يتيم يكتب: وكالة الأنباء الجزائرية والصيد  في الماء العكر 

محمد يتيم

وكالة الأنباء الجزائرية والصيد  في الماء العكر 
على هامش ركوب الوكالة على مداخلة رئيس حركة التوحيد والاصلاح
أن تسعى وكالة الانباء الجزائرية للعبث بمداخلة لرئيس حركة التوحيد والاصلاح وتقرأها على طريقة “ويل للمصلين ” فذلك أمر مفهوم ومستساغ، حيث إن الوكالة ومن ورائها حكام الجزائر بسبب اهتزاز منطقهم وتهافته، انشغلوا منذ الحرب الباردةوما يزالون  بإضعاف المغرب  والتآمر على وحدته واستقراره، وفرض منطق التقسيم والانفصال وشق الوحدة الوطنية والوحدة الترابية،
وبسبب الخيبات والنكسات التي لازمت مسعاهم وتأكدت خلال المدة الأخيرة على عدة واجهات، لم يعد بين أيديهم سوى التشكيك في الإجماع الوطني للمغاربة بكل أطيافهم حول وحدتهم الوطنية ووحدتهم الترابية  مع  التمسك بالأوهام وتحريف الكلم عن مواضعه واستخراج خلاصات أو تحريفات مما تهواه أنفسهم للايقاع بين مكونات الصف الوطني، والبحث عن تناقض مزعوم في القضايا الوطنية الاستراتيجية والوحدة الوطنية والترابية  … كما حدث في تحريف كلام الأستاذ عبد الرحيم الشيخي .
وكالة أنباء العساكر نسيت  -وهي تخرج كلام الشيخي من سياقه وتقرأه على هوى بما يفيد  أن الشيخي قد صرح بأن  المغرب مهدد بالانقسام .. نسيت أنه  هو رئيس حركة تسمى حركة …. التوحيد …والاصلاح و أن عبد الرحيم الشبخي هو أولا مواطن مغربي يعتبر أن الوحدة الوطنية والترابية  هي إحدى مكونات شعار : الله .الوطن . الملك … 
ثم ثانيا هو رئبس حركة  يستند  عملها الدعوي والتربوي والتكويني على  للمرجعية  الإسلامية  وعلى عقيدة التوحيد،
ويرتكز  أيضا على   تعزيز الانتماء الوطني في خطابها ومناهجها وتربية وتثقيف المنتسبين إليها ليس على أساس شوفيني متعصب، ولكن على أساس إدراك واع بخصوصية الانتماء الوطني وقراءة متبصرة في التجربة المغربية عبر التاريخ.
حركة التوحيد والاصلاح اعتبرت في وثائقها المؤسسة  أن من عناصر قوة المغرب منذ أن كان إلى اليوم، هو أنه دولة إسلامية، الملك فيها هو أمير المؤمنين، وأن العلاقة مع سلاطينها علاقة بيعة شرعية فضلا عن علاقة التقدير للأصل الشريف المرتفع سنده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك استقبل المغاربة الأمازيغ سكان المغرب الأصليين المولى ادريس الأول وبايعوه، ثم لما امتدت يد الاغتيال إليه والمولى ادريس الثاني ما زال جنينا في بطن أمه وانتظروه حتى بلغ أشده ليبايعوه .
فكانت هذه الخصوصية خصوصية الارتباط بالنسب الشريف، أي الصلة ببيت النبوة هي السلطة الوحيدة التي كان يذعن لها المغاربة وكانت سر وحدتهم ، وهي التي كان بجتمع عليها ويجمع عليها المغاربة، وهي السر أيضا في بقاء المغرب دولة مستقلة عن المشرق،  ودولة موحدة. 
