ألا تكون عائقا للقيام بوظائفنا على مستوى التأطير والتنظيم والتنشئة السياسية وبلورة الأفكار والبرامج والأطروحات للإجابة على التحديات المطروحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ملخصا المبادئ فيما يلي: المرجعية الإسلامية، المؤسسة الملكية، معرجا على الاختيار الديمقراطي الذي يتطلب منا القدرة على التنبيه على الأشياء التي ليست على ما يرام، ونتخذ المواقف الصحيحة بغض النظر عن سياق الانتخابات القبلي والبعدي. مشيرا إلى التميز في المعارضة، مع احترام مصالح البلاد والعباد. معارضة وطنية معقولة هادئة بوصلتها خدمة مصلحة الوطن، والمواطن وتحصين الاختيار الديمقراطي، وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية، إلى جانب شرفاء الوطن.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.