حكومة اللهطة العائلية

المحجوب لال

يقول المثل: “إلي يرْكَص ما يخبي وُجْهُ”، ولعل الحكومة الحالية تؤمن بهذا المثل أشد الإيمان وتعمل به، ودلائل رقصها على آمال وألام الشعب وانتظاراته لا تنتهي، بل تمعن كل يوم في ممارسات قال عنها عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب “المصباح” في لقائه باللجنة الوطنية للحزب بأنها ممارسات مخجلة أو “كاتْحَشَّم”.
مناسبة هذا الكلام، ما كشفته الجريدة الإلكترونية “اليوم 24″، بخصوص تعيين عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، المحسوبة على حزب الاستقلال، لزوجها بمهام تجعله هو الوزير الفعلي وفوق المسؤولين الإداريين في الوزارة.
وذكر المصدر ذاته أن الوزيرة وقعت قرارا وصف بـ “الغريب” و”غير المسبوق” تكلف بموجبه زوجها “بمهام التعاون والتنمية الاجتماعية والشؤون العامة، من أجل مواكبة استراتيجية تنزيل المشاريع التي تهم القطاع، والمتضمنة في تقرير النموذج التنموي الجديد لبلادنا”.
وسبق لزميلاتها في التحالف الحكومي الذي يقوده أخنوش، سواء تعلق الأمر بعمدة الدار البيضاء أو عمدة الرباط أو غيرهما، أن دخلن في ممارسات مشينة سياسيا، حيث لا أولوية إلا للعائلة والأقرباء في التعيين والتكليف، في ضرب علني وبـ “العلالي” لكل المبادئ والأخلاق السياسية التي تجعل تدبير الشأن العام أمانة ومسؤولية.
ومن الملاحظات المثيرة للانتباه أيضا، أن “الطبالة” أو من وصفهم ابن كيران ذات مرة بـ “النكَافات”، قد بلعوا ألسنتهم عن هذه الواقعة وسابقاتها وأضربها من الممارسات المسيئة، في وقت صدعوا الرؤوس والآذان قبل حكومة شتنبر بالعزف على وتر حماية المال العام والغيرة عليه، وعمروا الفضاء الأزرق بسيل من الأراجيف حد التخمة عن اللهطة وغيرها، فأين أنتم من كل ما يقع!؟ لكن، لا أهمية للسؤال ما دام عامة المغاربة يعرفون الجواب ولله الحمد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.