لبس بسبب قوة السلطان المادي والعساكر والتحكم الاداري المركزي، وإنما بتقدير عنصر الشرف والانتساب النبوي … وبقي  ذلك ثابتا ومستقرا  حتى عندما كانت الدولة المركزية تضعف وتتراجع قبضتها على الأطراف.لقد ظلت السلطة المعنوية لسلاطين وملوك المغرب دوما قائمة على الرغم من عدم بسطهم لسلطتهم الإدارية والعسكرية على القبائل وذلك بسبب هذا العنصر أي الصفة الدينية للملك او السلطان وعنصر الشرف ..وهي عناصر استدمجتها الدساتير العصربة للمملكة وآخرها دستور 2011 الذي تم فيه مأسسة إمارة المؤمنين بشكل صريح وواضح ؛ 
وقد قدمت حركة التوحيد والاصلاح تصورا واضحا حول هذه المأسسة  ومكانة إمارة المؤمنين والعلاقة التي تربط الملك بصفته امير المؤمنين بالمواطنين، وذلك في تصورها للإصلاحات الدستوية خلال التشاور الذي قامت به اللجنة الملكفة بمراجعة الدستور سنة 2011 ..و أعلنت في بلاغ صادر عنها بعد وفاة الحسن الثاني رحمة الله وإعلان تأييدها للبيعة التي تمت لخلفه الملك محمد ااسادس ..
فمن التفاهة  أن تقفز وكالةالانباء  الجزائرية على مداخلة لرئيس حركة التوحيد والاصلاح وتستنتج منها استنتاجا باطلا، والادعاء أنه قال ما يفيد بان المغرب مهدد بالتقسبم والانقسام ..
المغرب لم يكن في وقت من الأوقات أكثر اندماجا ووحدة إلا بالشرعية الدينية والتاريخية وثانيا بحكم الشرعية الدستورية .. ثم بشرعية الانجاز الذي يراه المنصفون وبه يفرحون وييتبشرون، وبسببه يحنق الحاسدون والمفلسون !
هي عقدة دفينة لدى حكام الجزائر في أن يروا المغرب مقسما غير مستقر .. 
ودليل ذلك دعمهم لكيان انفصالي نشأ تحت أعينهم وعلى أيديهم وبرعاية الراحل معمر القذافي …
إن مواصلة تعنت حكام الحزائر ودعمهم للانفصال هو الذي يمكن أن يهدد أمن واستقرار المنطقة ويفتح المجال لكل مخططات التقسيم والاستفراد ..وأن التحرر من مخلفات الحرب  الباردة والتوجه الصادق نحو بناء الاتحاد المغاربي هو السبيل لاستقرار المنطقة وضمان رفاهها، بدل سياسة الهروب إلى الأمام  ومحاولة صرف النظر عن الاحتقان الداخلي والإفلاس السياسي والاقتصادى ..والتاريخ شاهد أن المغرب كان دوما مع تحرر الجزائر من الاستعمار، وأن السبب الحقيقي الذي يمكن أن يهدد وحدة بلدان المغرب الكبير هو مواصلة معاكسة المغرب في سيادته على كافة آرضه وترابه .. 
أما حركة التوحيد والاصلاح فهي حركة دعوية تربوية تكوينيه تقوم على أساس توحيد الخالق وتوحيد المخلوقين وتوجيههم نحو البناء… بناء الوطن.. وبناء الاتخاد المغاربي ودعم كل صيغ الوحدة المغاربية والعربية والاسلامية وتعزيز علاقات التعاون مع العمق الافريقي للمغرب … 
وفي رؤية الحركة وميثاقها وأوراقها ما يثبت ويؤكد أن المغرب قوي بمؤسساته قوي بتعدديته  قوي بانفتاحه على كل التوجهات الفكرية والسياسية التي مهما تعدد تقييمها لواقع ظرفي وانتقادها له،  إلا أنها مجمعة على ثابت الوحدة الوطنية أولا والوحدة الترابية ثانيا .. مهما تعددت المقاربات والمواقع . ومهما كان النقد للسياسات الداخلية
إن  بلادنا لبس لها -عكس حكام الجارة -ميراث متأصل من ثقافة ستالينية أو من بدعة الرأي الوحيد والحزب الوحيد .ولا مجال للصيد في الماء العكر

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.