قربال يكتب: عبد الإله ابن كيران ومقاربة الأمل

نورالدين قربال

عبد الإله بن كيران ومقاربة الأمل

ترأس السيد الأمين العام يوم 05 دجنبر2021 اللجنة الوطنية للحزب، وكعادته جال بالحاضرين في مواضيع متعددة، يمكن أن نوجزها في العناوين التالية:

واقع الحزب والمقاربة الموضوعية:

أكد السيد الأمين العام الأستاذ عبد الإله بن كيران على أن انتخابات شتنبر كانت قاسية، وصعبة، محدثة نكسة ونكبة، رغم ذلك فالحزب تعامل مع الحدث بطريقة راقية، وهذا الموقف يجب تثمينه رغم الاختلاف في الشكل أحيانا بين الاجتهادات. ومر المؤتمر الاستثنائي بسلام، وانتصر مبدأ الوحدة، وتم اختيار أمين عام وأمانة عامة في جو ديمقراطي. وبعد ذلك انطلق الحزب واستمر العمل، وتم التجاوز النسبي لما وقع.

لقد كانت لنا مسؤولية فيما وقع، لكن ليس هناك بكاء في السياسية، لأن الذي يحكمها هو استمرارية التدافع. والحزب منخرط في هذا التدافع باعتبار ما وقع ابتلاء، ولم يربك مناضليه. وصرح قائلا “ما ممفاكينش” باعتدالنا بتشبثنا بمرجعيتنا بملكيتنا وبثوابت أمتنا. وما وقع ليس هزيمة حقيقية وإنما هو “بريكول”. لكن ما نهايته؟  لأن التقدم مواقف قوية “واقفة على الصح”. مؤكدا على أن الحزب انتقل من وضعية إلى أخرى. وندد بالديمقراطية المزيفة لأنها تؤدي في النهاية إلى الديكتاتورية. وتبقى حكاية الانتخابات غير مفهومة، وغير راضين عليها. متمنيا ألا تكرر في المستقبل.

نتيجة ما وقع، نحن في حاجة إلى التكوين الفكري والسياسي، ومقاربة الإشكالات السياسية الحقيقية في البلاد، وهذه فرصة للبناء السياسي. وللإشارة فسنة 2011 صرحنا بأننا لسنا مستعدين للذهاب للمجهول.

ووجه نداء عاما مفاده أن الطموح مشروع، لكن يجب عدم تجاوزه لاقتناص الفرص. وفي هذا الإطار طلب من الحكومة أن تكون حصيلتها أفضل من سابقتها، ودعا إلى عدم التسرع في الحكم عليها ولا نتعجب مما ستقوم به يكفي أن بعض عناصرها تضع عائلتها في الدواوين.

القضية الفلسطينية

اعتبر السيد عبد الإله بن كيران بأن القضية الفلسطينية قضية عقدية، فنحن سيان لأن المومنيين إخوة. ونحن مع الفلسطينيين في السراء والضراء. لكن دولتنا لها إشكالات، ليس بالضرورة أن نتفق معها أحيانا، ولكن لا ندين دولتنا، موجها خطابا مباشرا لإخواننا المشارقة بألا يدينوا المملكة المغربية، والواجب احترام تاريخها، ونضالاتها من أجل القضية الفلسطينية، وقد وضعت ضرائب خاصة للقضية الفلسطينية، فالملوك المتعاقبون على عرش المملكة لم يغيروا مواقفهم من القضية الفلسطينية وإنما للمغرب مشاكل، ومن الواجب الاحترام والتقدير. ومازال النظام الجزائري يتحرش بقضية وحدتنا الوطنية للأسف أكثر من 40 سنة. ولهم مسؤولية أمام الله عز وجل. لأنهم صرفوا أموال الشعب الجزائري في هذا التطاول والاعتداء، وارتكاب مصائب ولم يريدوا التوقف فالنظام ظالم للمغرب. وعدم فتح الحدود من قبل الجزائر لأن النظام الجزائري يدرك جيدا أن الشعب الجزائري يحب المغرب كثيرا وسيشدون الرحال إليه طبعا. ويقع التلاقح بين الشعبين. فيجب على النظام الرجوع إلى الله.

فالمغرب ليس سهلا وأرواح الشعبين كذلك، وموقفنا أننا لا ندين بلدنا ونحن مع ملكنا، وحذار من أسوء العواقب على المنطقة كلها. ويؤثر على الاستقرار المغاربي. وسيستفيد الانتهازيون من ذلك.

الموضوعية ونبرة الأمل

1.من نحن؟

حزب العدالة والتنمية كما أكد على ذلك السيد عبد الإله بن كيران فكرة وروح، أعطى ومازال يعطي الدروس. جئنا لحاجة في مجتمعنا، تدرجنا في العمل الإسلامي وانتقلنا إلى العمل السياسي، باعتباره واجبا وليس نزاعات على الحكم. للمساهمة في إنقاذ البلاد لأن الغالب على الفعل السياسي هو الاستفادة من عدمها.

حزب سياسي أثبت أعضاؤه في معظمهم خدمة الصالح العام، في زمن أصبح العمل السياسي مهددا بالزوال، نظرا لاستشراء الفساد. لأن العمل السياسي سابقا كانت تقوده الأفكار، التي تتغلب على المصالح، واليوم طغى أصحاب الشهوات على أصحاب العقول. ومن تم فحزب العدالة والتنمية حزب العقول، والأفكارو قليل من أصحاب الشهوات.

حزب العدالة والتنمية مستعد لكل الاحتمالات، وهذا من سنن التاريخ والكون. والفساد لا يخيفه لأنه يومن بالمصداقية، وعلاقته بالآخرين جيدة، وطيبة. ودولتنا ليس ديكتاتورية والحكم فيها قائم على المشروعية التاريخية، والدين عن طريق البيعة، وبالدستور، وتتطور الملكية بناء على ديمقراطية مؤطرة بتاريخ، ومنطق وعلاقات. وعندما يقع التجاوز وجب التصحيح، ونتمنى ما وقع اليوم ألا يتكرر في المستقبل.

هذا الحزب بهذه الصفات الواجب عليه اليوم تجاوز الإشكالات النفسية والتنظيمية وعلى مستوى العضوية، من أجل التأهيل لعقد المؤتمر العادي. أما الأمور المالية فليست هي المشكل. ومن أجل تجديد الهياكل فالمطلوب إبداع رؤية فكرية وسياسية مؤطرة. إذن لكي يكون المؤتمر الوطني العادي فمن الضروري تحضير أوراق واضحة المعالم، أنذاك سنعيش عرسا ديمقراطيا وليس مؤتمرا عاديا لتصريف الأعمال، لأن الحزب فكرة وروح.

سنوفر إعلاما يدافع عن هوية حزب العدالة والتنمية، والذي سيجد فيه كل واحد مكانه. حتى نكون في مستوى التحديات المستقبلية. واليوم بعد تسريح بعض العاملين في إدارة الحزب مركزيا وجهويا بدأ بعضهم يعود للعمل تطوعا نظرا لظروف الحزب المادية. وهذا مؤشر على أن حزب العدالة والتنمية فكرة وروح. ولن يتخل عن أي من مناضليه من أجل الدفاع عنه. ويجب أن ندخل اليوم في فتح مجالات التكوين والتأهيل للمنتخبين وسائر أعضاء الحزب.

منطق الأمل

بعد هذه الجولة مع السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإله بن كيران أثناء انعقاد أول لجنة وطنية بعد المؤتمر الاستثنائي، يمكن أن نقر بانه شعر بالأمل بعد تدخل الجميع خاصة مسؤولي الجهات.

بعد أكثر من ثلاث ساعات من التداول داخل اللجنة الوطنية، اطمئن السيد الأمين العام على الحزب. شعر بارتياح مصحوب بالأمل. لأن عندما تسلم الحزب بثقله كالجبل ظلت تراوده طبيعة المقاربة التي ستعتمد بعد هذه الهزة السياسية؟ هذا الأمل الذي ينطلق من التحرر النفسي بما وقع. والمطلوب هو تجديد النيات والعزائم، وبناء تصور جديد يتوافق مع الواقع المعيش. فنحن حزب مسؤول يتحرك خطوة خطوة، نحن أبناء العدالة والتنمية لا نخون ومعتمدين على معية الله تعالى.

سيستمر الحزب، ولن يقوم بحوار داخلي حيث التراشق بين وجهات النظر المختلفة. سنخوض معارك ضد الفساد والاستبداد. سترجع الأمور إلى نصابها. ومن تم لابد من تغيير القناعات الاستراتيجية بناء على مرجعية الاجتهاد والتجديد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.